يعتبر منتجع «الملفى» التراثي أول تجربة «نزل ريفية» في المملكة، وهو مشروع كبير بلغت كلفته الإجمالية 20 مليون ريال، على مساحة تقدر بحوالي مليوني متر مربع، ويوجد به أكثر من 30 ألف نخلة، إضافة إلى أشجار أخرى مثمرة متنوعة، ويشمل المنتجع 39 وحدة فندقية بين أجنحة وغرف مفردة، كما يضم مطعماً يقدم الأكلات الشعبية للنزلاء والضيوف، وصالات رياضية، ومسطحات خضراء، وبوفيهات مفتوحة، وهو يوفر 30 فرصة عمل لشباب ونساء من أبناء منطقة القصيم، وقد بدأت فكرته بناءً على مقترح من فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة القصيم لاستثمار الموقع الريفي الفريد وتحويله من موقع خاص لأسرة السبيعي إلى منتجع عام وتجربة مميزة في مجال «النزل الريفية».
وعن تفاصيل هذه التجربة، يقول عبدالعزيز بن محمد السبيعي ممثل مؤسسة السبيعي الخيرية ملاك المشروع، وعبدالعزيز الجهيمان مستشار أوقاف الشيخ محمد بن إبراهيم السبيعي: كان الموقع في السابق عبارة عن منتجع خاص في مزرعة لأسرة السبيعي، على أطراف مدينة عنيزة، وهو يقع في أميز المواقع الزراعية في القصيم، حيث تحيط به أشجار النخيل ويقع وسط إطلالة زراعية جاذبة، ولكن بعد أن تلقينا مقترحاً من فرع الهيئة العامة للسياحة بمنطقة القصيم، حول تحويل الموقع إلى مشروع استثماري ليكون أول نموذج للسياحة الريفية بالمنطقة، قمنا بدراسة المقترح من جوانبه المختلفة، وبدأنا فعلياً في تنفيذ المشروع الذي تم تجهيزه على الطراز التراثي لمنطقة القصيم، ويكون بذلك أول منتجع ريفي مكتمل الخدمات في المملكة، وقد بدأنا العمل بحدٍ كبير، حيث أصرت إدارة المشروع على أن يكون جميع العاملين في المنتجع من المواطنين السعوديين، ولأن المشروع يتبع لمؤسسة خيرية، كان تركيزنا في التوظيف على فئات المجتمع المحتاجة، وقمنا بذلك من خلال التعاون مع الجمعيات الخيرية في المنطقة.
وأضاف: «لقد أدركنا منذ البداية أن المشروع كتجربة رائدة في مجال الاستثمارات بالنزل الريفية، أن نجاحه سيفتح مجالات اقتصادية أخرى في مشاريع النخيل بالمنطقة وغيرها من مناطق المملكة، وأن نجاحه سيكون نواة لانطلاق مشاريع مشابهة في مناطق المملكة، ولذلك حرصنا في تصميم المنتجع على أن يعبر عن الخصوصية التراثية، التي تتميز بها منطقة القصيم، فتجد ديكوراته كلها تقوم على أفكار تراثية، حيث تتزين جدرانه بالمقتنيات الشعبية، وتتربع في أركانه المباخر والجرار القديمة، وتكتسي أرضياته بالبسط والحصر، ليوفر المنتجع في مجمله جواً من عبق الماضي وجمالاً من طبيعة الحاضر، والحمد لله أصبح المنتجع بشهادة الكثيرين، وفي مقدمتهم الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مشروعاً سياحياً رائداً في دعم السياحة الريفية، التي تعتبر رافداً اقتصادياً جديداً من روافد الاقتصاد السياحي الوطني، ويعد المنتجع الآن تجربة ناجحة في مجال «النزل الريفية» بالمملكة، وقد شرفنا بزيارة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة، الذي تجول داخل أروقة المنتجع، وتعرف على أبرز ما يحويه من مرافق وخدمات يقدمها للنزلاء والسياح، وقد أبدى سموه إعجابه بما يقدمه المنتجع من خدمات، وأشاد بمبادرتنا في دعم السياحة الوطنية من خلال إقامة هذا المنتجع المميز في فكرته وموقعه والخدمات التي يقدمها، كما أعرب عن تقديره الكبير لاعتماد المنتجع على الكوادر السعودية في مرافقه المختلفة، وفتحه المجال للأسر المنتجة للاستفادة المالية من خلال المشاركة في خدمات وأنشطة المنتجع.
وأضاف: «يستقبل المنتجع العديد من الوفود الرسمية والأجنبية، التي تزور المنطقة بشكل مستمر، ومن أبرز نتائجه إلى جانب مساهمته في تنشيط السياحة الريفية أنه وفر الكثير من فرص العمل، ليس فقط على مستوى كوادره الوظيفية، بل على مستوى الأسر المنتجة والتسويق للاستثمار الريفي، وتشجيع التنوع في الاستثمارات السياحية، خاصة أن هذا المشروع يعتبر نموذجاً يمكن أن يحتذى به في مشاريع التنمية السياحية الشاملة للمناطق الريفية والزراعية».