خرج نادي الهلال يوم أمس من دوري أبطال آسيا، ليلحق بأندية الاتحاد والنصر والأهلي التي ودعت البطولة من دور المجموعات، وتصبح البطولة التي كانت لا تخلو من أي ناد سعودي خالية من الأندية السعودية بداية من دور الـ 16، مما قد يؤثر على فاعلية المشاركة السعودية التي تحظى بثلاثة مقاعد ونصف المقعد كإحدى الدول الآسيوية التي يمنحها الاتحاد القاري أكبر عدد من مقاعد المشاركة في دوري الأبطال.
كل مؤشرات ما قبل البطولة كانت توحي بأن الأندية السعودية ستغادر دوري أبطال آسيا بخفي حنين، وإن لم يحدث ذلك من دور المجموعات فمن الأدوار التي بعدها سريعا، قبل أن تصل المسابقة القارية إلى الأدوار المتقدمة.
تعثر الأندية السعودية متوقع بعد عروض ومستويات فنية هزيلة وأقل ما يمكن أن توصف به بأنها محبطة للجماهير السعودية، ولا يمكنني القول إن ما حدث من نكسة للكرة السعودية في آسيا يعتبر مأساة، لكنه محبط، وينذر بتراجع مُخيف لكرة القدم السعودية بعد أن كانت متصدرة آسيا على مستوى المنتخبات والأندية، وعلى (المسؤولين) في اتحاد القدم والهيئة العامة للرياضة بما فيها اللجنة الأولمبية السعودية وإدارات الأندية دراسة الأمر، والبدء في اتخاذ قرارات حاسمة، والقيام ببناء قاعدة صلبة تُعيد لكرة القدم السعودية هيبتها ووقارها، بعد أن ضاع ذلك الوقار مع الجيل الحالي من اللاعبين (جيل النكسة)!.
ربما كان الخروج المبكر للأندية السعودية من دوري أبطال آسيا بسبب غياب الاستقرار الفني والإداري وتراكم الديون، وكل تلك المشاكل كفيلة بالقضاء على أي أحلام سعودية في تكرار إنجازات الماضي، حتى خُيل لنا أننا لا نرى لاعبين في الملعب بل أشباه لاعبين! ولنعترف بأن الأندية السعودية والمنتخب السعودي لم تعد قوة حقيقية في الكرة الآسيوية.
لا عالمية النصر ولا زعامة الهلال ولا عمادة الاتحاد ولا رقي الأهلي، كل تلك الألقاب لم تخدم تلك الأندية في الاستمرار في البطولة، وهي ألقاب من الماضي في زمن أضحت فيه كرة القدم إدارة ومالا وصناعة لاعبين في شرق آسيا التي سيطرت على بطولات المنتخبات والأندية بفكر احترافي حديث، وبخروج الهلال من دوري أبطال آسيا أمام لوكوموتيف الأوزبكي أصبحت حصة الأندية السعودية في مقاعد دوري أبطال آسيا على المحك، فالسعودية حصلت حاليًا على 3 مقاعد ونصف المقعد وستكون النسخة المقبلة من البطولة الأخيرة للسعودية للعب بنفس المقاعد، حيث ان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يقيّم كل سنتين الدوريات الآسيوية وقوة المشاركة في البطولة القارية الأهم على مستوى الأندية، على أن يحدد بعدها عدد الأندية المشاركة من كل دولة في البطولة.
وقفة: يلتقي مساء الأحد القادم الأهلي والنصر في نهائي كأس الملك سلمان - حفظه الله-، نأمل أن نشاهد مستوى فنيا عاليا وانضباطيا من لاعبي الفريقين يليق بمستوى الحدث، ونبارك مقدماً للفريق الفائز بالكأس، ونقول هارد لك للفريق المنافس الآخر، فكلاهما فائز في حضور ملك الحزم والعزم والدنا خادم الحرمين الشريفين أطال الله في عمره.