شنت قوات المعارضة السورية، فجر أمس الثلاثاء، هجوماً مباغتاً على مواقع قوات الأسد والمليشيات الإيرانية وقتلت منها العشرات في ريف حماة الجنوبي، وسيطرت على عدة مواقع ضمن معركة «اليوم يومك يا حلب»، وسط قصف عنيف من قبل الطائرات الحربية. كما تجددت الاشتباكات بين قوات النظام ولواء القدس الفلسطيني من جهة، والفصائل المقاتلة الأخرى من جهة ثانية في مخيم حندرات شمال حلب. بينما قتل 30 شخصا في قصف صاروخي على مناطق سيطرة النظام بحلب. فيما حض وزير الخارجية الاميركي جون كيري روسيا بعدم تنفيذ عمليات هجومية في سوريا وبأن تمنع النظام من القيام بذلك أيضا، وذلك مع استمرار القتال في يوم كان كيري يأمل أن تبدأ فيه عملية انتقال سياسي. كما رفضت الهيئة العليا السورية للمفاوضات مقترحات تقدم بها المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا قالت انها إيرانية أو روسية، وتميل لصالح النظام، وتقضيالمقترحات بتعيين ثلاثة نواب لبشار الأسد، يتولون الأجهزة الأمنية والمالية والعسكرية، مع تخفيض صلاحياته.
وذكرت قناة «أورينت» السورية على موقعها على الانترنت أن غرفة عمليات ريف حمص الشمالي أعلنت عن تمكن عناصرها من السيطرة على ثلاث مناطق قريبة من بلدة الزارة واغتنام دبابة وعربة عسكرية وإحكام الحصار على المحطة الحرارية، وتم خلال المعارك قتل العديد من الميليشيات الشيعية. وأشارت غرفة العمليات إلى أن هذه المعركة تهدف للسيطرة على محطة الزارة الحرارية بريف حماه الجنوبي، ولا تزال المعارك مستمرة في محيط المحطة، حيث قامت قوات المعارضة باستهدافها بالصواريخ والمدفعية الثقيلة تمهيداً لاقتحامها بينما شن طيران النظام عدة غارات على المنطقة وقرية الزارة. وتأتي المعركة بالتزامن مع إطلاق فصائل المعارضة «معركة فك الحصار عن مدينة حلب»، والتي تمكنت خلال اليومين الماضيين من السيطرة على تلال وقرى استراتيجية، واقتربت من إطباق الحصار على النظام في أحياء المدينة الغربية وفتح طريق للأحياء الشرقية المحاصرة. وكان الثوار سيطروا قبل أيام على عدة نقاط تابعة لقوات الأسد في حربنفسة والزارة وهي «رجم القناصين» و «تلة الدبابات» في محيط القرية، فيما ردت القوات النظامية بقصف جنوني على المنطقة براجمات الصواريخ و المدفعية ما اضطر الثوار إلى الانسحاب من النقاط المحررة و العودة إلى نقاط الرباط الأساسية لهم في محيط القرية. من جانبه، طالب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري روسيا بعدم تنفيذ عمليات هجومية في سوريا، وبأن تمنع نظام الأسد من القيام بذلك أيضا، وذلك مع استمرار القتال في يوم كان كيري يأمل أن تبدأ فيه عملية انتقال سياسي، بحسب «رويترز» وردا على سؤال عما إذا كان يشعر بخيبة الأمل لمجيء الأول من أغسطس دون انتقال سياسي يساعد في إنهاء الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ خمس سنوات، قال الوزير الأمريكي: إن الموعد المستهدف حدد في وقت سابق هذا العام، عندما كانت هناك آمال في تماسك المحادثات السياسية في ظل تراجع العنف. لكن اتفاق «وقف الاقتتال» الذي بدأ في فبراير قد انهار تقريبا.
وقال كيري للصحفيين: «من الضروري على نحو واضح أن تمنع روسيا نفسها ونظام الأسد من تنفيذ عمليات هجومية مثلما هي مسؤوليتنا أن نمنع المعارضة من الدخول في تلك العمليات.» وأضاف: «هذه أيام مهمة في تحديد ما إذا كانت روسيا ونظام الأسد» سيرتقيان إلى مستوى جهود إنهاء العنف واستئناف محادثات السلام.
وتابع قوله: «الشواهد حتى الآن مقلقة للجميع بشدة.»
ولمح مسؤولون أمريكيون إلى أن «عملية إنسانية» روسية سورية بشأن مدينة حلب مجرد خدعة لإجلاء المدنيين حتى تتمكن قواتهم من ملاحقة المسلحين بالجزء الخاضع لسيطرة المعارضة من المدينة.