في الوقت الذي ظهرت فيه القرعة الآسيوية للتنافس من أجل التأهل لمونديال روسيا2018 كنا بحاجة لأن نرى تحفيزا وتشجيعا لأفراد منتخبنا ولكن حدث العكس، وظهرت علينا أفواه وأقلام كالمنشار وخربشات في التواصل الاجتماعي تحط من إمكانية تأهل منتخبنا وتقلل من المستوى الفردي للاعبينا لا لأننا وقعنا في مجموعة حديدية وإن كنت لا أعترف بهذا التصنيف لأنه من يرد أن يتأهل يجب أن يحترم المنتخبات الأخرى ولكن لا يعطيها أكبر من حجمها.
وأعود من حيث بدأت، فان الحملة التي شنها بعض الجماهيرعلى لاعبي منتخبنا ليست بمستغربة، فنقدهم كان مستمراً من فترة ليست بالقليلة، ولكن المستغرب في تلك الجماهير أنها تنتقد منتخبنا بسبب وبغير سبب، فان فاز منتخبنا ذهبوا للمستوى والتقليل من المنتخبات الأخرى، وإن حدثت الخسارة فحدث ولا حرج، فلا يعلم اللاعب من أن يعير، مرة بالمبلغ الذي يتقاضاه ومرة عن مستواه، والأمر الغريب أن الجماهيرعندما تقارن منتخبنا الحالي بجيل الثمانينات والتسعينات وتجعله ضحية لذلك الجيل الذهبي فالأمر ينطبق على بعض الجماهير الحالية فعقليتها ليست كتلك الجماهير بذلك الزمن الجميل، فجماهير اليوم هي جماهير أندية ذات ميول متلون أما في السابق فكان الكل ولاءه للشعار الأخضر ولا تجد في مدرجات المنتخب شعارا أصفر أو أزرق أو أحمرأوأسود.
وأكثر ما يتعرض له اللاعب السعودي من نقد أنه لاعب «فلوس» وان ولاءه لناديه أكثر من المنتخب، علماً بأن اللاعب السعودي مقارنة برفقائه اللاعبين المحترفين في الدول الأخرى المشابهة لحالتنا الاقتصادية يكون أقل اللاعبين من حيث المردود المادي، وهو اللاعب الوحيد في العالم الذي يتأخر راتبه بالشهرين والسنة ولا يحصل عليه إلا إما بشكوى أو حتى يعتزل الكرة، فأي عائد مادي ذلك الذي نتحدث عنه وكأننا نطاردهم ونحسدهم في أرزاقهم.
لذلك اللاعب السعودي متى ما حصل على الدعم من جماهيره فانه سوف يبدع ويعطي ويحترق في الملعب، فنحن أداة رئيسية في تنفير اللاعبين من الانضمام للمنتخب وإن كان ذلك ليس مبررا ولكن أحياناَ يكون الضغط النفسي يؤدي للانفجار.
أما تلك الأفواه -شافاها الله- بدلاً من أن تحفز اللاعبين أصبحت تكرر اسطوانة مشروخة أنا شخصياً مللت من سماعها بأن اللاعب السعودي لاعب مدلل والفلوس أعمت عيونه، وهذا لم نجده في جماهير بقية المنتخبات التي رفعت راية التحدي وبدأت تراهن على لاعبيها وتحفزهم وتشعرهم بأن البقية ليسوا بأفضل منهم.
الآن نحن أمام حقيقة ويجب أن نتعامل ونتفاعل معها بإيجابية، فالصوت العالي والضجيج لن يغير الحقيقة، فمجموعتنا تضم اليابان، واستراليا، وتايلند، والإمارات، والعراق، وتاريخياً نحن نأتي بعد اليابان من حيث المنجزات، يعني نحن أفضل من البقية، ولماذا تصبح اليابان واستراليا أفضل منا؟ فنحن نملك لاعبين على المستوى الفردي مميزين وهم بحاجة للتجانس والثقة وإن شاء الله نرى منتخبنا من ضمن المنتخبات الآسيوية المتأهلة لكأس العالم.
( حقيقة مرة )
آخر منجز سعودي حققه منتخبنا كان سامي الجابر من بين نجومه سواء التأهل لكأس العالم أو الكأس الآسيوية ومن بعده لم نأت بمنجز، أتمنى ألا تحسب عليّ كوني متعصبا لنادٍ على آخر أو محبا لسامي الجابرعلى غيره ولكن معلومة وأحببت ذكرها فقط.