تخوفت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، الأحد، من مشاركة ميليشيا «الحشد الشعبي» العراقية في عملية تحرير الموصل. وطالبت في ذات الوقت قادة الجيش العراقي منع الفصائل المسلحة التي لها «سجلات انتهاكات خطيرة» من المشاركة في العملية المزمعة لاستعادة الموصل من تنظيم داعش. وشددت على أن غياب العقاب على القتل والتعذيب يعرّض المدنيين للخطر. وأوضحت ان التزام الحكومة باتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية المدنيين وضمان احترام قوانين الحرب، يجعل منع هذه المجموعات من المشاركة في حملة الموصل أمرا ضروريا.
ولم يبت بعد في دور قوات البشمركة الكردية وقوات الحشد الشعبي الشيعية، التي ارتكبت انتهاكات في محافظتي صلاح الدين والأنبار في المعركة ولا يزال ذلك يمثل نقطة خلاف. ويرجح مسؤولون مشاركتهم في المعركة على أن يقتصر دورهم على مشارف المدينة.
هيومن رايتس: وثّقنا حالات «الإعدام السريع بلا محاكمة والإخفاء القسري والتعذيب وتدمير المنازل»
وتشمل الميليشيات المنتهِكة بحسب بيان «هيومن رايتس ووتش» مكونات من «قوات الحشد الشعبي» مثل «فيلق بدر» و«كتائب حزب الله» وغيرهما من الميليشيات الطائفية المدعومة من إيران.
وكشف بيان المنظمة رصد هذه الانتهاكات بقوله: «وثّقت هيومن رايتس ووتش الإعدام السريع بلا محاكمة وحالات الإخفاء القسري والتعذيب وتدمير المنازل من قبل هاتين المجموعتين وغيرهما من الجماعات التابعة للحكومة، خلال العمليات الأخيرة لاستعادة الأراضي من تنظيم داعش. لم تكن هناك أي عواقب واضحة لهذه الانتهاكات».
وقال جو ستورك، نائب مدير قسم الشرق الأوسط: «ارتكبت الميليشيات التي تشكل جزءا من الحشد الشعبي مرارا انتهاكات مروعة كانت واسعة النطاق في بعض الحالات، آخرها في الفلوجة. لم تكن هناك عواقب، رغم وعود الحكومة بالتحقيق. على قادة العراق تجنيب المدنيين في الموصل الأذى الخطير من قبل الميليشيات التي سُجلت انتهاكاتها حديثا».
ويتوقع مسؤولون ودبلوماسيون في بغداد أن تبدأ المعركة لاستعادة الموصل أكبر معاقل تنظيم داعش الإرهابي في وقت لاحق هذا العام، لكن لم يتم الانتهاء بعد من وضع الخطط.
ومن المتوقع أن يشارك الجيش والشرطة وقوات مكافحة الإرهاب في الهجوم بدعم جوي من التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
وذكر جو ستورك نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش- مراقبة حقوق الإنسان- «على قادة العراق تجنيب المدنيين في الموصل الأذى الخطير من قبل الميليشيات التي سُجلت انتهاكاتها حديثا»، مرددا بذلك موقف كثير من الدبلوماسيين الغربيين وموظفي الإغاثة، الذين يعملون على توفير المساعدات الإنسانية للسكان.
مقتل قائد شرطة النفط والغاز
من جهة أخرى، صرح ضابط عراقي الاحد بأن قائد شرطة النفط والغاز اللواء فائق جوجاني قتل خلال عملية اقتحام مسلحين من تنظيم داعش حقلا نفطيا يدار من قبل حكومة اقليم كردستان في كركوك 250 كم شمالي بغداد.
وقال العميد سرد قادر مدير شرطة الاقضية والنواحي في قيادة شرطة كركوك في تصريح صحفي إن عملية التصدي وقتل الانتحاريين، الذين اقتحموا حقل باي حسن النفطي شمال غربي كركوك، أسفرت عن اصابة ثلاثة عناصر من الشرطة ومقتل اللواء فائق جوجاني مدير شرطة النفط والغاز في كركوك.
وأضاف إن النيران مازالت مستمرة في حقل باي حسن النفطي نتيجة تفجير احد الانتحاريين لنفسه، واحتراق خزانين نفطيين، وسط توقعات بوجود عدد آخر من الانتحاريين.
وكانت مصادر من قطاع النفط العراقي قد ذكرت أن عناصر من داعش اقتحمت حقل باي حسن النفطي الواقع قرب قضاء الدبس شمال غربي كركوك 250 كم شمال بغداد.
وذكرت قوات البيشمركة الكردية أنها تمكنت من قتل اثنين من الانتحاريين، الذين اقتحموا الحقل، فيما فجر ثالث نفسه، ويجري البحث عن آخرين.
وقالت: «إن الوضع الآن تحت السيطرة بشكل شبه كامل، وأن القوات الأمنية تقوم بعمليات تفتيش وتطهير للحقل، ولكن الحريق مازال مستمرا بخزانين نفطيين».
وتصل عمليات الانتاج بحقل باي حسن الى أكثر من 175 الف برميل يوميا، وتديرها وزارة الثروات الطبيعية في حكومة إقليم كردستان.