من كان يتوقع أن يأتي اليوم الذي تتحول فيه جميع الأجهزة الإلكترونية العملية والشخصية وحتى المنزلية إلى أجهزة ذكية يمكنها أن تتصل ببعضها البعض لتساهم في تقديم معلومات أكثر دقة وتوفر إمكانية اتخاذ قرارات أفضل وبشكل أسرع؟ كل هذا أصبح قريبا جدا في بداية عصر «إنترنت الأشياء».
وتتمثل هذه الأشياء التي يتم جمع المعلومات عبرها في كافة الأجهزة المتواجدة حول المستخدم؛ مثل أجهزة الإنذار المنزلية وأجهزة التحكم بالحرارة وأجهزة التلفاز الذكية والسيارات وآلات البيع الطرفية وأجهزة الصراف الآلي، بالإضافة إلى الكثير من الأشياء التي يتوقع أن تغزو حياتنا اليومية في الأعوام القليلة القادمة وأهمها تلك التي بات بإمكاننا ارتداؤها، مثل الساعات والنظارات الذكية وكذلك الأحذية الرياضية الذكية. وتشير الإحصائيات إلى وصول عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت بحلول عام 2020م إلى 34 مليار جهاز، كما سيصل عدد الأجهزة المتصلة بإنترنت الأشياء إلى 24 مليار جهاز، بينما يبلغ عدد أجهزة الحوسبة التقليدية مثل الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية والساعات الذكية 10 مليارات جهاز، وسيتم إنفاق ما يقرب من 6 تريليونات دولار ضمن إنترنت الأشياء على مدى السنوات الخمس المقبلة، وستكون الشركات المتبني الأكبر لحلول إنترنت الأشياء. ويشير الخبراء إلى أن إحدى العقبات التي قد تواجه فكرة إنترنت الأشياء هو حجم البيانات التي ستنتج عن هذا الكم الرهيب من الأشياء والأجهزة المتصلة ببعضها البعض.
وأكد المهندس راكان طرابزوني، مدير قطاع الحاسبات ونظام ويندوز، في «مايكروسوفت العربية» أن ما يميز تقنية إنترنت الأشياء هو إتاحة المجال للمستخدم للتحرر من قيود المكان، وهذا يعني أن الأشخاص بإمكانهم التحكم بالأدوات والأجهزة الذكية الأخرى المتواجدة لديهم من دون الحاجة إلى التواجد في نفس المكان الخاص بالجهاز من أجل التعامل معه. وعلى سبيل المثال، سيكون بالإمكان تشغيل أجهزة الإنارة في المنزل قبل الوصول إليه وذلك عن طريق تطبيقات الإنترنت الخاصة. وتُمكّن إنترنت الأشياء كذلك الأشخاص من التحكم الفعال والسهل بالأجهزة المختلفة سواء عن قرب أو عن بعد، مثل الأجهزة المنزلية، أما المفهوم العملي لإنترنت الأشياء فهو قائم على تواصل الأجهزة المختلفة والتفاهم مع بعضها البعض عبر بروتوكول الإنترنت. وأطلقنا في مايكروسوفت نسخة من ويندوز 10 مخصصة لإنترنت الأشياء تسمح للمبرمجين بتطوير تطبيقات من فئة التطبيقات العالمية Universal Apps التي تعمل عمل الواجهة بالنسبة للمستخدم في نسخة النظام Windows 10 IoT Core التي تمتاز بدعمها للشبكات اللاسلكية واي فاي وتقنية بلوتوث، كونها تعمل على الحواسيب المصغرة، مثل 2 Raspberry Pi 2، وMinnoboard Max، سواء لأجهزة تملك شاشة عرض أم لا، وهو ما يساعد على ربطها بالإنترنت. وبناء على ذلك سيكون هناك ثلاث طرق رئيسية لزيادة اعتماد وتوسيع حلول إنترنت الأشياء وهي خفض تكاليف التشغيل وزيادة الإنتاجية والتوسع إلى أسواق جديدة أو تطوير منتجات تقنية جديدة.