قال المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إنه تم وضع أسس لأرضية مشتركة يمكن البناء عليها بين الأطراف اليمنية، مضيفا «أوصلنا مساعدات إلى مليون ونصف المليون يمني خلال المفاوضات».
وتابع «قدمت تصورا بخارطة طريق لإنهاء النزاع في اليمن، وخارطة الطريق تتضمن حكومة وحدة وطنية وحوارا سياسيا شاملا». وأكد أن ولد الشيخ أن الأطراف المختلفة اتفقت على نقل لجنة التهدئة إلى ظهران الجنوب في السعودية، مشيرا إلى أن التزام الأطراف بتعهداتهم يساعد على الإسراع في حل أزمة اليمن.
وقال المبعوث الأممي إن الطرفين أكدا التزامهما بالعودة إلى مشاورات الكويت بعد أسبوعين، وأشار إلى أنه لا تزال خروقات خطيرة في اليمن يجب أن تتوقف.
وكشف وفقا لـ«العربية» أن هناك مؤشرات بنجاح مشاورات الكويت، مشددا على أن انهيار اقتصاد اليمن سيؤثر على كل الأطراف، لكن هناك تعهدات بضخ مبالغ كبيرة في الاقتصاد اليمني بعد التوصل لحل.
على صعيد آخر، شن طيران التحالف غارات استهدفت مواقع الميليشيات الانقلابية في محيط اللواء 35 مدرع غرب مدينة تعز، بعد أن شنت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح هجوماً على اللواء 35 مدرع من الجهتين الغربية والشمالية، وشملت الاشتباكات العنيفة بين الانقلابيين والمقاومة الشعبية بمساندة الجيش الوطني أيضا حي كلابة وشارع الأربعين شمال شرق تعز وحي عصيفرة ووادي الزنوج شمال المدينة. فيما حمل عبدالملك المخلافي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني رئيس وفد الحكومة إلى مشاورات السلام في الكويت وفد الانقلابيين عدم التوصل إلى اتفاق سلام لوقف الحرب وإحلال السلام في اليمن.
الى ذلك انطلقت تحذيرات من استغلال الحوثيين الوقت المستقطع وعدم العودة إلى طاولة التفاوض بعد أن أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد تعليق المشاورات اليمنية في الكويت إلى الخامس عشر من الشهر المقبل.
وقال عبدالملك المخلافي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني رئيس وفد الحكومة إلى مشاورات السلام في سلسلة تغريدات على صفحته في (تويتر): «أردنا أن نصل إلى اتفاق، ولكن الطرف الانقلابي والمتمرد عطل أي اتفاق، وأشاع الإحباط لدى الرعاة الذين بذلوا جهودا مقدرة من أجل السلام في اليمن».
وأضاف المخلافي: «بعد سبعين يوما من المراوغات جدد العالم رسالة موحدة للانقلابيين بأن السلام سيكون وفق المرجعيات الثلاث، والانسحاب وتسليم السلاح، واستعادة الدولة أولا».
وأضاف: «على الانقلابيين أن يعودوا إلى قياداتهم، وأن يبلغونك برسالة العالم، أنه لا مهرب من الالتزام بالمرجعيات، وأن الخطابات التصعيدية لن تجدي نفعا».
وجدد المخلافي التزام الوفد الحكومي بالعمل من أجل إنهاء الانقلاب والتمسك بخيارات الشعب في مقاومة الانقلاب والقضاء على كل ما ترتب عليه من تغييرات، واستعادة الدولة.
وأعلن أن لجنة التهدئة والتنسيق العسكرية المكلفة بمتابعة تثبيت وقف إطلاق النار تم نقلها من الكويت إلى منطقة طهران الجنوب في المملكة العربية السعودية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار من هناك، باتفاق الطرفين.
وفي تواصل لخروقاتها المستمرة سقط 3 شهداء وأصيب آخرون، في قصف مدفعي شنته ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية على مدينة تعز، مع استمرار خرق وقف إطلاق النار.
وقال مصدر طبي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن مدني استشهد وأصيب 5 آخرون، بقصف مدفعي شنته الميليشيا الانقلابية على الأحياء السكنية وسط المدينة.
كما استشهد 2 من أبطال الجيش الوطني والمقاومة واصيب 4 آخرون، جراء هجمات تعرضت لها مواقع المقاومة في عدد من الجبهات. وتعرضت مواقع المقاومة في منطقة «بازرعة» و«الضباب» وجبل حبشي والمسراخ وصبر، لهجمات وقصف مكثف من قبل الميليشيا الانقلابية، لكنه تم التصدي لها.
وفي سياق آخر، التقى نائب رئيس الجمهورية اليمنية الفريق الركن علي محسن الأحمر مساء في العاصمة القطرية الدوحة بأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني وسلمه رسالة خطية من الرئيس هادي.
وجرى بحث المستجدات على الساحة الوطنية وما أفرزته الأحداث الحالية في اليمن من نتائج سلبية على الصُعد الأمنية والاقتصادية والسياسية.
وأشاد نائب الرئيس بالدور الفاعل لدولة قطر في إطار التحالف العربي وموقفها الثابت المساند للشرعية، معبراً عن تقدير اليمنيين وعرفانهم لقيادة قطر وحكومتها وشعبها لما قامت به من دور أخوي نبيل.
وأكد الفريق محسن رغبة الحكومة في إحلال السلام بالطرق السلمية وإنهاء الانقلاب وما خلفه من أزمة دفع خلالها اليمنيون من دمائهم وقوتهم الكثير، مثمناً في ذات الوقت جهود دول الخليج في هذا الإطار ودعمهم اللامحدود لموقف الحكومة الشرعية.
كما اطلع نائب الرئيس أمير قطر على عدد من القضايا والملفات المختلفة ومنها بناء مؤسستي الجيش والأمن ومعالجة جرحى أبطال الجيش والمقاومة الشعبية وإعادة إعمار ما خلفته حروب الانقلابيين العبثية وجهود مكافحة الإرهاب.
من جانبه، جدد أمير قطر دعم بلاده الكامل لأمن واستقرار اليمنيين، مؤكداً في السياق نفسه أن دولة بلاده مع بقية دول الخليج الشقيقة ملتزمة بالإسهام الفاعل في إعادة دولة اليمنيين ودعم تنمية وازدهار اليمن.