نسمع دائما عن المسابقات الأدبية والثقافية والرياضية وغيرها من المسابقات المهمة والتي تبرز أهمية ودور تلك الثقافات على المجتمع ولكن عندما تسمع عن مسابقة في المهارة الشخصية تستغرب وتفاجأ بأنها لا تقل أهمية عن تلك المسابقات بل تعتبر أهم مسابقة بسبب قرب الناس إليها.
الأيام الماضية استضافت المملكة العربية السعودية مسابقة «المهارات الخليجية الرابعة» بمشاركة جميع دول مجلس التعاون الخليجي والتي نظمتها المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ممثلة في الأمانة العامة والمسابقات الوطنية بالتعاون مع الكلية التقنية بالدمام بمركز «سايتك» للعلوم والتقنية بالخبر والأجمل من ذلك هو رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية لهذه المسابقة الكبيرة وبحضور جميع الدول الخليجية.
لعل الكثير لا يعرف ما هي تلك المهارات التي تسابق عليها هؤلاء المشاركون والتي استهدفت أبناء دول الخليج وأعمارهم لا تتجاوز 23 عاما تنافس عليها أكثر من 30 متسابقا ومتسابقة وكانت تشتمل على الحلول البرمجية لأعمال الجرافيكس وتقنية اللحام والسيارات وتقنية التمديدات الكهربائية والشبكات وتقنية التبريد والتكييف والأزياء. وقد كانت تلك المنافسات قوية حيث انبعث نمط المسابقة الدولية للمهارات (world skill) وقادها حكام وخبراء معتمدون لتقييم المشاركات وفق معايير المسابقات الدولية (G cc Skills)
هذه المسابقة لم تكن الأولى بل استضافتها دولة الإمارات العربية المتحدة في نسختها الأولى عام 2008م بإمارة دبي والنسخة الثانية كانت في سلطنة عمان عام 2011م في العاصمة مسقط والنسخة الثالثة في مملكة البحرين في عام 2013م في العاصمة المنامة وتعتبر بمثابة مهارات تجد فيها قوة المنافسة والتحدي من أجل إبراز الأثر الإيجابي لها وما ينعكس على التنمية في دول الخليج العربي.
سمو أمير المنطقة الشرقية طلب أن يكون تدشين هذه المسابقة في مجلس سموه بالإمارة لأهميتها وقوتها وصافح كل المشاركين فيها من منظمين وإداريين ومتسابقين وتحدث معهم بشفافية حيث قال لهم: إن إقامة هذه الفعاليات والمناشط تعزيز وتمكين للشباب الخليجي من المنافسة والمساهمة الفعالة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية وإظهار مدى أهمية المهارة في تحقيق النمو الاقتصادي والنجاح الشخصي.
أجمل ما أشار إليه سموه الكريم عندما قال: إن ما يحمله شباب دول مجلس التعاون الخليجي من همة واقتدار يجعلهم قادرين على بناء أوطانهم بفضل الله ثم بفضل ما قدمته دولنا من اهتمام بالشباب ففتحت لهم المعاهد الفنية والتقنية والتي أصبح عددها كبيرا وليس هناك عذر يمنعنا أن نقدم أنفسنا كشعوب منتجة وتستطيع أن تنتج أكثر للوصول إلى المراكز المتقدمة سواء على مستوى المنطقة أو على مستوى العالم مؤكدا أن الشعب الخليجي قادر وبقوة على المنافسة في كل مكان ونحن لا ينقصنا شيء بعد أن وفرت دولنا لأبنائها بعثات وإمكانيات تجعل المكان أرحب وأوسع أمامهم... الحديث يطول مع سموه الكريم إلا أن أجمل شيء هو تشجيعه ومؤازرته للشباب الخليجي بالدخول إلى أوسع أبواب الابتكارات ليخلق جيلا جديدا متسلحا بالإيمان والعلم ليواجه تقنيات المستقبل هنيئا لنا جميعا وللفائزين بها لينتقلوا إلى المرحلة القادمة لهذه البطولة العالمية التي ستقام في أبو ظبي عام 2017م.