DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

وداعا حسن المشاري

وداعا حسن المشاري

وداعا حسن المشاري
تعودنا أن نردد وأن نقول إننا لا نملك شيئا أمام الموت.. ولكننا نملك شيئا هو حزننا الكبير على فقد من نحب.. لقد علمت الآن وأنا أبدأ في كتابة هذه الزاوية الأسبوعية برحيل أحد أبناء الأحساء النابهين والمتميزين والذين عملوا بإخلاص وحب من أجل وطنهم ومليكهم.. لقد رحل عنا معالي الشيخ حسن المشاري وزير الزراعة السابق الذي أنجز مشروع الري والصرف، والعديد من المشاريع الزراعية الأخرى في مختلف مناطق ومحافظات المملكة. وكان معاليه- رحمه الله- قد درس في المدرسة الأميرية بالهفوف وحصل على المركز الأول في الشهادة الابتدائية على مستوى المملكة وواصل دراسته بعدها في مدرسة تحضير البعثات، التي أهلته بعد ذلك للابتعاث للدراسة في مصر بجامعة الملك فؤاد.. ومن ثم مواصلة دراسته في أمريكا حاصلا على درجة الماجستير من جامعة جنوب كاليفورنيا.. وعمل في شركة ارامكو لمدة عامين. وفي عهد الملك فيصل، رحمه الله، كان من ضمن نخبة من شباب الوطن المتميزين الذين اختارهم الفيصل ليشاركوه العمل والفعل في أجهزة الدولة، فعمل في وزارة المالية وكيلا. وبعدها صدر مرسوم ملكي بتعيينه وزيرا للزراعة. عام 1964م.. وعلى هامش التحضير لافتتاح مشروع الري والصرف بالأحساء والذي سوف يرعاه الملك الشهيد كنت قد رغبت في تقديم لوحة شخصية للملك فيصل قد رسمتها بعد علمي برعايته- رحمه الله- حفل المشروع. حضرت إلى مقر الحفل حاملا اللوحة على رأسي ومتمترسا بمشلح والدي، ورغم المسافة الطويلة التي قطعتها ماشيا في اتجاه مقر الحفل وكان مخيما كبيرا بجانب خزان (صويدره) الرئيسي بالهفوف، وعندما وصلت كان العرق ينضح من وجهي.. والتعب قد أخذ مني ما أخذ من أنفاس.. كان أول شخص رأيته معالي الشيخ حسن المشاري وكان لحظتها مشغولا جدا مع وكلاء الوزارة والمسئولين في الزراعة بالأحساء. فالحفل بعد ساعتين. المهم التقيته فقابلني برحابة صدر وكلمات مشجعة بل إنه وبعدما شاهد اللوحة أعجب بها كثيرا وطلب مني أن أعرضها على الأمير تركي بن عبدالعزيز وكان قد وصل للحفل.. ومن أمير إلى أمير إلى أن تشرفت بعدها بتقديمها لجلالة الملك فيصل. وبحكم عملي الإعلامي أتيحت لي الفرصة بعد ذلك بلقاء معالي الراحل العزيز حسن المشاري فشعرت بثقافته الواسعة، ودماثة خلقه، وتميزه في الحديث، وحفظه لجوانب عديدة من التاريخ والشعر. ومرة سأله الشيخ يوسف المبارك- رحمه الله- كيف حافظ على ملكة الحفظ، فقال باسما «منذ دراستنا في الأميرية» يقصد المدرسة الأولى فكان فيها نشاط ثقافي واسع ومتنوع.. وامتاز أيضا بسلاسة وجمال إلقائه فكان في بيانه فصيحا. وفي حديثه واضحا وصريحا! والأهم، بعد ذلك، بساطته وتواضعه وحسن استماعه لمحدثه. وماذا بعد أين المفر فجميعنا سوف نذهب لذلك المقر.. رحم الله معالي الدكتور حسن.. كان له من اسمه نصيب. إنا لله وإنا إليه راجعون. تغريدة: وحدها التغريدة المكبوتة، تشكل خطرا..