تشير توقعات المتابعين للأحوال الجوية، إلى تأثير الرياح السطحية في التخفيف من الرطوبة في سواحل الخليج، حيث تستمر في المعدل المنخفض نسبيا، خلال عدة أيام مع بعض الزيادة نهاية الأسبوع. كما يساعد نشاط رياح البوارح اليوم، على استقرار درجات الحرارة في مستوى الأربعينات المئوية للعظمى نهارا، وذلك في المنطقتين الوسطى والشرقية، قبل ان تتصاعد مرتفعة تدريجيا في الأواخر من شهر رمضان الجاري بإذن الله. حتى تبلغ أقصاها عند الانتقال إلى المرحلة الأشد حرارة، التي تتزامن في التصنيف التقريبي مع موعد الانقلاب الصيفي الثلاثاء القادم وفق التقويم الفلكي. وبعد ذلك التحول إلى ما يعرف بـ(حر الانصراف) مطلع شهر يوليو المقبل الذي يصادف موسم الجوزاء، بمنزلتي (الهقعة والهنعة) متطابقا مع فصول الصيف غالبا، فتشهد هذه الفترات ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، ومتغيرات جذرية حالة الطقس، خاصة في حال سكون الرياح وتشكل الغيوم وارتفاع نسبة الرطوبة، الذي ينعكس بكتمة الأجواء، ومن ثم الانعطاف إلى منزلة المرزم ممثلا لعمق الفصل الملتهب. من جهته أشار الباحث العلمي المختص بالفلك والمناخ، عبد العزيز الشمري، إلى أن اشتداد الحر في صيف هذا العام، تميز منذ بدايته بمتغيرات غيرها في الفصول الماضية، لافتا إلى ان ذلك ما يعني، مؤشرا على اختلافات جذرية في جميع العناصر الجوية، مرتبطا بالمؤثر الشمسي في الغلاف الجوي للكرة الأرضية، الذي يتضح في تفاعلات الدورة الشمسية 24 الحالية. إضافة إلى بوادر ومعطيات علمية، تتوقع المزيد من حالات التباين المناخي لاحقا، ويشمل ذلك عموم المناطق العالمية بإذن الله. وحول التزمين في التقسيم الفلكي وفق محددات الأنواء، قال: إنه لا مجال للاعتداد بمؤشر العلاقة بالطوالع النجمية المعتادة، أو المحددات التقديرية في الانتقال بين فصل وآخر بشكل ثابت، وذلك لأن الواقع يعطي دلالة على ذلك، من حيث اختلال المعايير التي كانت تعد فواصل زمنية يمكن الاستدلال بها، وربطها بالتوقعات المسبقة باعتبارها ظروفاً طقسية تقبل التكرار. وأوضح أن الوضع في الظروف الحالية، قد يكون خارج هذه المنظومة إلى حد ما، وبالمثل الفترة القادمة لن تتوافق بالضرورة، مع السمات الجوية المعتادة في مواسم الأنواء، وذلك قياسا على أحوال بدت واضحة وملموسة في تشكيل نمط جديد في جملة مكونات المناخ بشكل عام.
وقال الفلكي الشمري: إن المتوقع أن تبلغ درجات الحرارة أعلى من معدلاتها السنوية، اعتبارا من شهر يوليو المقبل ان شاء الله تعالى، وقد تكسر حاجز الخمسينات لبضعة أيام في بعض المناطق، متوافقا في الابتداء مع منزلة (الهقعة)، وهي المنزلة الثالثة بفصل الصيف والاولى في نوء الجوزاء، التي تنزلها الشمس ظاهريا مدة 13 يوما من 3 تموز/يوليو. وعرفت قديما موعدا لاشتداد الحر، حيث تنصرف فيها الشمس إلى الجنوب، وتكثر العواصف الترابية باستمرار نشاط (البوارح)، وهبوب رياح السَموم وتكرر حالات الغبار أحيانا وسط النهار، وتعد منزلة (الهقعة) الجوزاء الأولى، ومن أبرز الملامح الطبيعية في هذا النوء عادةً، سيطرة منخفض الهند على أجواء المنطقة، حتى يشتد الحر خلال فترة من الأيام تسمى بـ(جمرة القيظ)، وكثرة السَموم والعواصف وتشكيلات الغيوم المتجهة من الشرق إلى الغرب، وارتفاع الرطوبة. وحدوث بعض فترات السكون التامة للرياح، ويسود السواحل الخليجية خلالها ارتفاع في درجة الحرارة والرطوبة، وهي المنزلة الثالثة بفصل الصيف، وبطبيعة الحال يؤخذ في الاعتبار، أن هذه المواقيت تعد تقريبية بمعنى أن التقديم والتأخير وارد، فلا تطابق حتمي في كل المواسم. وبحسب الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، يُتوقع نشاط في الرياح السطحية اليوم الاثنين بإذن الله، تكون مثيرة للأتربة والغبار، وتحد من مدى الرؤية الأفقية في الأماكن المكشوفة والطرق البرية، ويشمل ذلك مناطق الشرقية والرياض والقصيم ونجران. كما تمتد الرياح السطحية المغبرة إلى منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة والأجزاء الساحلية منهما.
كما تتهيأ الفرصة لتكون السحب الرعدية الممطرة بمشيئة الله تعالى على مرتفعات مناطق جازان وعسير والباحة ومرتفعات منطقة مكة المكرمة، وطبقا لمؤشر هيئة الأرصاد تكون درجة الحرارة في مكة المكرمة هي الأعلى، حيث تتجاوز منتصف الأربعينات المئوية عند الظهيرة وتسجل بداية الأربعينات في مدن المنطقتين الوسطى والشرقية، ومنتصف الثلاثينات في حائل والمناطق الشمالية. ويتوقع أن تستمر في هذه المعدلات حتى يوم غد الثلاثاء ان شاء الله، مع احتمال مواصلة نشاط متفاوت للرياح السطحية في اتجاهات شمالية ومتغيرة الاتجاه أحيانا وذلك في عدد من المناطق.