في البداية، الحمد لله الذي حقن الدماء التركية نتيجة انقلاب لا يعلم أحد مدى ما يمكن ان تكون نتائجه. والانقلاب العسكري حاز على تغطية عالمية حسب تسلسل الأحداث. ولكن في عالمنا العربي التغطية غلبت عليها مشاعر العاطفة. ولكن كما هو معروف عن العرب انهم يقرأون أو انهم يقرأون بعد انتهاء الحدث. ولهذا يوجد سؤال مهم لم يتم طرحه من اي جهة إعلامية عربية وهو إن كان الرئيس التركي يعرف ان هناك بوادر محاولة انقلاب عسكري ضده. لأنه إن كان لا يعرف فهذه مصيبة لأن التحاليل السياسية والكثير منها بواسطة محللين سياسيين أتراك كانت ومنذ زمن تكتب بوضوح ان هناك خللا ما في داخل تركيا وعلى حدودها. ولكن فقط العسكر هم من يميل إلى التغيير بانقلاب عسكري. فهناك عدم الرضا الواضح في المؤسسات العسكرية والاجتماعية والسياسية والإعلامية. وقد نشرت الكثير من الصحف تحليلات واضحة بأن الرئيس أردوغان لن يقف عند خط محدد في أسلوب تعامله مع الداخل والخارج. فهو يريد أن يكون هو المسيطر الأساس في كل شيء في ظل نظام يميل إلى الديموقراطية. وقام بإبعاد شخصيات تركية منذ زمن يعتقد أنها منافسة له رغم أن هذه الشخصيات هي من نقل تركيا إلى مراكز متقدمة ولكن أردوغان آثر تجييرها كلها لنفسه وخاصة بعد أن رأى ان الربيع العربي فرصة لا يمكن تفويتها في محاولة للتربع على كرسي القيادة في كل المنطقة مع استمراره في انتهاز كل فرصة لها علاقة بالعالم حتى لو كان مثالا بسيطا مثل تطفله الواضح الذي قوبل بالرفض أثناء مراسم دفن (محمد علي كلاي) إلى استغلاله وضع اللاجيء السوري والحصول على الكثير مقابل ذلك. وقد كان أكثر من تململ بوضوح هم العسكر في تركيا وخاصة أن بعضهم غير راض عن مكانته وعما يدور في الشأن الكردي حيث تقصف مواقعهم بوحشية في وقت جعل إسرائيل الحليف الإستراتيجي الأول لتركيا. وتركيا هي العضو الوحيد في منظومة حلف شمال الأطلسي غير المستقر داخليا ومن الممكن حدوث انقلاب عسكري في أي وقت. وهناك الكثير ممن يعرف كيفية انتخاب أردوغان وأسبابه وكذلك يعرفون سبب فشل الانقلاب العسكري والذي كانت المعارضة وكل من هو ضد أردوغان هم في الحقيقة من افشل الانقلاب العسكري. لأنهم لو أيدوه فهم يعرفون ان أردوغان لن يتنازل وستكون هناك مذابح في الشارع التركي. خاصة أن المعارضة التركية أدرى بوجود تحركات في الداخل أدت إلى عزل قضاة وضباط وتحجيم الصحافة المعارضة منذ فترة طويلة. وتركيا نجحت في تنمية البنية التحتية في الغرب التركي ولكن الشرق التركي مؤهل منذ زمن ليكون بؤرة لحرب أهلية وتبني سياسة انتهازية حيال ما يجري على حدوده فيما يخص الإرهاب والسياسة التركية التي تغذت على مآسي جيرانها العرب، ولكنها نسيت غليان الداخل التركي... فماذا سيحدث لاحقا بعد حملة تصفيات طالت الكثير في تركيا؟