(من هذه الساعة سنبدأ العمل للغد ولا قلق على مستقبل وطننا) بتلك العبارة وقوة ثقتها لمستقبل بلد يعطي تصورا فائقا للرؤية الجديدة للتحول الوطني، والذي يرعى فكرته صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان ولي ولي العهد رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وهي فكرة جديدة اطلقتها السعودية وسميت رؤية السعودية ٢٠٣٠ وفيها عدة محاور كان اهمها أن «السعودية تمتاز بوفرة بدائل الطاقة المتجددة، وفيها ثروات سخية من الذهب والفوسفات واليورانيوم وغيرها، وأهم من هذا كله، ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت شعب طموح معظمُه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمان مستقبلها» بعيدا كل البعد عن الاعتماد على النفط والذي ابدى سموه ثقته اننا نستطيع بناء المستقبل محافظين على ثروات البلد دون الاعتماد على النفط، وانها فكرة قديمة لا تمت للواقع بصلة في ظل تواجد كل الموارد في المملكة والتي تحتاج فقط الى ادارة واعادة هيكلة كاملة حتى تتحقق الرؤية على الوجه الاكمل. كان التركيز الاهم هو تحويل أرامكو من شركة انتاج النفط إلى عمق صناعي يعمل في أنحاء العالم، وتحويل صندوق الاستثمارات العامة إلى اكبر صندوق سيادي في العالم، وتحفيز كبريات الشركات السعودية لتكون عابرة للحدود في أسواق العالم وتشجيع الشركات الواعدة لتكبر وتصبح عملاقة على أن يبقى تسليح جيشنا قويا، وفي نفس الوقت نريد أن نصنع نصف احتياجاته العسكرية على الاقل محليا، لنستثمر ثروتنا، جميع تلك الافكار والعزم والحزم لتفعيلها كانت مثل المبشرات والمفرحات للشعب السعودي كأن يكون تحت واقع اقتصادي مستدام ومنتج فعال لبيئة كريمة في ظل انخفاض الموازنة العامة.
تلك الرؤية ستفتح آفاقا ربما اكثر من أي وقت كان فيه الاعتماد على النفط مصدرا اساسيا ستجعلنا تلك الرؤية في مصاف الدول العظمى بقوتها العسكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وفيه يكون الفرد السعودي اكثر انخراطا وتقبلا للعمل لأجله ولأجل بلاده نظرا لمبدأ الشفافية التي طالما افتقدناها كثيرا، فهو يعمل ويعلم ان حقه محفوظ وان هناك دولة ترعى توجهه وعمله وتنمي عمله، فالدولة حريصة على توطين الوظائف وعلى اشراك النساء بنسبة اكثر ومعتمدة على الاستفادة من الاستثمار الاجنبي الذي يخدم الفرد السعودي خصوصا اصحاب الدخل الضعيف والمتوسط والمعدم.
نحن الآن امام تحول تاريخي اسطوري عريق لم يمر مثله بالاقتصاد السعودي وفي بنيته التحتية، لذلك نفخر بوجود عقليات نافذة امثال الامير محمد بن سلمان لإحداث النقلة النوعية الاكبر حجما في نهج البيئة السعودية الاقتصادية، وكذلك في بناء مصنع للعقول وللطاقات السعودية التي ستنتج وتبني البلد وتزدهر في شتى المجالات لذلك حان لنا الآن جميعنا كسعوديين ان نقبل التحول ونقول (حولني.. حالا).