منذ دخولها الى الحديدة وسيطرتها على عاصمة اقليم تهامة وكل مرافق الدولة فيها واجهت الميليشيات الحوثية وجيش المخلوع صالح كل من يعترضها بالاعتقال والخطف والسجن والقتل بدم بارد كما حصل مع عدد من الشخصيات والنشطاء اليمنيين. وكشف تقرير حقوقي أعده المركز الاعلامي للثورة اليمنية خلال شهر مايو المنصرم عن تسجيل 749 حالة انتهاك في اقليم تهامة منها جريمتا قتل و15 حالة تعذيب بحق سجناء، بالإضافة لـ 17 عملية اختطاف، و310 عمليات تجنيد لأطفال، و112 اقتحاما لمدارس، وكذلك تم تسجيل 120 حالة تشريد وتهجير، و80 عملية مصادرة لرواتب تربويين و25 حالة اقتحام لمساجد، حيث فرضت الميليشيات خطباء بالقوة، كما قامت باستحداث 3 معسكرات تدريب و10 نقاط تفتيش واعتقال. وتم توثيق 174 عملية انتهاك بحق المدنيين في محافظة الحديدة لوحدها منها 50 اعتداء بحق اشخاص و38 اعتداء على ممتلكات عامة وخاصة، كما دونت 28 عملية اقتحام لمنازل وانتهاكات اخرى تم التوثيق لها خلال شهر ابريل ضمن سجل الميليشيات الحافل بالانتهاكات بحق الانسان اليمني. وأوضحت وثائق حصلت عليها «اليوم» أن ميليشيات الحوثي حولت إصلاحية الحديدة (السجن المركزي) إلى معتقل خاص وبينت وجود 62 محتجزاً مضى على بعضهم 3 أشهر دون مسوغ قانوني وكشفت الوثيقة أن تقييد حريتهم كان بناءً على رغبة ميليشيات الحوثي ومدير عام شرطة الحديدة.
سجل حافل بالانتهاكات
وفي سجل الانتهاكات الحوثية، قامت الميليشيات الانقلابية بقتل عبدالسلام الشميري وهو رجل اعمال ينتمي لحزب التجمع اليمني للإصلاح داخل منزله وفي غرفة نومه وامام اسرته بتهمة كيدية، زعمت خلالها انه يدير خلية للمقاومة، بينما الحقيقة أنه كان في تلك الفترة موجودا في مدينة باجل بالحديدة، حيث لا يوجد أي نشاط للمقاومة في المدينة، ومثلت تلك الجريمة احدى ابشع جرائم الميليشيات الانقلابية في تهامة.
والشميري رجل مسن يزيد عمره على 70 عاما غير ان همجية المجرمين لم تراع حرمة انه شيخ مسن، كما تفرض اعراف القبيلة التي جاءت منها هذه الميليشيات الارهابية. ورصدت المنظمات الحقوقية اكثر من 800 حالة انتهاك قامت بها الميليشيات الحوثية الانقلابية خلال الربع الاخير من العام الفائت 2015م توزعت بين جرائم القتل والاختطاف والاعتقال التعسفي والتعذيب ومصادرة مستحقات واقتحام ممتلكات خاصة وتدمير منازل وتحويل ممتلكات عامة الى سجون وثكنات عسكرية.
إطلاق النار على سجناء الحديدة
ونشبت منتصف ابريل اعمال شغب داخل اصلاحية الحديدة (السجن المركزي) نفذها مئات من السجناء والمعتقلين بشكل تعسفي، ما دفع بالميليشيات وفي محاولة منها لامتصاص الشغب بتغيير مدير السجن الحوثي العقيد عبدالخالق السقاف بالرائد حسن القطيبي إلا أن تلك الخطوة اعتبرها السجناء ذرا للرماد في عيونهم، حيث طالبوا بحقهم الإنساني في الحصول على التيار الكهربائي الذي أدى انقطاعه الى انتشار أنواع مختلفة من الأمراض الجلدية، تحولت بعدها إلى أمراض معدية أصيب بها 70% من نزلاء الإصلاحية.
وقامت ميليشيات الحوثي في 12 مايو بقمع تظاهرة شرسة اندلعت داخل السجن واطلقت الرصاص الحي صوب المحتشدين أمام البوابة الداخلية للسجن، وأمطرت من اقتحموا صالة الزيارة الملحقة بالرصاص بعد أن حطم السجناء البوابة الفاصلة بين السجن وصالة الزيارة، وقامت ميليشيات الحوثي بالتحقيق الفردي مع من وصفتهم بالمشاغبين وقامت بتعذيب العشرات منهم.
ونتيجة لاطلاقها الرصاص الحي على السجناء أصيب 18 سجيناً بإصابات متفاوتة، كما أصيب العشرات بالاختناق بعد استخدام قوات الأمن الخاصة قنابل الغاز المسيلة للدموع في بداية الاحتجاجات.
وسبق أن كشفت منظمة «رصد» للحقوق والحريات حالة وفاة طاهر السعيد الشرعبي البالغ من العمر 55 عاماً، والذي كان طريح الفراش إثر إصابته بحمى الضنك، إلا أن الميليشيات التي تسيطر على السجن رفضت نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، مما أدى إلى تردي وضعه الصحي حيث توفي على الفور بعد استنشاقه جرعةً كبيرة من الغاز أثناء الاحتجاجات.
واتهمت «رصد» العميد عبدالحميد المؤيد الذي نصبته ميليشيات الحوثي مديراً لشرطة المحافظة بالاستيلاء على 2 مليون ريال خصصت لشراء الديزل الشهري الخاص بالإصلاحية.
انتهاك حقوق لاجئين
كما تحدثت تقارير المنظمة عن كثافة عددية نزلاء الإصلاحية والتي تضاعفت منذ مطلع هذا العام وهو ما أكده القاضي فؤاد المقطري وكيل نيابة السجون، مشيراً إلى أن أعداد نزلاء الإصلاحية تجاوز 2000 سجين 800 نزيل منهم من جنسيات إفريقية.
واستنكر منسق «رصد» احتجاز العشرات ممن حصلوا سابقاً على حق اللجوء الانساني في البلاد معتبراً ذلك انتهاكاً واضحاً وصريحاً لكل المعاهدات والمواثيق الأممية التي وقّعت عليها الحكومة اليمنية.
وتعد اليمن احدى الدول الموقعة على اتفاقية حق اللجوء الانساني التي تفرض على السلطات اليمنية استقبال النازحين من الحروب والكوارث من اي بلد كانوا ويتوافد على اليمن عشرات آلاف الافارقة بموجب هذه الاتفاقية الا ان الميليشيات الحوثية تعامل اللاجئين معاملة غير انسانية وتوظفهم للعمل بحفر الانفاق وانشاء المتاريس، كما قامت بسجن بعضهم، واعتقلتهم بشكل غير انساني، وذلك امام صمت من قبل الأمم المتحدة التي صاغت الاتفاقية وألزمت الدول الموقعة بتنفيذ بنودها.
تحويل دار الأيتام إلى سجن خاص
وأوضحت وثائق حصلت عليها «اليوم» أن ميليشيات الحوثي التي وصفتها المنظمة ذاتها بأنها حولت الاصلاحية إلى معتقل خاص وأشارت الوثيقة إلى وجود 62 محتجزاً مضى على بعضهم 3 أشهر دون مسوغ قانوني وأن تقييد حريتهم كان بناءً على رغبة ميليشيات الحوثي ومدير عام شرطة الحديدة.
وطالب وكيل نيابة السجون بالمحافظة النيابة العامة بإصدار أمرٍ بالإفراج الفوري عنهم وهو ما نفذته إدارة سجن الاحتياط التابع للإصلاحية إلا أن ميليشيات الحوثي قامت باختطافهم وحجز حريتهم في مبنى تابع لدار الأيتام الذي حولته هو الآخر إلى سجن خاص.
وتعد منظمة «رصد للحقوق والحريات» المنظمة الوحيدة بين مئات المنظمات التي تعمل في مجال «الرصد» وتناولت في تقاريرها الشهرية إحصاءات دقيقة وغير مسبوقة لضحايا ميليشيات الحوثي في مختلف مجالات الحياة، حيث أوردت أن الميليشيات قامت بوأدها وانهاء كل مظاهرها.
وذكرت احصائيات «رصد» أن ضحايا انقطاع الكهرباء تجاوزوا 800 شخص منهم 40% في المستشفيات الحكومية والأهلية أغلبهم من الأطفال وحديثي الولادة، كما أودى الفساد المؤدي للحرمان من حق الحياة بحياة قرابة 600 يمني آخرين من مختلف الأعمار في مختلف مديريات المحافظة ممن حال الفقر من وصولهم إلى مركز المحافظة للحصول على العلاج.
وثيقة قضائية تؤكد انتهاكات الميليشيات في السجون