كشفت محاضرة نظمتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، بالمتحف الوطني بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض، عن قدرة تقنية التصوير الجوي بالطائرات بدون طيار في استكشاف مناطق التنقيب بشكل أكبر وأسرع، وتمتعها بخاصية المحافظة على سلامة فريق التنقيب العامل في الموقع المعين، كما تمكن تطبيقات التصوير الجوي من حساب عدد الحفر ومراقبة مراحل التنقيب والمواقع الأثرية، كما تساعد أيضاً في استكشاف المناطق الأثرية والتاريخية المحيطة، ومراقبة التغيرات الطبيعية والصناعية، ومراقبة المشاريع والتعديات والتجاوزات على المواقع الأثرية والتاريخية.
واستعرضت المحاضرة الخاصة بتقنيات التصوير الجوي وتطبيقاته، التي شارك فيها عدد من المسؤولين والخبراء في مجال التصوير والآثار والتراث العمراني (دوليين ومحليين)، سلسلة من النماذج لمشروعات تم تنفيذها في مناطق المملكة المختلفة. وتناول مقدما المحاضرة المهندس حسين المعشي، والمهندس عبدالحكيم الخشمان، من الشركة السعودية للتصوير الجوي، تعريفاً شاملاً لتطبيقات التصوير الجوي، ومزاياه وفوائده، بما في ذلك جودة ونقاء الصور ودقة تحديد المواقع، وانجاز أكبر عدد منها بأقل تكلفة مقارنة بأنواع التصوير الأخرى.
وبيَّنت المحاضرة كيفية التقاط الصور الجوية بأحدث التطبيقات الذكية وفي مقدمتها تقنية التصوير الجوي بالطائرات بدون طيار، وتطرقت إلى عدد من تطبيقات التصوير الجوي واختصاصاتها، مبينة أن هذه التقنيات تؤدي سلسلة من المهام بجودة ودقة عالية، مثل تمكينها من الحصول على صور جوية مصححة، كما ذكر المحاضران أن تطبيقات التصوير الجوي في التنقيب الأثري، تمكن من إنتاج الخرائط الطبوغرافية، وتتيح رؤية المواقع الأثرية بشكل أوضح.
ومضت المحاضرة في رصد مزايا خواص تطبيقات التصوير الجوي، لافتة إلى قدرتها على مراقبة حدوث الكوارث، واشارت إلى إمكانية توظيفها في الاستخدامات الزراعية، وخطوط الأنابيب والطرق، والخرائط الطبوغرافية، كما بينت المحاضرة أن هذه التطبيقات تدعم وبالدرجة الأولى صناعة السياحة واستثمارها في المملكة. وقدم المحاضران نماذج من المشاريع التي نفذتها الشركة في مناطق متفرقة من المملكة، ونماذج تطبيقية أخرى لاستخدام تقنيات التصوير الجوي في أعمال المشروع السعودي البولندي للتنقيب في موقع عينونة الأثري بمنطقة تبوك في موسمه الثالث من العام الجاري.
يشار إلى أن المتحف سيستضيف الأربعاء محاضرة أخرى تنظمها الهيئة بعنوان (الآثار الغارقة في المملكة.. الماضي، الحاضر، والمستقبل) يتحدث فيها كل من مهدي القرني وMichaela Reinfeld من الفريق السعودي الألماني للبحث عن الآثار الغارقة بين رابغ والشعيبة.