يمكن أن يعمل نشر محاضر اجتماعات الاحتياطي الفيدرالي الخاصة بالسياسة النقدية في الشهر الماضي على تحريك الأسواق، وهذا أمر مفهوم.
ويواصل مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي اختبار التوازن الصعب ما بين التأثيرات المحلية والدولية على السياسة النقدية وهم يتعاملون مع عدد من الألغاز الاقتصادية.
وهم يدركون مدى الحساسية المفرطة غير الصحية التي تعاني منها الأسواق المالية إزاء الإشارات الواردة من عدد من البنوك المركزية التي قامت في السنوات القليلة الماضية باتخاذ تدابير استثنائية؛ لقمع التقلبات المالية وزيادة أسعارالأصول كوسيلة للتصدي لتباطؤ النمو.
إليكم القضايا الأربع الكبرى التي ينبغي الانتباه إليها في محاضر الاجتماعات الأخيرة:
• إلى أي مدى يرى مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي أن التطورات الاقتصادية المحلية تعوض عن - وربما تتغلب على - التباطؤ في أماكن أخرى من العالم؟ هذا أمر هام جدا لأنه، من دون الأثر المتباطئ بازدياد للاقتصاد العالمي، قد يكون الاحتياطي الفيدرالي في طريقه إلى رفع أسعار الفادئة هذا العام بالتأكيد بشكل أكبر من مما تحتسبه الأسواق في الوقت الحاضر، وأكبر أيضا من إشارات المجموعة الأخيرة من النقاط الزرقاء التي أطلقها البنك.
• كيف يعمل الضعف الملموس مؤخرا في الدولار على دعم تقييم الاحتياطي الفيدرالي للاتجاهات التضخمية المستقبلية؟ بعد ترحيبه بالرقم القياسي القوي في إيجاد فرص العمل في الولايات المتحدة، ركز الاحتياطي الفيدرالي المزيد من الاهتمام مؤخرا على آفاق تلبية هدف التضخم البالغة نسبته 2 بالمائة على مر الزمن.
يعتبر هذا مدخلا هاما لتحديد الموقف المناسب للسياسة النقدية. ويساعد الدولار الأضعف، وإن كان ذلك في الهامش، في دفع ارتفاع التضخم - كما يفعل، بدرجة أكبر، الانتعاش في نمو الأجور المشار إليه في تقرير الوظائف الأسبوع الماضي.
• هل اقترب مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي من إيجاد حل لبعض الألغاز الاقتصادية الكبيرة التي تؤثر في السياسة وبرنامج الإرشاد المتقدم؟ تعتبر 3 من هذه الأسئلة محيرة بشكل خاص نظرا للنمو الاقتصادي الذي عمل مرارا وتكرارا على تخييب الآمال من خلال وتيرة خطاه وشموليته: فشل الأجور في الزيادة بشكل أكثر قوة حتى مع سلسلة من مكاسب التوظيف الشهرية القوية، ونمو الإنتاجية المنخفض بشكل غير متوقع، ومعدل مشاركة القوى العاملة المدنية، ونسبة العمالة إلى السكان، التي تكافح جميعها من أجل التحرر من المستويات المتدنية منذ عقود متعددة، ما يوحي بوجود خليط صعب من الرياح المعاكسة الهيكلية والدورية.
في كل هذا، سوف يركز المشاركون في السوق على مؤشر موجز أساسي وهم يحللون تلك المحاضر: حيث سيحاولون تبيان ما إذا كانت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي (جانيت ييلين) قادرة على الحفاظ على وحدة كافية داخل لجنة صنع السياسة، التي من المفهوم، أنها ستميل إلى التوصل إلى تفسيرات مختلفة بالآفاق المتقلبة والتي يحوطها اللبس بصورة «غير عادية» بخصوص الاقتصاد العالمي.