أكد وجهاء ورجال أعمال بالقطيف أن العمليات الارهابية التي استهدفت مسجد رسول الله في المدينة المنورة والمصلين في القطيف ورجال الأمن في جدة يوم الاثنين الماضي جريمة شنعاء، مشيرين إلى أن تلك الجرائم تكشف مدى اليأس والتخبط الذي يعيشه الإرهاب في الوقت الراهن.
مراحل احتضارية
وقال عبدالرؤوف المطرود، رئيس جمعية سيهات الخيرية: ان ما حدث من جرائم شنعاء اظهر حجم اليأس والتخبط الذي يعيشه الارهاب، متمنيا أن يكون الارهاب في مرحلة احتضاره بعد أن كشف زيفه وزيف ادعاءاته باستخدام الدين قناعا لوحشيته محاولا النيل من الاسلام دين السلام، وهو ما تم ابطاله باستهدافه بيوت الله، واستهدافه المسلمين الذين يلازمون المساجد متحدين ومتسلحين بالدعاء الذي ابطل عملياتهم الأخيرة، حامدين الله على سلامة المصلين، وسلامة الوطن.
واضاف بقوله: رب ضارة نافعة، فما حدث اظهر حجم اللحمة الوطنية التي عليها شعب سلمان، الذي فطن لأهمية مواجهة الارهاب بالتعاضد، خاصة أن اجرام الارهاب يستهدف كل فئة من فئات المسلمين، والأهم من ذلك كله أن الشعب عرف قيمة الأمن ورجالاته الأبطال الذين يتصدون كل يوم لمحاولات الارهاب البائسة مقدمين أرواحهم وكل غالٍ في سبيل حماية الوطن والمواطنين، فرحم الله شهداءنا الأبرار، وحمى الله الجميع من شرور كل المريبين، وكل أبناء الوطن حماة للوطن.
وحدة والتفاف
بدوره، اوضح عضو المجلس البلدي بمحافظة القطيف السابق، المهندس نبيه البراهيم، ان عناية الله ثم يقظة رجال الأمن الأوفياء ردت كيد الاعداء في نحورهم وحمت حرم رسوله -صلى الله عليه وسلم- وعبيده المصلين في بيت من بيوت الله في شهره الفضيل، سائلا ان يتغمد الله الشهداء منهم وان يمنَّ على الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل.
وذكر ان المرء لا يملك في مثل هذه الأحداث الجسام إلا أن يرفع يديه بالدعاء الى الله اللطيف الرحيم أن يقي حجاج بيته الحرام وزوار مسجد رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- والوطن والمواطنين وكل المسلمين في كل مكان من شر الأشرار وكيد الفجار في الداخل والخارج، مشددا على ضرورة ان يكون الوعي في مستوى الحدث وان تكون الجبهة الداخلية قوية ومتماسكة؛ لتكون عصية على كل المتآمرين، معتبرا الوحدة والالتفاف حول القيادة الرشيدة بمثابة صمام الأمان لتجاوز كل هذه التحديات الجسام.
لا فرصة للأعداء
واستنكر المشرف على مركز الزوار بدارين، فتحي أحمد البنعلي، العمل الاجرامي الذي استهدف مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة وكذلك الجريمة الارهابية في جدة وايضا استهداف مسجد الشيخ فرج العمران في القطيف، مبينا أن تلك الأعمال الارهابية لن تزيد الشعب السعودي إلا تماسكا لتفويت الفرصة أمام الاعداء، وانها باتت تجتاح العالم، فالأيام الماضية حملت الكثير من الجرائم الارهابية، مشددا على ضرورة تعزيز أواصر التماسك ورفع مستوى الوعي بضرورة اللحمة الوطنية، مؤكدا ان الاحداث السابقة اعطت دروسا كثيرة في القدرة على رص الصفوف.
أهداف خبيثة
وأوضح رئيس نادي الصفا، المهندس سمير الناصر، أن الإرهاب الذي ضرب ثلاث مدن في المملكة خلال 24 ساعة يعطي دلالة على الأهداف الخبيثة التي يسعى الارهابيون لتحقيقها، لافتا الى ان المجتمع السعودي يمتلك الوعي اللازم للوقوف أمام تلك المخططات الدنيئة، مبينا ان العمليات الارهابية الاخيرة كشفت للعالم زيف الاقنعة التي تتوارى خلفها تلك الجماعات المتطرفة، فعملية استهداف مسجد رسول الانسانية وكذلك محاولة الاقدام على مجزرة كبرى اثناء تأدية صلاة المغرب وانتهاك حرمة شهر رمضان.. تعطي دلالات واضحة، ان الشعارات الاسلامية ليست سوى قناع تتوارى خلفه تلك الجماعات الارهابية، بهدف الوصول الى غايات سياسية.
فكر ظلامي
من جانبه، أكد حسين المحسن، رجل أعمال، ان استباحة الدماء سياسة ثابتة في الفكر الظلامي، مضيفا إن الجماعات المتطرفة لا تتورع عن ارتكاب افظع الجرائم باستخدام شعارات اسلامية، مبينا ان العالم يدرك جيدا مرامي تلك المنظمات الارهابية، وأن عمليات القتل أخذت في الانتشار في جميع بقاع العالم، اذ لم يعد اجرام تلك الجماعات الارهابية مقتصرا على شرائح اجتماعية أو شعوب محددة، داعيا في الوقت نفسه الى الوقوف بحزم أمام تلك المخططات الهادفة لإحداث فوضى عارمة في المجتمع.