تعتبر تجارة المخدرات من أسرع أنواع التجارة في العالم، لذا نجد أن القائمين عليها يتفننون في طرق تصنيعها، وترويجها لتحقيق الربح المادي ثم تدمير عقول المتعاطين لها.
فنجد أن تصنيعها حسب المنشأ، مخدرات طبيعية من أصل نباتي، ومخدرات نصف طبيعية من أصل نباتي وعولجت كيميائياً، والمخدرات التصنيعية من تفاعلات كيميائية.
ويختلف تأثيرها حسب نوعها فمنها المخدرة، والمهبطات، والمنشطات، والمهلوسات. وسوف نستعرض أخطرها وهي مادة «الشبو»، أحد أخطر أنواع المخدرات المستحدثة، والتي بدأت تجد طريقها إلى مجتمعاتنا العربية بشراسة وانتشار، ونجد أن هذا المخدر ومصادر تصنيعه تستهدف بشكل كثيف دول الخليج.
فهو مصنع من الميثا أمفيتامين التي تعتبر من المنشطات شديدة الإدمان، فلك أن تتخيل أن جرعة واحدة من «الشبو» تكفي لجعل متعاطيها غارقا في حالة من الهلوسة السمعية والبصرية.
يتنوع مظهر أو شكل مادة «الشبو» المخدرة، فهي تأتي على شكل بودرة أو كبسولات أو حبوب، ويتم تعاطيها عن طريق البلع أو الشم «الاستنشاق»، أو الحقن، أو التدخين عبر استخدام أنابيب خاصة بها، وهي تنتشر بكثرة بين المراهقين والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين «12/ 26»، ويأخذ الشبو شكل البلورات الزجاجية «قطع زجاج السيارة المحطم» ويشبه شرائح الجليد البلورية نصف الشفافة وهو عديم اللون والرائحة.
من أعراضها التنشيطية أنها تمنح المتعاطي في بدايتها شعوراً بالبهجة والطاقة والنشاط،
والجرعة الكافية لإثارة الجهاز العصبي المركزي «المخ» تقدر بنحو 10 مللي جرام والجرعة السامة قد تصل الى جرام من العقار ويمتد تأثير العقار من 4 ساعات الى 24 ساعة.
ولكن سرعان ما يبدأ تأثيرها السلبي والذي ينعكس على المتعاطي من خلال الانحطاط البدني، وفقدان الشهية للطعام، والشعور بالضيق، وسرعة الانزعاج، والقلق، والشعور بالإجهاد والكآبة، فضلا عن التسارع في ضربات القلب، والتنفس، وارتفاع ضغط الدم والتحول الى شخص عدواني، خطر على نفسه والآخرين، فعند ما تجد أحدهم منطلقا بسيارته بأقصى سرعة، محذراً بالمنبه والأنوار، تجنبه فوراً فقد يكون من متعاطي هذه الماده اللعينة. كذلك من أعراض التسمم بهذا المخدرالشيخوخة المبكرة لدى الشباب وتلف الفم والأسنان والشلل الرعاش وفقدان الذاكرة والرغبة الجامحة في رؤية الدم والضرب لدرجة انه لا يتوانى في رفع يده على أحد والديه، وقد أكدت التقارير الطبية وجود مخدر «الشبو» في اشلاء الإرهابيين الذين قاموا بتفجير المساجد، وقتل أقاربهم، فقد أكد مصدر أمني أنه خلال تحليل أشلاء منفذ جريمة مسجد الإمام الصادق بالكويت تم العثورعلى مادة «الشبو» المخدرة، مما يثبت خطورة هذا النوع من المخدرات.
كون هذا المخدر يعتبر من أخطر أنواعها، بسبب الادمان عليه من المرات الأولى، كذلك لسهولة تصنيعه، ورخص قيمته بالنسبة للمخدرات الأخرى، وصعوبة علاجه كونه يدمر الإنسان في مدة قصيرة، مما يدعونا جميعا الى مراعاة أبنائنا، والتعاون مع إدارات مكافحة المخدرات، بالابلاغ عن أي شخص يشتبه في تعاطيه.