أوصل تعنت الانقلابيين الحوثيين محادثات السلام اليمنية التي تجري برعاية الأمم المتحدة في الكويت لطريق مسدود بانتهاء الجلسة الصباحية العامة التي أجريت صباح أمس الجمعة، وأفضت المناقشات في كل اللجان التي شكلها المبعوث الأممي إلى لا شئ، بسبب تعنت وفد ميليشيات الانقلاب ورفضهم المرجعيات المقررة مسبقاً وإصرارهم على شرعنة وتثبيت الانقلاب وماترتب عليه من فرض أمر واقع لمؤسسات الدولة، فيما شدد الوفد الحكومي في جلسة على ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن والمرجعيات المتفق عليها، واعتبر أن أي نقاش خارج هذه المرجعيات هو نقاش مرفوض وأكد على أن الوفد جاء بناء على اتفاقات معلنة لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 وليس للدخول في مناقشات خارج هذا الإطار.
وحاول مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولدالشيخ تقريب وجهات النظر بين الطرفين بطرح بعض الأفكار لتقريب شقة الخلاف، دار حولها النقاش وأبدى الطرفان الاهتمام بها، قبل أن يطرح اجتماعاً على مستوى 4 من كل فريق للمزيد من المشاورات صباح اليوم السبت.
وقال المبعوث الأممي: إن «الأحوال الإنسانية والاقتصادية لم تعد تحتمل»، مؤكداً ضرورة «البناء على هذا الدعم الدولي غير المسبوق للحل السلمي والتوصل لتفاهم حقيقي».
من ناحيته استعرض الوفد الحكومي في جلسة أمس الجمعة الحالة الاقتصادية للبلد، والتي تقترب من حافة الانهيار بسبب السياسات الاقتصادية المدمرة التي تنتهجها الميليشيات في إدارة الدولة عبر نهب الموارد العامة وتعطيل حركة الاقتصاد وطرد رأس المال الوطني وسياسات السوق السوداء محملاً المسؤولية الكاملة للميليشيات الانقلابية. وإضافة إلى ذلك طالب الوفد الحكومي الأمم المتحدة بإلزام الطرف الآخر بعدم ربط التقدم في اللجان الأمنية والعسكرية ولجنة المعتقلين والمخفيين والأسرى بما يصنعونه من عراقيل في لجنة استعادة الدولة، مؤكداً أن مسار استعادة مؤسسات الدولة وتسليم السلاح والانسحاب من المدن هو أحد متطلبات تنفيذ قرار مجلس الأمن وهو مايجب أن يدخل قيد التنفيذ وليس أي كلام آخر.
واستنكر الوفد الحكومي التصعيد الخطير في لواء العمالقة وما تعرض له قائد اللواء وزملاؤه الضباط وأن هذا التصعيد الذي يأتي في الوقت الذي تنظر فيه قضية المعسكر لدى الأمم المتحدة ولجان التهدئة يحمل الكثير من الدلالات حول جدية الوفد الانقلابي في التعاطي الإيجابي مع المشاورات. وقدم الوفد الحكومي رسالة رسمية إلى المبعوث أعاد فيها الإشارة إلى الاتفاقات حول موضوع المعسكر وانقضاء المدة المحددة للمتابعة ولم يتم حتى اللحظة وقف التدهور بل استكمال الاستيلاء على المعسكر مما يؤكد إصرار الانقلابيين على عدم احترام أي التزام.
وأكدت الرسالة أن استمرار الانتهاك الممنهج الذي تتعرض له تعز وعدم احترام الهدنة عبر استمرار الحصار وتزايد ضرب الأحياء المكتظة بالسكان واستغلال الهدنة بإعادة الانتشار وحشد القوات يهدد تماماً كل مسارات التهدئة.
وطالبت الرسالة إسماعيل ولد الشيخ بالتدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة.
على صعيد آخر أفادت مصادر يمنية بأن ميليشيات الحوثي اختطفت قائد لواء العمالقة في محافظة عمران العميد حميد التويتي وعدداً من ضباط المعسكر الذي اقتحمته الميليشيات الانقلابية مطلع الشهر الجاري. وأشارت المصادر إلى أن ممثلين عن الحوثيين طلبوا الاجتماع بقائد اللواء وعدد من الضباط ثم تم اختطافهم إلى العاصمة صنعاء ولايعرف حتى الآن مصيرهم أو مكان احتجازهم.
إلى ذلك استشهدت امرأتان وأصيب أربعة آخرون بمحافظتي الجوف ومأرب في 112 اختراقا لوقف إطلاق النار قامت بها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية خلال الـ 24 ساعة الماضية في عدة محافظات.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن فرق الرصد والمتابعة سجلت 35 اختراقا للميليشيات بمحافظة تعز مستخدمة صواريخ الكاتيوشا، ومدفعية دبابات، والهاونات والرشاشات الثقيلة خلال استهدافها مناطق الديم، وحي الإخوة، والزهراء، وحي الحسين، وثعبات، والحمد، واللواء 35، والضباب، والقاهرة، وطريق صبر الفهرة ـ عقاقة.
وشوهد حشد الميليشيات لأعداد كبيرة من المقاتلين والدبابات والآليات في اتجاه اللواء 35 بالإضافة إلى شنها هجوما عنيفا يوم أمس في اتجاه الوازعية بعد أن وصلت تعزيزات إلى هناك طوال النهار، وتنفيذها قصفا كثيفا في اتجاه كرش وتنفيذ هجوم في اتجاه الشريجة. كما فجرت الميليشيات الانقلابية منزلين تابعين للإعلاميين عارف البدوي وأحمد الحاج.
وفي محافظة البيضاء تم رصد سبعة اختراقات للميليشيات مستخدمة الأسلحة الرشاشة في استهداف مواقع يفعان، وذي ناعم، والمختبى ذي ناعم، ومكيراس، والزاهر، والعابر، والمسياب، ودور الغول.
في حين قصفت الميليشيات بصواريخ الكاتيوشا والرشاشات الثقيلة منطقة الصلب، وديرة العماسي، وديرة آل رناح، والهجر وعسيلان بمحافظة شبوة.
وفي الجوف استهدفت الميليشيات الانقلابية سيارة مدنية تحمل نساء وأطفالا في الهجر مما أدى إلى قتل امرأة، وإصابة أخرى وإصابة طفل بجروح خطيرة تم نقل المصابين إلى مأرب. واستهدفت الميليشيات الانقلابية منزل المواطن صالح صفعان في عسيلان بصاروخ كاتوشا ومنزل عبدالرحمن مساعد. كما قصفت الميليشيات بالأسلحة الرشاشة سلسلة جبال حام الأسفل والمصلوب ووقز ومواقع الجيش الوطني بمديرية الغيل والمقاطع ومجمع المتون، وبير الوحير.
وفي محافظة مأرب تم تسجيل 25 اختراقا بصواريخ الكاتيوشا والهاونات والرشاشات الثقيلة خلال استهداف جبهة العبدية، وهيلان، والمشجح، وكوفل في صرواح والجمايم، ونجد الفتك وجميع مواقع الجيش الوطني في نهم. واستشهدت امرأة وأصيب اثنان آخران بعد قيام الميليشيات بخمسة اختراقات بمحافظة الضالع مستخدمة الأسلحة الرشاشة في قصف جبهة حمك والرصد، ويباد، ويعيس. بينما سجلت فرق الرصد 11 اختراقا بمحافظة حجة مستهدفة مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في حرض، ووادي حرض، والدغاسة وأسفر عن استشهاد امرأة وإصابة 2 آخرين.