أسفر هجوم إرهابي، استهدف مقراً فرعياً لجهاز المخابرات الأردنية، عن مقتل 5 من مرتبات الأمن الأردني، فيما لاذ منفذه بالفرار، وسط تكهنات تشير إلى تورط «تنظيم داعش» في الهجوم.
واستهدف الهجوم الإرهابي، الذي وقع صباح أول أيام شهر رمضان، مقراً فرعياً لجهاز المخابرات الأردنية يقع في لواء عين الباشا، شمال العاصمة عمّان، على مقربة من مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين.
وقال وزير الإعلام الأردني د. محمد المومني، في تصريح رسمي لوسائل الإعلام: إن «خمسة من مرتبات جهاز المخابرات العامة الأردنية ارتقوا شهداء صبيحة أول أيام شهر رمضان الفضيل».
وبين المومني أن «مكتب المخابرات العامة في مخيم البقعة تعرض لهجوم إرهابي دنيء قبيل الساعة السابعة من صباح أمس الاثنين ».
واعتبر المومني أن «العمل الإرهابي استهدف المقر الأمني صبيحة أول يوم من أيام شهر رمضان المبارك، في دليل واضح على السلوك الإجرامي لهذه العناصر، وخروجها عن ديننا الحنيف»، لافتاً أنهم «أراقوا دماء زكية، نذر أصحابها أنفسهم لحماية الوطن والمواطن والمنجزات».
ولم يكشف المومني عن طبيعة العمل الإرهابي، مكتفياً بالقول: إن «الأجهزة الأمنية تلاحق الجناة، وتتولى التحقيق في ملابسات وظروف الهجوم، وستعلن عن كافة تفاصيله لاحقاً».
واحتسب المومني قتلى الجهاز الأمني «شهداء في عليين»، وقال: إن «الأردنيين، الذين يقفون صفاً واحداً في مواجهة محاولات النيل من أمنهم واستقرارهم، يحتسبون شهداءهم في عليين، ويسجلونهم في قائمة الشرف الطويلة شهداء رووا الوطن بدمائهم دفاعاً عن رسالته وأمنه واستقراره ومنجزاته».
وقضى في الهجوم خمسة من العاملين في جهاز المخابرات العامة، ممن يحملون رتبا متدنية ويعملون في الحراسة ومقسم الهاتف، وهم: رقيب أول لؤي الزيود، وعريف هاني القعايدة، وعريف عمر الحياري، وجندي أول أحمد الحراحشة، وجندي محمود العواملة.
وقال مصدر أمني رفيع، استطلعته «اليوم» حول الهجوم الإرهابي: «إن الهجوم نفذه إرهابي واحد، مستخدماً سلاحاً نارياً أوتوماتيكياً، ولاذ بالفرار، فيما لا تزال هويته مجهولة حتى الآن (عصر أمس)».
وأشار المصدر إلى أن منفذ الهجوم استخدم مركبة مدنية في الوصول إلى الموقع، واستخدمها في الفرار بعد الجريمة. وبين المصدر أن منفذ الهجوم ما زال مجهولاً، نافياً تصريحات رسمية اشارت إلى إلقاء القبض على الارهابي، مبيناً أن التحريات مستمرة، فيما تجري الأجهزة الأمنية المختصة تحليلاً دقيقاً لكاميرات المراقبة، المثبتة في موقع الحادثة، وزاد: الكاميرات التقطت صورة المركبة. ولف المصدر إلى أن المقر المستهدف لا يقع داخل مخيم البقعة، بل يقع بمنطقة تدعى أم الدنانير، وتتبع إداريا لواء عين الباشا (شمال العاصمة)، فيما يعتبر المخيم المنطقة الأكبر سكانياً مقارنة بغيرها في مجمل مناطق اللواء.
ويضم لواء عين الباشا عدة مناطق سكنية، فيما يعتبر مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين، الذي أنشيء عام 1968م في أعقاب هزيمة حزيران، أكبر مخيمات اللجوء الفلسطيني في الأردن، يقطنه نحو 220 ألف نسمة. وحول الجهة التي تقف خلف الهجوم الإرهابي، قال المصدر: من المبكر توجيه أصابع الاتهام لأي طرف، بيد أن مجمل التكهنات الأمنية تشي بأن تنظيم داعش يقف خلف الجريمة؛ ولكن لم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الهجوم.
ويشارك الأردن في التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، ضد داعش في سوريا والعراق، الذي تعتبره عمّان تهديداً مباشرا لأمن الأردن.
ونفذت الأجهزة الأمنية الأردنية، فبراير الماضي، عملية أمنية ضخمة بمنطقة اربد (شمال الأردن)، أحبطت خلالها مخططاً لـ «هجمات إرهابية متعددة ومتزامنة»، كان تنظيم «داعش» يخطط لتنفيذها في عدة مواقع أردنية.
وفي وقت سابق على «عملية إربد»، استطاع «ذئب منفرد»، يعتقد بانتسابه لـ «تنظيم داعش»، تنفيذ هجوم بسلاح ناري داخل أكاديمية للتدريب الأمني، يعمل فيها ضباط من عدة جنسيات، وأدت إلى وقوع قتلى وجرحى.
واعتبر خبراء أمنيون، استطلعتهم «اليوم»، أن «توقيت العملية وتزامنها مع بداية شهر رمضان هو رسالة تشي بوجود ارتباط مع خلية إربد الإرهابية»، واعتبر الخبراء، الذي آثروا عدم الكشف عن هويتهم، أن «اختيار التوقيت في أول يوم رمضان كان عاملاً من عوامل قوة تنفيذ العملية».
وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي، مع إعلان السلطات عن الهجوم الإرهابي، فيما كتبت عقيلة العاهل الأردني الملكة رانيا العبد الله تغريدة على موقع «تويتر Twitter»، قالت فيها: «في بداية شهر الخير والرحمة عمل إرهابي دنيء، راح ضحيته خمسة من أبناء الأردن، نعزي الوطن بشهداء الواجب، وندعو الله أن يلهم ذويهم الصبر والسلوان».
وعلق الناشط الاجتماعي محمد الزيود، على العمل الإرهابي، بالقول: إن «عشيرة الزيود تقدم شهيداً جديداً في ركب شهداء الوطن، كلنا الأردن...». ودعا الزيود، في عبارة كتبها على موقع «فيسبوك facebook»، الأجهزة الحكومية إلى «ضرب الارهابيين بيد من حديد»، محذراً ممن يسعى إلى «قتل الأردنيين وتمزيق الوحدة الوطنية».
ووصفت التعليقات والمشاركات على مواقع التواصل الاجتماعي العملية الارهابية بـ «الجبانة»، وقالت إنها «لن تزيد الأردنيين إلا وحدة وتماسكاً، ولفظا لكل الإرهابيين والمتطرفين.
وشهد الأردن عام 2005م عدة هجمات ارهابية استهدفت 3 فنادق، وأدت إلى خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.