عندما نشاهد مباريات بطولة امم اوروبا والتي تأتي بعد موسم طويل وشاق في اوروبا نتساءل وباستغراب: كيف لهؤلاء اللاعبين أن يقدموا هذا الأداء القوي بعد الموسم؟!.
وأتصور واقول ماذا لو كان لدينا بعد نهاية الموسم مشاركة للمنتخب الأول في (بطوله امم اسيا) على سبيل المثال هل سنرى لاعبينا يجرون بكل قوة ويقاتلون ام انهم سوف يتعذرون بالإرهاق والتعب؟
أظن ان الامر صعب.. وصعب جدا فنحن عودنا لاعبينا قبل اي بطولة ان يرتاحوا لفترة وان يكون هناك معسكر طويل لهم رغم انهم للتو أنهوا الموسم ولكن مدربو منتخباتنا لهم فلسفة اتوا بها من كوكب آخر.
ما الذي يفرق ونحن نشاهد لاعبي المنتخبات الأوروبية في بطولة تعد الأقوى بعد كأس العالم وهم يجرون بكل قوة بعد الموسم ولاعبونا لا يستطيعون فعل ذلك.
هل نقول إن العقلية الاحترافية للاعبين الأوروبين لها دور كبير في ذلك أو أن الإعداد البدني قبل الموسم وفترات الاستشفاء اثناء الموسم التي تعطى للاعبين في اوروبا تفوق بكثير التي تعطى للاعبينا.
هؤلاء اللاعبون منهم من ودع منتخب البطولة وعاد لبلاده ومنهم من سيعود بعد ايام وبعد تعب الموسم والبطولة سوف يكتفي هؤلاء اللاعبون بفترة راحة بسيطة ومن ثم يعودون للإعداد مع انديتهم استعدادا للموسم القادم.
حياه لاعب كرة القدم في اوروبا حياة صعبة ومتعبة؛ لأنهم يتعاملون مع كرة القدم على انها مهنة ويحترمونها ويقدمون كل شيء حتى يتطوروا، فالأعذار والهروب بحجة التعب ليست في قاموسهم.
نعم هم يتقاضون مبالغ عالية جدا ولكن بالمقابل تفرض عليهم قوانين وانظمة صارمة جدا فهم محاسبون على كل شيء في حياتهم وعند الخطأ يتعرضون لخصومات ليست بسيطة.
تصوروا أن بعض اللاعبين في اوروبا عندما يصاب مثلا (بالانفلونزا) يتم الخصم عليه من النادي لأنه في نظرهم لم يحافظ على نفسه ويعتبر نوعا من الإهمال ويستحق على اثره ان يعاقب.
أيا كان الخصم على اللاعب في اوروبا فهو لا يتكلم ويحترم الأنظمة ولدينا الكثير من اللاعبين يغيب ويختلق المشاكل وينخفض مستواه وعند الخصم عليه «يعمل للنادي قصة ما بعدها قصة» ويمثل دور المظلوم.
كرة القدم ما زالت تقدم لنا دروسا كبيرة وأثبت لنا بطولة امم اوروبا الحالية انه لا يوجد منتخب كبير وانها لا تعترف بالأسماء أيا كانت، وهي فقط تعترف بالعطاء وخير دليل منتخبا (ويلز وايسلندا).
الأربعاء والخميس القادمين سيكون الدور الأهم وهو نصف النهائي بلقاء البرتغال وويلز، ثم المانيا والفائز من فرنسا وايسلندا والشيء الجميل اننا سنشاهد منتخبا في النهائي لم يكن مرشحا للنهائي إما ويلز أو البرتغال.
أخيرا..
هل نشاهد بطلا جديدا مثل (البرتغال أو ويلز) كل الأمور واردة رغم ان مواجهة أي منهما لألمانيا او فرنسا (إن تأهلت) ليس بالأمر السهل ولكنه ليس بالأمر المستحيل.