أكد فريق بحثي في دراسة علمية حديثة أن الجهد وضغط العمل والاغتراب تزيد من معدل الإصابة بالاكتئاب والتوتر لدى مقدمي الرعاية الصحية.
وأجريت الدراسة العلمية الحديثة في المملكة من قبل فريق بحثي يتقدمه الدكتور عباس المطير، وذلك لتقييم الصحة العقلية لمقدمي الرعاية الصحية بما في ذلك القلق والاكتئاب والسيطرة السلوكية، وشارك بالدراسة 614 من مقدمي الرعاية الصحية السعوديين وغير السعوديين وشملت الطواقم الصحية العاملين بمستشفيات حكومية واخرى اهلية لأربعة وعشرين مدينة بالمملكة.
وبينت الدراسة أن نسبة كبيرة من مقدمي الرعاية الصحية يعانون معدلات عالية نسبيا مقارنة بالمعدلات الدولية من القلق والاكتئاب والسيطرة السلوكية مستخدمة مقياس الصحة النفسية (MHI) للوصول لهذه النتائج.
وكشفت الدراسة أن معدل الاكتئاب لدى الإناث أعلى منه لدى الذكور لافتة إلى أن غير السعوديين يعانون أكثر من نظرائهم السعوديين من القلق والاكتئاب. كما وجدت الدراسة ان الأطباء كانوا الأكثر ايجابا من حيث قلة معدلات الضغوط النفسية والقلق والاكتئاب مقارنة ببقية مقدمي الرعاية الصحية.
وأشار الباحث والدكتور عباس المطير وفريقه البحثي إلى أن نتائج الدراسة تعود الى كون العمل في القطاع الصحي مجهدا ومسببا لكثير من الضغوط النفسية مضيفا أن مقدمي الرعاية الصحية يتعاملون مع حياة مرضى وأي خطأ وان كان بسيطا ربما كانت له نتائج وخيمة، وأن المعدلات العالية من القلق والتوتر والاكتئاب لدى مقدمي الرعاية الصحية قد تكون نتيجة ارتفاع معدل تدفق المرضى للمستشفيات والذي يصل في بعض مستشفياتنا الى 100%، بالاضافة إلى مخاطر التعرض للعدوى، والاجهاد المتزايد نظير العمل لساعات طويلة قد تصل الى 24 ساعة متواصلة او اكثر ونظام المناوبات ونقص الموظفين ومحدودية الموارد وغياب الرضا الوظيفي او تذبذبه.
وأكد على أن النساء في هذه الدراسة أكثر عرضة للضغوط النفسية والقلق والاكتئاب والتي تصل للضعف أو حتى ثلاثة أضعاف كما تشير له هذه الدراسة ودراسات اخرى وذلك بسبب الفروقات النفسية والهرمونية بين الرجل والمرأة.
وأوصى الدكتور المطير في هذه الدراسة بضرورة الالتفات إلى الصحة النفسية للممارسين الصحيين منوها الى أن صحة المرضى مرهونة بصحة مقدميها. وطالب الفريق البحثي بأخذ نتائج هذه الدراسة بعين الاعتبار والتي هي في مرحلة النشر في دورية علمية، وأيضا زيادة عدد الموظفين لتخف بذلك ساعات العمل وتقليل الضغط على الممارس الصحي.
وختم الدكتور المطير حديثه بأن الاغتراب هو احد الاسباب التي تؤدي الى ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب تحديدا لغير السعوديين لبعدهم عن اسرهم، لافتا إلى ان وجود الأسرة والأطفال خارج العمل يقلل من مستويات القلق والضغوط ذات الصلة بالعمل كما تعتبر استراتيجية إيجابية للتعامل مع القلق والضغوط النفسية.