للعام الثاني يؤكد صناع الأفلام المشاركون في الدورة الثالثة لمهرجان أفلام السعودية على جعل المهرجان أيقونة لوصول الجمهور إليهم ويستعرض تحدياتهم، حيث شهدت العروض المقامة في جمعية الثقافة والفنون بالدمام حضورا جماهيريا مكثفا إلى جانب التنظيم الجيد الذي اتسع لأكبر عدد من المهتمين بالسينما، وقدم في اليوم الرابع على التوالي 22 فيلما قسمت على أربع جلسات. وقد حظي جمهور الجلسة الأولى بنصيب الأسد من العروض حيث عرض 11 فيلما، ابتدأت بفيلم «بين السماء والأرض» للمخرجة روان نمنقاني، وفيلم «بوب وكورنة» للمخرجة إيثار باعامر، وفيلم «AH-18» للمخرجة ريهام التيماني، وفيلم «الآفة» للمخرج صالح فؤاد، وفيلم «تيتا بي» للمخرجة بشرى الأندجاني، وفيلم «صاح المنادي» للمخرج فهد العميري، وفيلم «عندما يجتمع الفن» للمخرج محمد الحمود، وفيلم «أنا» للمخرجة ريهام التيماني، وفيلم «المتهم» للمخرج منير العامري، وفيلم «أبوشنب» للمخرج عمر العميري، وفيلم «المعركة» للمخرج محمد يغمور. وعرض خلال الجلسة الثانية فيلم واحد كان فيلم «سلمان حكيم السياسة». فيما عرضت الجلسة الثالثة سبعة أفلام أولها فيلم «المركاز..رائحة المكان» للمخرج محمد الحمادي، وفيلم «فتات» لسيد ماجد السيهاتي، وفيلم «أربعة ألوان» للمخرج توفيق الزايدي، وفيلم «أبطال المطافي» للمخرج محمد الملا، وفيلم «شباب بوب كورن» للمخرج رائد الشيخ، و فيلم «ركز» للمخرجة هند جمبي، وفيلم «كمان» للمخرج عبدالعزيز الشلاحي. أما الجلسة الرابعة فاختتمت عروضها بثلاثة أفلام «الآخر» للمخرج توفيق الزايدي، وفيلم «نظام حياة» للمخرج محمد باقر، وفيلم «رفيق العتمة» للمخرج محمد الباشا.
تلت كل جلسة عروض ندوة ناقش فيها الجمهور مخرجي الأفلام وأبدوا اعجابهم أو نقدهم. وعبر الجمهور عن اعجابه بالمجهود الذي تقدمه طالبات جامعة عفت، وقال أحدهم: «لم أكن أتصور أنهن ينفذن أعمالاً بهذا المستوى». عمق الأفكار التي قدمتها طالبات جامعة عفت المشاركات في المهرجان نال اعجاب المشاهدين. أتى فيلم «AH-18» لريهام التيماني مثالاً على الفيلم الذي يحمل رؤية فلسفية عميقة إذ تطرق لموضوع الهيمنة والتحكم بعقل الإنسان التي تمكن الأقوى من فرض نفسه وقمع كيان من يحيط به.
وكان للدعوة إلى التصالح والسلام نصيب من أفلام اليوم، إذ علقت إحدى الحاضرات على فيلم «نظام حياة» للمخرج محمد باقر بأنه من أجمل ما شاهدت وأن «هذا ما نحتاجه في الوقت الحاضر».. وتعليقاً على فيلم «كمان» للمخرج عبدالعزيز الشلاحي، أعرب المسرحي محمد الحلال بأنه كان ينوي الحديث عن مشكلة تراكمية في الأفلام السعودية بيد أن «كمان» جاء منافياً لهذا الحديث بسبب تميز سيناريو «كمان» عن باقي ما شاهده.
وعاد التساؤل الذي لطالما أشغل العديد من الزوار وصناع الأفلام: لماذا يصر بعض المخرجين على تأدية عدة أدوار في صناعة الفيلم كالإخراج وكتابة السيناريو والتصوير والتحرير، بل والتمثيل أحياناً؛ هل نعاني من حالات استئثار بصناعة الفيلم أم بحالة متكررة من ندرة الفنيين المؤهلين وصعوبة الوصول إليهم. جاء هذا التساؤل مجدداً بعد أن أوضحت هند جنبي مخرجة فيلم «ركّز» بأنها نفذت العمل كاملاً بنفسها.