لم يدر في خلد القائمين على لجنة المنتخب وشؤون اللاعبين بزوغ نجم عدائهم الشاب وأن يحقق منجزا تاريخيا حتى بات الأمر حقيقة بالتحاق العداء اليافع عبدالله أبكر البالغ 19 عاما والمولود في الـ 3 من أكتوبر 1993م بركب الذاهبين إلى البرازيل، للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الحادية والثلاثين، التي ستقام في مدينة «ريو دي جانيرو»، بعد تحقيقه نتيجة مذهلة للغاية عندما استطاع نسخ زمن تخصصه الجديد سباق الـ100متر المسجل باسم مواطنه سالم اليامي، والبالغ 10.13ث محققا زمنا جديدا بلغ 10.04ث، ليكون أسرع عداء سعودي الآن. جاء ذلك في مشاركته في لقاء «منتساك» الدولي في أمريكا متأهلا على إثره الى «ريو2016» كخامس سعودي يتأهل الى هذا العرس العالمي صيف هذا العام، وهذا الإنجاز يعد امتدادا لسلسلة إنجازات أبكر هذا العام، فهو تأهل لبطولة العالم للشباب التي ستقام في بولندا في يوليو المقبل، حيث سيشارك في سباقي 100م و200م. ويعد أبكر أصغر عدائي العالم تأهلا لريو 2016 وتميز الى جانب تأهله بجدارة بامتيازات عدة فهو يعد برقمه الجديد أفضل رقم عالمي لدرجة الشباب حتى الآن، إذا يبلغ الرقم العالمي لسباق 100متر 9.97 ث، والخامس للعموم عالميا ايضا، والثاني قاريا لفئته العمرية والمسجل 10.01 ث. والمتتبع لمشوار أبكر في هذا المجال، يجد أنه متخصص في سباقات الـ400 متر، حيث حقق زمنا وقدره 49.44 ث في عام 2009، وفي عام 2010 حقق زمنا وقدره 48.16 ث، وفي عام 2011 حقق زمنا وقدره 47.69 ث، وفي هذا العام توقف عند الزمن 47.89 ث في نفس السباق. وسجله من المشاركات الأهم يتضمن مشاركته في بطولة العالم للناشئين في برشلونة 2012 وحقق في سباق الـ200م زمن وقدره 21.58 ث، كما شارك في دورة الألعاب الأولمبية الأولى للشباب في سنغافورة عام 2010 وحقق زمنا وقدره 48.51 ث في سباق 400 متر، فيما حقق في نفس السباق ضمن بطولة العالم السادسة في «بريسانون» عام 2009م. يذكر أن أبكر كانت انطلاقته محليا المدينة المنورة، كونه من سكانها، وإعداده هذا العام بدأ من مكة المكرمة، ثم جدة فالدمام واستقر في أمريكا تحت اشراف العالمي «جون سمث». ولم يكن مستوى أبكر مقنعا بالنسبة لاتحاد أم الألعاب في بداية الأمر، عندما تم اكتشافه في بداياته عبر نادي الأنصار بالمدينة المنورة، ولكن سرعان ما انتقل إلى الرياض، بحثا عن أحد أندية العاصمة الكبيرة وللقرب من اتحاد اللعبة فتدرب مبدئيا في نادي الشباب، وعرج على نادي الهلال، وتدرب فترة وجيزة وتم ضمه مباشرة دون خوض بطولات محلية كبيرة، كونه موهوبا ولعل هذا من غرائب اكتشافه، كونه لم يخض منافسات بطولات محلية رسميا مع الأندية التي تدرب فيها، واكتشف عبرها -الأنصار والشباب- وسجل محاولة في الانتقال الى إحدى دول الجوار، ولكن لم تنجح محاولته وعاد أدراجه بعد رغبة الاتحاد السعودي لألعاب القوى في خدماته، وإلحاقه بالمنتخب، ولعل النظرة الفنية المتأنية من قبل القائمين على لجنة المنتخبات وشؤون اللاعبين بالاتحاد كانت سببا في عودته ثانية وتحقيقه إنجازات هذا العام. «ما زال للمجد بقية» وتحدث المدرب الوطني عبدالرحمن عسيري عن العداء عبدالله أبكر وقال: «عبدالله واحد من المواهب التي تم اكتشافها خلال منافسات ألعاب القوى بالمدارس، وتوقعنا له مستقبلا جيدا، لكنه انتقل في مرحلة من مشواره الى الرياض، لكنه ما زال يتردد على نادي الانصار عند زيارة المدينة، ويتميز من بداياته بالاصرار، ويملك السرعة والقوة، وانا متأكد أنه ما زال في جعبته الكثير ممكن أن يقدمه للمنتخب.
«وصف نواف»
وفي ظهوره الرسمي الأول في خوض سباق 100 متر، ضمن منافسات ألعاب القوى في دورة الألعاب الخليجية 2015، والتي أقيمت في الدمام، وصف رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى الأمير نواف بن محمد ميداليته بأنها الأغلى، كونه يشارك للمرة الأولى في هذا السباق، ويحقق ذهبيته في وجود القطري صامويل والعماني بركات الحارثي المتمرسين لهذا السباق، مما أنار دربه للدخول في سباقات السرعة واعطاه دفعة معنوية كبيرة للاستمرار في خوض سباق 100متر.
«القادم أحلى»
من جانبه، أبدى العداء عبدالله أبكر سعادته بالتأهل لريو 2016، متوجا استعداده المبكر الذي يسير في اطار الخطة الفنية والادارية الموضوعة للتأهل الى جانب عزمة وإصراره طوال الفترة الماضية على تحقيق هذا الهدف الذي وضعه نصب عينيه طوال الفترة الماضية، والتي شهدت استعداداً في البرازيل والولايات المتحدة الامريكية عبر عدة معسكرات طويلة ومتنوعة أثمرت عن تحقيق ما يصبو إليه. وأشار أبكر إلى أن الوصول للقمة لم يكن صعبا، لكن بات تحت مسؤوليته الحفاظ عليه والسعي لتحقيق المزيد من الانجازات. وأكد ان مشاركته المنتظرة في الأولمبياد المقبل ستكون مشرفة بإذن الله، رغم أنه سينافس أفضل عدائي العالم، إلا ان الطموح لديه كبير لتقديم صورة مشرفة عن العداء السعودي، وسيعمل على تحقيق رقم افضل مما تحقق في لقاء منتساك الدولي.
«الإصرار والعزيمة» فيما أكد مساعد مدرب المنتخب الدولي السابق حمدان البيشي، أن ابكر يتميز بالإصراروهو الذي اسهم في تأهله بنسبه كبيرة، متمنيا أن يواصل الاعداد في المرحلة القادمة، مشيرا إلى أن العمل الشاق والتدريب المتواصل والجد والاجتهاد سمة معسكر المنتخب في امريكا، مؤملا تحقيق المزيد من النجاح وزيادة غلة المتأهلين إلى ريو2016 م.
«المملكة تذخر بالمواهب الشابة» ومن جانبه، أكد العالمي الأمريكي «جون سمث» مدرب العداء أن المنتخب السعودي يذخر بالعديد من المواهب الشابة، التي ممكن أن تسجل حضورا في المنافسات العالمية، مؤكدا أن نجوم القوى السعودية في السرعات يتميزون بمميزات كبار نجوم العالم، وقال «لديهم الرغبة الكبيرة والقابلية للتدريب والحب والحماس لتحقيق الانجاز وهذا بالتأكيد يسهل مهام المدربين معهم». وطمأن «سمث» محبي أم الألعاب السعودية على سلامة النجوم خصوصا في السرعات، مؤكدا في الوقت نفسه أن الاحترافية التى يعمل عليها الاتحاد السعودي لألعاب القوى حتما ستحقق النجاح، مهيبا بالقائم على الرياضة السعودية بالمزيد من الاهتمام بالمواهب الشابة، التي تعد كنزا للرياضة السعودية بصفة عامة ورياضة أم الألعاب على وجه الخصوص.
عبدالله أبكر
أبكر خلال تواجده في معسكر سابق
عبدالله أبكر