DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

ظاهرة ترامب وقلق الهوية الأمريكية

ظاهرة ترامب وقلق الهوية الأمريكية

ظاهرة ترامب وقلق الهوية الأمريكية
التفسيرات التي تبرر سبب استمرار المرشح الرئاسي عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب في سباق الرئاسة الأمريكية حتى وصل إلى أن يصبح أحد الخيارين المتاحين أمام الناخب الأمريكي كرئيس للبيت الأبيض حتى الآن تبدو غير مقنعة. ترامب بالرغم من غرابة برنامجه الانتخابي الذي يكرر طرحه في مؤتمراته وتجمعاته الانتخابية من قبيل منع استقبال المهاجرين المسلمين من الشرق الأوسط بما يعنيه من إلصاق صفة الإرهاب بهم، ومنع المكسيكيين من دخول الولايات المتحدة لأنهم ينشرون الدعارة والمخدرات، وما قد يمثله فوزه من تهديد لعلاقات أمريكا مع حلفائها الذين هدد بعضهم بما يشبه فرض جباية أموال قسرية، ومناكفة الاتحاد الأوروبي بتشجيع انفصال دوله، برغم ذلك فقد منحه الأمريكيون، ممن اقترعوا لصالحه، من الأصوات ما اذهل به منافسيه في الانتخابات الحزبية فصمد وواصل حتى النهاية ولم يبق بينه وبين الرئاسة سوى عقبة هيلاري كلينتون في بداية نوفمبر القادم. قرأت بعض الإحصائيات عن ماهية الداعمين لدونالد ترامب، لكني لم أجد بها ما يعطيهم صفة أثنية معينة. قد يتفوق فيها البيض عدداً لكن السود ليسوا كارهين لترامب فحتى ورئيس اسود في البيت الأبيض يعانون من المشاكل العنصرية. إحصائيات أخرى تقول انهم ليسوا من حملة الشهادات! لكن لا يبدو الأمر مقنعا ايضاً. يجب البحث عن سبب شعبية ترامب في التغيّر الذي حصل في التركيبة النفس- اجتماعية لدى المواطن الأمريكي. آراء ترامب ليست عنصرية عرقية، هي أقرب للتعصب القومي بصبغة أمريكية. النظر إلى الشعب الأمريكي على أنه مكون من عدة أعراق مهاجرة متعايشة على ارض شاسعة لم يعد يكفي ليمر من خلالها المهاجرون. فذلك الوصف فقد دقته مع الوقت وتقادم الزمن. على مدى ثلاثة قرون تقريباً من عمر الهجرات الأولى بدأ الوضع يأخذ شكلاً من تعمق الهوية أو الأمركة البطيئة لكن الحاسمة. فيكون ذلك الذي قدمت سلالته منذ قرون إلى أمريكا بالضرورة هو أمريكي أكثر من الذي يهاجر الآن. ليس الأمر متعلقاً بالحقوق القانونية فالدستور الأمريكي فريد في حفظه لتلك الحقوق، لكن الأمر يتعلق بالإحساس بالهوية التي تكمن عميقا في الذات دون أن تطالها يد القانون. قد يكون مظهرا من مظاهر قلق الهوية بدأ يصيب أرض الهجرات العظيمة فيبدو ما يطرحه ترامب في العلن يصيب هدفه لدى شريحة لا يستهان بها من الشعب الأمريكي. أخيرا أعتقد أن ترامب في جموحه لا يريد حكم البيت الأبيض. وأنه مستمتع بما يحقق له سباق الرئاسة من ظهور إعلامي وفرصة للنيل من النخب السياسية القديمة الجمهورية والديمقراطية. ترامب الذي رد على شعار منافسته هيلاري كلينتون (لنعيد أمريكا عظيمة) بسؤال «إذا ماذا كنت تصنعين طوال مدة وجودك في الحكومة؟! رد أيضاً على خمسين خبيرا جمهوريا في الأمن القومي قدموا رسالة مفتوحة تحذر من أنه لا يملك الخبرة ولا الشخصية الكاريزمية وسيكون الرئيس الأكثر استهتارا بالأمن القومي رد قائلا: انهم عبارة عن «نخبة واشنطن الفاشلة».