إلى الأحداق أرسلت الكلاما *** وفي الأعماق أودعت السلاما
تقوم من الصباح فتحتويها *** فتُملي العين باللقيا غراما
تضيء الكون بالأخبار تترى *** فتملأ مسمع الدنيا احتراما
تحدِّق في الأنام بناظرَيها *** فتهدي القول موصولاً تسامَى
فكم جادت صحافتنا برأي *** يُضيء الكون بل يمحو الظلاما
ففيها الكون كمْ يبدو ضئيلاً *** تُمزق عنْ جوانبه اللثاما
تقول فلا يُرَّد لها مقول *** ودوماً تمسك الصحف الزماما
توجّه أو تعلّم أو تهنّي *** فتحيا في هواها مستهاما
وتلقي الشعر كي يغدو حكيما *** يقول الرأى يختلب الأناما
إذا ثارت أذاقتنا لهيباً *** وإن هدأت تعلمنا وئاما
فكم من نارها شبَّ الحريقُ *** وكم من بردِها هَدَّتْ ضراما
وكم في حُبها ضحَّى كثيرٌ *** وجازوا الصَّعب يهدون الأناما
يهون الشوك بل يغدو حريراً *** إذا ما حبُّها في القلب داما
فكم من والهٍ يرجو سلاماً *** ولكن لا تودُّ لهُ ابتساما
فحاذر أن تكون لها عدوا *** فتُكوَى من براثنها التهاما
وكن من وصلها حذراً شفوقًا *** وأرسل طرفك الغافي لِمَاما
لك الرحمن يا عين البرايا *** فكم توجتِ أعمالاً عظاما
لسان الشعب بل نبض الحنايا *** وفيها الرأي كم يغدو وساما
تهذّب في الطباع بخير نصحٍ *** فساد العْدل في الدنيا وقاما
عقولٌ كل يوم كم تربّى*** من الأقوال أقواماً كراما
حصاد الفكر بالألباب يسري *** فيغــــدو موئــلاً للحــقِّ دامــا