كما جاء في خطاب صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس ادارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية، أثناء مشاركته في المؤتمر السنوي للمعارضة الايرانية الذي عقد في لوبورجيه قرب باريس مؤخرا، فإن النظام الايراني لم يجلب للايرانيين وغيرهم سوى الدمار والطائفية وسفك الدماء والشقاق والتناحر، وهذه حقيقة يراها العالم بعيون مجردة.
ويكنّ العرب كل الاحترام للثقافة الايرانية واسهاماتها، غير أن النظام الايراني الجائر بتدخلاته السافرة في الشؤون الداخلية لدول منطقة الخليج والدول العربية وغيرها من الدول أسفرعن نياته المعلنة والمشهودة بتدمير الشعوب، ونشر بذور الطائفية، وسفك الدماء، واشعال الحروب الأهلية، والتناحر والشقاق في كثير من المجتمعات التي تسلط عليها، فإيران ما زالت تنتهك القوانين الدولية وتضرب بها عرض الحائط.
تلك حقائق مشهودة لا يمكن أن تخفى بحجة دعم الضعفاء في اليمن وسوريا والعراق ولبنان، فما يشاهد على أرض الواقع هو أن النظام الايراني ما زال يدعم الجماعات الطائفية لإشاعة المزيد من البلبلة والفوضى والاضطرابات في تلك الدول، فنظام الفقيه منح نفسه صلاحيات مطلقة أدت الى عزل ايران تماما عن العالم، فالإيرانيون هم الضحية الأولى للنظام الايراني الدموي المتسلط.
تصدير الثورة الخمينية الايرانية للعالم لم يجلب الا الدمار لكل الدول التي منيت وما زالت تمنى بتعاليم تلك الثورة ومبادئها الهدامة المنتهكة لكل الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية، والمنتهكة لأبسط قواعد الاسلام وتشريعاته السمحة، وها هو النظام يجابه في داخل ايران بمعارضة واسعة ما زالت تنادي برحيله، وها هي المعارضة تمتد مساحاتها لتشمل الكثير من الدول في الشرق والغرب.
رحيل نظام ولاية الفقيه عن ايران وعن المنطقة وعن العالم هو السبيل الأمثل لنشر الأمن والسلام والطمأنينة في كثير من المجتمعات التي منيت بتدخل النظام في شؤونها، فالشعب الايراني ما زال ينادي بإسقاط نظام ولاية الفقيه ويشاطره العديد من دول العالم، بل يشاطره العالم بأسره نظير ما ارتكبه النظام وما زال يرتكبه من جرائم وفظائع وعمليات ارهابية مخلة بأمن واستقرار وسلامة العديد من المجتمعات.
العمليات القمعية التي مورست من قبل النظام الايراني وما زال يمارسها مع الشعب الأحوازي وفي اليمن وسوريا وليبيا والعراق ولبنان، ودعمه السافر لحزب الله اللبناني الارهابي، ودعمه المطلق لسائرعمليات التخريب والارهاب في كثير من أصقاع العالم، تؤكد كلها أن الخلاص من نظام ولاية الفقيه هو الأسلوب الأمثل لنشر الأمن والسلم في كثير من أمصار وأقطار العالم.
لقد حاول النظام الايراني بدءا بالخميني فرض وصايته على البلدان الاسلامية ونشر مبدأ تصدير الثورة الى الدول الاسلامية والعربية، غير أن هذه المحاولة العدائية لم تسفر الا عن زرع مساحات شاسعة من النزاعات، ولم تسفر الا عن خراب تلك الدول واشعال فتائل الحروب فيها، ولم تسفر إلا عن زعزعة استقرار المجتمعات وأمنها، فالتدخل الايراني السافر في شؤون الغير أدى الى ما أدى اليه من نزاعات واضطرابات وحروب.