الجيل الحالي صغارهم وكبارهم يعرفون جيدا المعنى الحقيقي لكلمة (منيو)، ويربطها الغالبية بالمطاعم وقد لا يعرفون معناها باللغة العربية، المهم انها قائمة تعطيهم حق اختيار ما يرغبون من المأكل والمشرب، وتتفاوت انواع الأطعمة بالمنيو، فتجد فيها الأطعمة الشرقية والغربية والسواحلية وغيرها من الأطعمة الوافدة إلينا من اصقاع الدنيا، وتختلف طريقة تقديم المنيو فمنها ما هو تقليدي بقوائم ومنها ما هو بطريقة الكمبيوتر اللوحي حسب سياسة المطعم وبعضهم تطور ووضعها على طاولة الأكل وتتم طريقة الاختيار بالضغط على المطلوب فينعكس لدى المحاسب ويتم اعتماد الطلب تلقائيا، وهذه الطريقة توفر عليهم الوقت المفقود من وقوف النادل على رأس الزبون المتردد خاصة اذا تنوعت الطلبات واختلفت الرغبات.
قوائم الأطعمة لم تقتصر على وجودها في المطاعم، بل تجاوزتها وخرجت للزبون اما ان تعلق على باب منزله أو ترسل عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة وهذا سهل عليهم معرفة النوعيات والقيمة وما عليك سوى الاتصال وتحديد ما تريد ليصلك المطلوب خلال وقت وجيز، الشيء المستغرب هو قدرة المطاعم على تحديد موقع المنزل بسرعة من خلال عداد المياه أو غيره من الوسائل الأخرى وقد يصلك سائق المطعم قبل سائق سيارة الطوارئ.
طلبات المنازل لها وعليها من السلبيات والإيجابيات وكل ينظر إليها من الزاوية التي تهمه، والموضوع يجرنا إلى مسألة ادمان الغالبية على أكل المطاعم بشكل يدعو للقلق، وقد يأتي يوم لا نوقد النار في البيوت بسبب اعتمادنا على أكل المطاعم.
اخيرا.. النصيحة التي يجب أن يعمل بها الجميع واعتبرها خلاصة الموضوع هي المناظر المحزنة والمؤلمة عندما نشاهد أكواما من الأطعمة مصيرها مكب النفايات، خاصة اذا كان التقديم بنظام البوفيه وتجد من يملأ الصحون بكل اصناف الأكل ولا يأكل الا جزءا يسيرا منها.
يا أخي ويا اختي الأكل ليست له اجنحة كي يطير، فخذ ما يكفيك واذا اكلته خذ زيادة حتى تشبع، اننا محاسبون على هدر الأنعام ويجب أن نعي ما نفعل لأننا محاسبون والهدر شيء منهي عنه في ديننا الإسلامي وسندفع ثمنه عاجلا أم اجلا ان لم يتداركنا الله برحمته، المال مالكم لكن الطعام ليس ملكا لكم فهناك أنفس تموت بسبب فقدانه.. للجميع التحية.