لا تزال الأرقام المفزعة التي تعلنها إدارات المرور المختلفة في كل مناطق المملكة حول ارتفاع معدلات الحوادث المرورية في فصل الصيف بشكل خاص تمثل هاجسا لدى الجميع بعد أن تبين أن معظم هذه الحوادث يقع نتيجة التصرفات غير المسؤولة من البعض، خاصة فئة الشباب، مستغلين جو المرح الذي يعيشونه خلال تلك الفترة، ولا تزال إدارات المرور تجد نفسها أمام تحد واضح في كيفية التعامل مع هذه الظاهرة «الصيفية» من ارتفاع غير مبرر للحوادث المرورية في فصل الصيف وكيفية الحد من هذا المسلسل المزعج، وقد أجرت صفحة «السلامة المرورية» استطلاعا حول الأسباب التي تؤدي إلى كثرة الحوادث المرورية في الصيف.
موسم منتظر
يقول محمد بن عبدالله الشهري مدير عام العلاقات العامة والإعلام بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ان الإجازة الصيفية هي موسم منتظر من الجميع، سواء من الطلاب أو غيرهم وذلك بعد عام دراسي شاق وعمل مضن، لكن قد تكون هناك نقطة مهمة، ألا وهي كيفية استغلال هذه الإجازة، ولعل الفراغ الكبير يحفز بعض صغار السائقين على استغلاله ببعض التصرفات الطائشة واضاعة ذلك الوقت في «الدوارة» وانتهاك بعض الأنظمة المرورية مما يعرضهم لمخاطر كبيرة جدا.
تثقيف وتوعية
ويضيف الشهري بقوله: ولعل أنشطة لجنة السلامة المرورية بالمنطقة تسهم في مجال التثقيف والتوعية بشكل كبير، كما أن جهودها ورؤيتها لدعم ونشر المعرفة بالسلامة المرورية في المنطقة تركز على مستخدمي شبكة الطرق، تحديدا السائقين والركاب والمشاة.
فهذه الحملات التوعوية المرورية تعد وسيلة هامة تستخدمها اللجنة للتواصل مع مستخدمي الطرق وتزويدهم بنصائح القيادة الآمنة مثل أخطار السرعة الزائدة وسلبيات استخدام الهاتف المتحرك والإجهاد والانشغال أثناء القيادة، مع تركيزها على أهمية خاصة لتثقيف الأطفال والمراهقين كمستخدمين للطرق وسائقين في المستقبل مع التركيز على التوعية المستدامة كعملية تعليم مستمرة.
وتهدف إلى خفض عدد الأطفال الذين يصابون بحوادث الطرق عبر سلسلة من الإجراءات تشمل وسائل أفضل لتثقيف السائقين والأطفال بالسلامة المرورية.
كثرة السفر
ويقول صلاح الزامل عضو مجلس إدارة في بعض الشركات إنه من المعروف للجميع أن هناك ارتفاعا في معدلات الحوادث المرورية في الإجازة الصيفية نتيجة كثرة السفر بالسيارة وما يتبعه من كثرة الحركة والضغط على الطرق وهذا يستدعي الالتزام بالأنظمة المرورية لاحتمال وقوع الخطأ، وأضاف الزامل بقوله: من أكثر المشاكل التي تقع بسببها الحوادث في الإجازة تغير مواعيد النوم والسفر ليلا وهذا يستدعي الحيطة والحذر أكثر أو السفر في غير الأوقات المعتادة مما يؤدي إلى شعور قائدي السيارات بالنعاس نتيجة الخطأ الفادح. كما يأتي سبب آخر كشفته الإحصاءات من خلال الجهات المسؤولة عن مكافحة المخدرات والتي أشارت الى أن نصف الحوادث التي تحدث وفيات بها على الطرق الطويلة يكون أحد أطراف الحادث مدمنا أو متعاطي مخدرات، وهذا شيء نتوقع أن يواجهه قائد السيارة طالما أنه يسير في أوقات غير معتادة، كما تلعب الإطارات دورا رئيسيا في وقوع الحوادث في الصيف نتيجة الحرارة العالية والاحتكاك بالإسفلت الحار، ويجب التأكد من سلامتها حرصا على سلامة قائد السيارة، ويشير الزامل إلى أن جو المرح والمتعة التي يعيشها الناس في الإجازة وخاصة الشباب يؤدي الى المخاطرة نتيجة هذا الجو غير عابئين بما تسببه هذه القيادة من مخاطر.