أكد وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن ضرورة أن يكون الحاج والمعتمر عندما يصل الى المملكة «مقيما» في أكبر مدينة سياحية في العالم من نقطة وصوله في المطار مروراً بمكة المكرمة، موضحا أنه يجب أن توفر له جميع الخدمات التي يبحث عنها كالطعام، والنقل، والسكن وأداء الصلوات دون أي مشقة، وقال: «نريد عملا منظماً، ونرغب في إنهاء العمل الموسمي، وأن تتحول شركات الحج العمرة للعمل 12 شهراً، وتحول منظومة الحج إلى منظومة مريحة».
وخاطب وزير الحج والعمرة رجال الأعمال والمستثمرين في قطاع الحج والعمرة بمكة المكرمة بقوله: «دوركم كبير في هذا الشأن، والذي يحدث في شركات العمرة غير مرضٍ، وطموحات الدولة كبيرة في الارتقاء بخدمات ضيوف الرحمن».
وقال خلال تدشينه ورشة عمل «الأمن الغذائي في الحج مسؤولية تضامنية» أمس الاول، في غرفة مكة المكرمة للتجارة والصناعة بحضور رئيس الغرفة ماهر بن صالح جمال، إن إظهار تلك الجهود يتم بتضافر العاملين في قطاع الحج والعمرة من خلال معالجة بعض المشكلات البسيطة التي تواجه ضيوف الرحمن مثل الإعاشة، والسكن، والنقل، وغيرها من الأمور التي من المفترض أن لا تؤثر على الحجاج والمعتمرين، مشدداً على ضرورة إظهار الجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لخدمة الحجاج والمعتمرين القادمين الى المملكة منوهاً إلى أهمية الدور الإعلامي بجميع فئاته المسموعة والمرئية والمقروءة.
وأضاف «بنتن»: «نريد أن يأتي الحاج كشخص مسافر بحيث يقوم بحجز سكنه عن طريق الإنترنت»، مؤكداً أن «مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، مع ضرورة التركيز على الجودة والرقابة الصحية، هناك أعمال إيجابية وكبيرة خلال مواسم الحج».
وشدد على أن المملكة وضعت استثمارات كبرى في مكة المكرمة، لاسيما تلك الموجودة في المشاعر المقدسة بما فيها الحرمان الشريفان، ويجب أن لا تضيع تلك الجهود بسبب أمور بسيطة، مشيراً إلى أنه لابد من النظر في الخدمات التي تقدم للحجاج سواء في الإرشاد السياحي الديني، وغيرها من الخدمات الأخرى، مبيناً ان من طموحات وزارته أن لا يقضي الحاج والمعتمر ساعات طويلة عند وصوله الى المملكة خلال بحثه عن وسيلة نقل يركب فيها، وشوارع غير مهيأة، مشيرا إلى أن الحج منظومة متكاملة تبدأ من بلد الحاج حتى وصوله للمملكة دون أي خلل في أي حلقة من سلسلة الخدمات، لافتاً إلى أن برنامج التحول الوطني سيعمل على وضع مؤشر حتى يكون في مستوى مقبول للحاج، وذلك بالتعاون مع الجهات الأخرى ذات العلاقة.
وفيما يتعلق بخدمات الغذاء المقدمة للحجاج والمعتمرين، أوضح معاليه قائلاً: «أمهاتنا كن يطبخن الوجبات للحجاج، وكانت تقدم من المنازل»، مشيراً إلى أن الجهود الحالية في مجال الغذاء لم تظهر جودتها حتى الآن وبالمواصفات التي نطمح إليها، مشيراً إلى أن المطلوب من لجنة الغذاء، وسائر اللجان إعادة النظر في الكثير من الخدمات التي تقدم للحاج والمعتمر، سواء فيما يتعلق بمساحة الغرفة التي يسكن فيها، أو السيارة التي تعمل على تنقلاته، والأماكن التي ينبغي ان يزورها، مشدداً على أهمية راحة ضيوف الرحمن، التي ستكون ضمن أهداف رؤية المملكة 2030.
وشدد على ضرورة التخلص من مشكلة عقود الباطن التي تتم في بعض الخدمات التي تقدم للحجاج والمعتمرين، مطالباً بتضافر الجهود فيما يتعلق بشركات التغذية والتأكد من المقاييس والبعد عن السمسرة، مشيراً إلى أن اندماجات شركات التغذية في الحج أمر وارد لتعم الفائدة.
وفي رده على إحدى المطوفات، أكد بنتن أنه يطمح إلى زيادة مشاركة المرأة، وقال: «النساء أفضل مراقبات على التغذية»، مشيراً الى ضرورة الاستفادة من العلماء المسلمين في جميع المجالات سواء في مجال الطب، أو الهندسة، مشيرا الى أنه سيتم مناقشة ذلك في ندوة الحج الكبرى العام الجاري.
وكشف أنه سيتم مستقبلاً ربط السكن بالتأشيرة للحد من مشكلات السكن التي تواجه الحجاج والمعتمرين من خلال المسار الالكتروني الذي شرعت الوزارة بالعمل به من الموسم الماضي، إضافة الى استكمال ربط التغذية، والسكن، والنقل.
وحول بعض الطقوس التي تحدث تحت جبل غار ثور، أكد أن هناك تقصيراً في الإرشاد، مشيراً إلى أن الحل يأتي من خلال إنشاء منطقة سياحية بكل الخدمات، مع وجود مرشدين، ويتم توجيههم وإرشادهم عن الأخطاء وبعض الممارسات بشكل حضاري بعيدا عن العنف إذ إن ديننا الإسلامي الحنيف يدعو للحوار بالحسنى.