فتحت الولايات المتحدة جبهة جديدة ضد تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا، ما قد يساعد قوات حكومة الوفاق الوطني المدعومة دوليا على استعادة مدينة سرت الساحلية من سيطرة التنظيم الإرهابي، لكنه قد يزيد أيضا من تعقيدات المشهد الداخلي في البلاد. وواصلت القوات الحكومية الليبية ضغطها على إرهابيي داعش في المدينة الساحلية بعد أن سهلت ضربات جوية أمريكية تقدم القوات الحكومية إلى حافة المدينة معقل التنظيم في ليبيا. وقالت القوات الحكومية التي تسعي لطرد داعش من سرت: إن الضربات التي بدأت يوم الإثنين، ساعدتها على تأمين ضاحية مأهولة على حافة المدينة.
وطلبت الحكومة الليبية التي تحظى بمساندة الأمم المتحدة من الولايات المتحدة توجيه ضربات إلى مقاتلي داعش في سرت بعد أن منيت قوات الحكومة التي تحاول طرد التنظيم من سرت منذ قرابة ثلاثة أشهر بخسائر كبيرة نتيجة نيران القناصة وانفجار الألغام والهجمات بقذائف المورتر.
وقال مسؤول دفاعي أمريكي: إن خمس ضربات جوية نفذت يوم الإثنين، وإن ضربتين نفذتا، يوم الثلاثاء. وتخوض القوات الحكومية المجهزة بسيارات رباعية الدفع محملة بأسلحة رشاشة ومضادة للطائرات، وبعدد محدود من الدبابات، حرب شوارع في مواجهة تنظيم داعش الذي يعتمد على القناصة والسيارات المفخخة والألغام التي زرعها بين المنازل. ويقول رضا عيسى، احد المتحدثين باسم عملية «البنيان المرصوص» العسكرية في سرت: «لا شك في أن وجود سلاح فعال ودقيق سيسرع الانتهاء من المعركة». لكن باتريك سكينر الخبير في الشؤون الليبية في مجموعة صوفان الاستشارية الأميركية يرى أن الغارات الأميركية التي بلغ عددها، منذ الإثنين، ثماني غارات على مواقع وآليات للتنظيم في المدينة «لم تغير قواعد اللعبة بعد، إلا أنه من المثير متابعة هذه الضربات لمعرفة ما إذا كانت ستتواصل». وإلى جانب قدراتها العسكرية الهائلة من الصواريخ الموجهة إلى الطائرات من دون طيار، تملك القوات الأميركية كنزا من المعلومات حيال تكتيكات تنظيم داعش وتحركاته بحكم علاقاتها مع الأجهزة الاستخباراتية الإقليمية.
وتقدر الحكومة الليبية عدد إرهابيي داعش في مدينة سرت بالمئات. وإذا خسر تنظيم داعش سرت فسيكون ذلك ضربة كبيرة له.