DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
national day
national day
national day

جامعة ليست ككل الجامعات

جامعة ليست ككل الجامعات

جامعة ليست ككل الجامعات
أخبار متعلقة
 
أذكر في أواخر الثمانينات عندما كنت ملتحقا بجامعة ولاية كلورادو الحكومية لدراسة هندسة المياه، حيث كان بعض المواد يتم بثها من خلال شبكة تليفزيون خاصة بالجامعة، وكم أدهشني ذلك وما زادني دهشة أنه في بعض المحاضرات كان المحاضر يخاطب طلبة من ولايات أخرى وكأنهم موجودون بيننا، بل ويطلب منهم إرسال الفروض والواجبات. وأدركت وقتها أن الجامعة كانت من السابقين لإتاحة التعليم من خلال وسائط متعددة تجمع بين الصوت والصورة ولاحظ أن ذلك في أواخر الثمانينات وبداية التسعينات. وأذكر أيضا أنه في تلك الفترة زارنا في الجامعة د. عادل بشناق للاطلاع عن قرب على تجربة جامعتنا التي كانت تعتبر رائدة في مجال التعليم عن بعد، وأخبرني لاحقا د. عادل بأنه مع مجموعة من الاستشاريين بصدد دراسة وتقييم التجارب الرائدة في هذا النوع من التعليم لتأسيس جامعة من أهدافها اتاحة التعليم في جميع أنحاء الوطن العربي، وأن صاحب هذه الفكرة الرائدة سمو الأمير طلال بن عبدالعزيز الذي أصبح لاحقا القدوة للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد والتعليم المفتوح، كما أخبرني المشرف الأكاديمي بالجامعة أن مستقبل التعليم يكمن في هذا الاسلوب غير التقليدي، وأخبرني في الثمانينات أن الجامعات في المستقبل في أمريكا أو أوروبا لن تستطيع استيعاب الأعداد الهائلة من الطلبة وأنه لابد من استحداث طرق غير تقليدية تعتمد على الوفرة في الانتاج المعرفي وسهولة إيصاله. لاحظ أن الثمانينات كان الانترنت بالكاد منتشرا وعايشنا التطور المذهل في هذه المدة القياسية وتحول الشبكة العنكبوتية من أداة عسكرية إلى أداة جامعية، ثم أداة تجارية اجتماعية، ومع ذلك كانت الرؤية واضحة أن السبيل للقفز بالتعليم الجامعي إلى أفق أوسع كان من خلال الانترنت، ولأنني كنت مولعا بالدراسات المستقبلية فقد شعرت بأهمية هذا الأسلوب من التعليم الجامعي المستقبلي الذي شهدت بداياته وزاد إعجابي بالأمير طلال الذي كانت له رؤية واضحة في ايصال التعليم لأرجاء الوطن العربي، وأن انتابتني الريبة في تحقيق حلم الأمير نظرا للمفارقات اللوجستية والبيروقراطية والروتينية في جميع الدول العربية التي كان بالامكان أن تقضي على هذه الأحلام، وبعد ثلاثين عاما رأيت هذا الحلم فاق التوقعات بوجود فروع الجامعة العربية المفتوحة التي اختارت التجربة البريطانية كمثال أشمل وأكمل للتجربة العربية. وكانت التجربة أكثر من ناجحة، بل وشملت العديد من عواصم الدول العربية وفي دولة كالسعودية التي تعتبر قارة في حد ذاتها، حيث نجد ستة مراكز والبقية تأتي والنجاحات تتوالى سواء داخل السعودية أو بقية العواصم العربية. عشت لأرى هذا الحلم يتحقق، بل وأن أكون جزءا منه كمدير لأحد المراكز، وكأنني حققت حلما من ذاتي أرجو ألا أفيق منه.