الأحساء أو واحة الأحساء كما يحلو للكثير تسميتها قد تصبح خلال سنوات قليلة لو تمدد فيها العمران باتجاه الشرق ملامسة مياه الخليج العربي. وعند ذلك ستكون الوحيدة في العالم التي تجمع خصائص فريدة لا تتوافر لأي مدينة أو منطقة أخرى. فالأحساء بذلك ستكون واحة خضراء وسط صحراء وتحتها مخزون هائل من الغاز والبترول, إضافة لكونها تقع مباشرة على ساحل مياه خليج يعتبر من أهم المسطحات المائية من الناحية الإستراتيجية. وبهذا تكون الأحساء مكانا مفضلا لطرح فرص الاستثمار ليس على مستوى الصعيد المحلي, بل ومستوى العالم.
وفي هذا الأسبوع ستكون هناك رعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز, أمير المنطقة الشرقية حيث يقام (منتدى الأحساء للاستثمار 2016م) وبحضور محافظ الأحساء سمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي وعدد من أصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء ونخبة من المتحدثين من مختلف القطاعات. ويقام هذا المنتدى وسط مشاركة أكثر من جهة حكومية وخاصة بتنظيم من غرفة الأحساء بشراكة إستراتيجية مع ارامكو السعودية. وحسب ما ذكره رئيس مجلس إدارة الغرفة الأستاذ صالح بن حسين العفالق فالمشاركة الكبيرة تعكس أهمية المنتدى والذي يواكب ليس فقط برامج الاستثمار في الأحساء فقط, بل إنه يواكب مبادرات برنامج التحول الوطني والحديث الجاد حيال ضرورة التنوع في آلية مصادر الدخل.
وفي هذه الايام بالذات أصبح الحديث عن الاستثمار داخل المملكة والحراك الاقتصادي فيها هو حديث العالم أجمع, خاصة أن العالم يمر في هذه الفترة بتغيرات كبيرة على الساحة الاقتصادية. وهذا المنتدى الذي سيقام في الأحساء في يومي 30-31 من شهر مارس سيصاحبه معرض بمشاركة نوعية من وزارات وهيئات ومؤسسات من جميع القطاعات سيكون بمثابة قفزة نوعية لتسريع تطوير الكثير من المشاريع في الأحساء والتي قد يكون موقعها الحغرافي عاملا مهما بسبب قربها من حدود أكثر من دولة خليجية وتوسطها مفترق طرق يربطها بالساحل الشرقي والعاصمة الرياض. ولا ننسى ارتباطها بشبكة حركة جوية من خلال مطار بدأ الكل يرى التسارع المطرد في أعداد المسافرين إضافة إلى شبكة ربط برية تشمل الطرق وسكة الحديد.
ولو بقينا بعيدا عن ماذا يحدث حيال فرص الاستثمار فمن المعلوم أن الأحساء تغطي مساحة كبيرة من مملكتنا الحبيبة وبها كثافة سكانية معروف عنها الجد والاجتهاد وحب العمل. بل إنه وحسب ما سمعنا, فما أن تم الإعلان عن الحاجة لمتطوعين ومتطوعات لعمل الترتيبات لهذا المنتدى ليقوم أمين غرفة الأحساء الأستاذ عبدالله النشوان بالحديث عن التفاعل الإيجابي من المتقدمين للعمل التطوعي. وذكر المشرف على برنامج التدريب للعمل التطوعي الأستاذ خالد الحازمي أن مقاعد التطوع رغم كثرتها نفدت واكتمل العدد خلال 8 ساعات فقط من بدء استقبال طلبات التطوع. وهذا دلالة واضحة بأن البيئة الاستثمارية في الأحساء تعتبر من الأفضل والتي أحد مقوماتها وجود الكفاءات والمهارات ووفرة اليد العاملة الوطنية في منطقة الاستثمار.