أشارت الهيئة العامة للارصاد وحماية البيئة، الى احتمال هطول امطار خفيفة على اجزاء من وسط المملكة اليوم الجمعة -بإذن الله-، حيث تكون السماء غائمة جزئياً إلى غائمة، وأوضحت الهيئة في تقريرها، ان الاجواء لا تزال مهيأة لتكون سحب رعدية ممطرة، على مناطق نجران وجازان وعسير والباحة، وفي التوقعات ان تمتد إلى مرتفعات منطقة مكة المكرمة، كما تسبق بنشاط في الرياح السطحية في هذه المناطق، كذلك تنشط الرياح المغبرة في مناطق الحدود الشمالية والجوف وحائل وتسبب انخفاضا في مدى الرؤية الأفقية على الطرق البرية والاماكن المكشوفة، وطبقا لمؤشر هيئة الارصاد يطرأ انخفاض نسبي على درجات الحرارة، لتكون في بداية منتصف الاربعينيات المئوية عند ظهيرة اليوم، بمكة المكرمة والمدينة المنورة ومدن الوسطى والشرقية، وتبلغ بداية واواخر الثلاثينيات في بقية المناطق، وتتفاوت معدلات الرطوبة حاليا، فتكون اقل نسبة في الساحل الشرقي علاقة بمؤثر اتجاه الرياح.
من جهتهم، يتوقع خبراء الطقس، استمرار الاجواء حارة في نهاية هذا الاسبوع بجميع مناطق السعودية والخليج، مع بداية مرحلة تراجع سرعة الرياح، بسبب بداية الانحسار التدريجي للمنخفض الموسمي، ومن المحتمل ان تنشط بشكل متفاوت بين وقت وآخر، متقلبة الاتجاهات ومثيرة للأتربة والغبار في بعض المواقع، قبل ان تتحول الى جنوبية خلال الأسبوع المقبل، تؤثر في ارتفاع نسبة الرطوبة بالساحل الشرقي، الذي يؤدي الى الاحساس بدرجة حرارة عالية، في حين يتزامن الاسبوع الاخير من الشهر الجاري، مع دخول موسم «سهيل» الذي يُعرف على انه بداية النهاية لفصل الصيف، متوافقا مع 24 آب أغسطس موعدا تقريبيا، وفقا لمكان الرصد من جهة، وما يستجد في الاحوال الجوية بأسبابها المتعددة، ويؤكد المختصون في علم الظواهر الجوية، ان جميع هذه التنبؤات افتراضية في النسق العام، وبالتالي صعوبة التحديد، مؤكدا لما سوف يحدث في المدى المتوسط والبعيد، باستثناء تقديم رؤية تقريبية قابلة للاختلاف بنسب متفاوتة.
وبحسب الباحث الفلكي المختص في الارصاد الجوية، الدكتور خالد الزعاق، ان موسم سهيل سيحل علينا غدا السبت بإذن الله، وسنلاحظ تغيرات محسوسة ومتوالية في الاجواء، متوقعا ان يكون الطقس حارا في بدايته (13 يوما)، في حين انه يعد مؤشرا على نهاية الصيف الحار اللاهب، وأضاف ان دخول سهيل يتزامن مع انكماش منخفض الهند الموسمي، وينقص تأثيره على منطقة الخليج، ومن ثم تتراجع الرياح الشمالية المثيرة للغبار والأتربة، وتنهض الرياح الجنوبية، التي تمر على مسطحات الخليج المائية، وتحمل معها الرطوبة فتكسر حدة الحر على المناطق الوسطى، أما السواحل فتشتد حمأتها خلال الأيام القادمة، فترتفع درجات الحرارة المحسوسة جسمياً، خاصة في حال هدوء حركة الرياح، ومع أول دخوله يبدأ الصيف يحتضر، فتتذبذب درجات الحرارة بين الشدة والارتخاء، وتكون أشعة الشمس لاسعة، ثم تميل نحو الجنوب، ويزداد اقترابها من خط الأفق يوماً بعد يوم، ما يجعل أشعتها أقل حرارة، وأحيانا تهب فيه الرياح الشمالية الباردة التي تخفف من رياح السموم.
وقال الفلكي الزعاق، ان أول ما يشاهد نجم سهيل في جنوب المملكة، ثم يتبع في بقية المناطق، وظهوره بداية التغير الفصلي، وانتهاء ريح السَموم، ودليل على اعتدال الجو وكسر حدة الحرارة، حيث يطول الليل ويقصر النهار تدريجيا، كما تظهر الغيوم المتوسطة والعالية في المناطق الوسطى والغربية وانحاء متفرقة من المملكة، موضحا ان السبب الرئيس لتغير الطقس للأفضل، هو زيادة ميلان أشعة الشمس كثيراً في موسم سهيل وليس لذات النجم، فهو نجم يبعد عنا مسافة 300 سنة ضوئية، ويقول العامة في دخول موسمه: (إذا طلع سهيل لا تأمن السيل وتلمس التمر بالليل)، ويعني ذلك بداية سقوط الأمطار ولكنها بشكل نادر جداً، فيما تتفق الرؤية على التحول للاجواء الاقل حدة في الحرارة، وعُرف سهيل ايضا بأنه موسم لوفرة الرطب، والنقلة في التحول في المناخ، فتأخذ درجة الحرارة في الانخفاض تدريجياً، وتصاحب ذلك تغييرات طبيعية فيلاحظ اخضرار النباتات الصحراوية، وفي موعده المتكرر في مثل هذه الايام، يفيء الظل بعد أن كان معدوماً خلال فصل الصيف، كما تهب ريح الجنوب الرطبة، فتخفف من لهيب الهواء الساخن.