يبدأ القضاء التركي اليوم محاكمة منتظرة جدا لصحافيين باتا رمزا للضغوط المتزايدة التي تمارس على وسائل الاعلام والخصوم من قبل الرئيس رجب طيب اردوغان في بلد يُستهدف بموجة غير مسبوقة من الاعتداءات.
ويمثل رئيس تحرير صحيفة جمهورييت جان دوندار ومدير مكتب الصحيفة في أنقرة أردم غول، المعارضان الشرسان للحكومة التركية منذ وقت طويل، أمام المحكمة الجنائية باسطنبول بتهم خطرة كلفتهما حتى الآن الحجز الاحتياطي لثلاثة اشهر. والرجلان اللذان أفرجت عنهما المحكمة الدستورية -الامر الذي اثار جدلا-، متهمان بالتجسس وكشف اسرار الدولة والسعي إلى قلب نظام الحكم، وهو ما يعرضهما لعقوبة السجن المؤبد، والسبب نشرهما مقالا مدعوما بصور وشريط فيديو التقط على الحدود السورية يظهر اعتراض قوات الأمن التركية لشاحنات عائدة لجهاز الاستخبارات تنقل أسلحة لمقاتلي داعش في سوريا.
وأثار احتجاز الصحافيين في نوفمبر 2015 انتقادات واسعة خصوصا في الخارج حيث اعتبرت مثالا جديدا للنزعة التسلطية لنظام متهم بالسعي لاخماد اي صوت ينتقده. وأعلن جان دوندار (54 عاما) إستراتيجيته وهي جعل محاكمته تتحول الى محاكمة للسياسة الخارجية للحكومة.