سافرت لنيويورك حاملة معها آمال العديد من الطلاب الشباب لإحداث تغيير إيجابي في العالم، وإظهار دور شباب السعودية كقادة عالميين، واستطاعت الشابة الأحسائية رزان فرحان العقيل البالغة من العمر 18 عامًا أن تمثل المملكة العربية السعودية كأول سعودية عربية في مؤتمر الأمم المتحدة للشباب ووضع بصماتها في المجلس، والذي يعتبر حلمها الذي اجتهدت لتحقيقه وجعله واقعًا، بعد مشاركاتها في العديد من الفعاليات. السفيرة الجديدة وقبل أن يتم اختيارها في الأمم المتحدة كانت قد أكملت 250 ساعة تطوعية في السعودية، ومئة ساعة في خدمة المجتمع في الولايات المتحدة حتى تم اختيارها لتقوم بمناقشة قرابة 150 قضية عالمية، بالإضافة إلى سبعة عشر هدفًا للطاقة المستدامة.
١٥٠ قضية مختلفة
في البداية، تقول رزان العقيل عن نفسها ونشأتها: «درست في مدرسة الكفاح الأهلية في الأحساء التي أعشقها وأتمنى أن أعود إليها لأستثمر فيها ما تعلمته من سنوات غربتي بعيدا عنها وعن وطني». وأضافت قائلة: «إنني أحب التطوع وأؤمن بمقولة نحن نعيش بما نكسب لكن نحيا بما نعطي»، وبعد مشاركاتي العديدة في مدارس الاحساء خلال دراستي فيها، رعتني المدارس لتمثيل المملكة في المجلس، ومن هنا بدأت الحكاية فسافرت لنيويورك حاملة معي آمال العديد من الطلاب والشباب السعوديين لإحداث تغيير إيجابي في العالم وإظهار دور شباب السعودية كقادة عالميين، فالمجلس يطرح رؤية الأمم المتحدة لسنة ٢٠٣٠ من خلال ١٧ هدفا للتنمية المستدامة تغطي ١٥٠ قضية مختلفة، مثل إنهاء الفقر والجوع، إتاحة التعليم والصحة للجميع، السيطرة على الاحتباس الحراري.
مشكلة الاحتباس الحراري
وأضافت العقيل انها تحدثت خلال المؤتمر عن مشكلة الاحتباس الحراري التي تؤثر على كوكب الأرض بشكل كبير وواضح بسبب الـ Green House Gases. وطرحت المشاكل التي تواجهها السعودية مع ارتفاع درجات الحرارة الواضحة، وأيضاً تناقشت حول سبل نشر الوعي عن هذه المشكلة في المجتمع، ثم تحدثت عن الطاقة التطوعية العظيمة التي تنتشر بشكل واضح في المجتمع السعودي وبين الشباب خاصة، بالإضافة إلى دور الشابات والشباب في التطوع، والفكر الجديد بين أبناء وبنات الوطن، وروح المساواة والاحترام في أي عمل تطوعي، كما تحدثت في اليوم الثاني للمجلس عن سبل بدء شراكة رسمية بين الأمم المتحدة ومنظمات في المملكة لكي نبدأ جدياً بتطبيق برامجهم الشبابية والثقافية في السعودية.
تطبيق أهداف التنمية المستدامة أوضحت العقيل لـ«اليوم» أن أهدافها من المشاركة في المؤتمر هي بروز دور شباب السعودية كقادة دوليين، وأيضاً أكبر هدف هو بدء تطبيق أهداف التنمية المستدامة في السعودية، قائلة: «هذا ما تشتغل عليه الآن، وبإذن الله سيكون هناك مشروع مجتمعي شبابي لإنجاز خطة العمل ونشر الوعي عن هذه الأهداف وإحداث هذا التغيير الإيجابي الذي أرى المملكة قادة عالمية فيه».
مبينة أن هذا أول مؤتمر عالمي تشارك به، ولكن بالنسبة للبرامج الدولية، شاركت العام المنصرم في برنامج التبادل الثقافي Kennedy-Lugar Youth Exchange and Study Program كأول أحسائية تمثل السعودية في ولاية نورث كارولينا، خلال البرنامج الذي كانت مدته ١٠ أشهر، وحظيت العقيل بفرصة السكن مع عائلة أمريكية، كما أن الدارسة في مدرسة أمريكية هو الهدف الرئيسي من البرنامج، وذلك لإتاحة الفرصة للشعب الأمريكي للتعرف على المسلمين من حول العالم من خلال التطوع شهرياً وإلقاء خطابات في أماكن مختلفة.
أول سفيرة عربية
وأضافت قائلة: كنت دائماً أنهي خطاباتي بقول «أنا الانعكاس الحقيقي لـ ١.٥ مليار مسلم حول العالم وليس ما تشاهدونه في التلفاز، كما تمكنت من فرصة مقابلة ممثلين نورث كارولينا في الكونجرس الأمريكي، ومحافظ نورث كارولينا، وعمدة مدينتي، ومدير التعليم، ووزير الخارجية عادل الجبير»، مبينة أن تمثيلها للمملكة في المجلس كان ولا يزال إنجازا تفتخر به كل يوم. قائلة: كوني مبتعثة في جامعة ليس لديها عدد كبير من السعوديين، فأنا سفيرة لوطني وديني كل يوم، ونحن نعيش بما نكسب لكن نحيا بما نعطي. لذلك سأعطي كل يوم من وقتي ومعرفتي لأفيد وأستفيد.
أيضاً كوني أول سفيرة عربية من ٤٠ سنة لـ ١٨ ألف طالب في الجامعة يتيح لي فرصة مقابلة ناس جدد كل يوم بابتسامة على وجهي لأثبت لنفسي أنني حقاً اثري نفسي كل يوم بكوني سفيرة لوطني و ديني.
وكل الفضل يعود إلى الله ثم لوالدي الإعلامي فرحان العقيل - رحمه الله- كان يأخذني معه لاجتماعات صحفية ومؤتمرات محلية، كان بطلي الذي حلمت يومياً بالوصول لنجاحه. كان دائماً يقول: «كلنا صناع للنجاح» وهذا سبب حبي للعمل الجماعي والتطوعي. كان يحب الأحساء جداً، وهذا سبب تعلقي بمدينتي وفخري الدائم لكوني إحدى بناتها. أمي ما زالت تدعمني من على بُعد ٧ الآف ميل، تبعد عني مسافة محيط وقارتين، لكنها دائماً تدعم أفكاري التي غالباً ما تكون «جديدة» لكن ها أنا هنا الآن، في طريقي لإحداث تغيير إيجابي عالمي مع شباب من الأحساء والعالم.
تمثيل الآلاف من الفتيات والشبان بالمملكة
وأعربت عن افتخارها بتمثيل الآلاف من الفتيات والشبان في السعودية. وقالت: أحلم بمستقبل يشارك فيه أفراد المجتمع إيجابا وبوعي، لذلك فالبدء بالشراكة مع الأمم المتحدة هو خطوة فقط بالتأكيد».
وعلقت رزان عن مشاركتها في هذا المؤتمر الدولي عبر مدوّنتها الخاصة على الإنترنت بقولها إن هذه المشاركة تعتبر إنجازا كبيرا، ليس لي فقط ولكن لكل الشباب والشابات في بلدي السعودية وكل الشبان حول العالم. أنا مؤمنة بأننا يمكن أن نصنع الفرق في هذا العالم.
وقالت العقيل إن هدفي الآن هو إقامة شراكات بين الأمم المتحدة والشركات والجمعيات والمدارس في السعودية لاختبار مدى فعالية ونجاح النتائج التي تم الوصول إليها في المؤتمر، فهذه الجهود التي يبذلها شباب اليوم موجهة إلى شباب المستقبل.
وكانت قد طرحت من خلال كلمتها بالمؤتمر موضوع طاقة العمل التطوعي في بلادها، وطرق تنمية وتطوير هذا النوع من العمل المجتمعي الذي يعود بالنفع على كافة أفراد المجتمع. وأثناء دراستها في الجامعة أظهرت شغفا في مجال العمل التطوعي حيث تفوقت على زملائها بالجامعة محققة أكبر عدد ساعات تطوعية. هذا بالإضافة إلى حصولها على عضوية برنامج سفراء الجامعة لتكون بذلك أول مبتعثة من السعودية تشارك في مثل هذا البرنامج.
رزان العقيل ترفع شعار المملكة في الولايات المتحدة
مقابلة رزان مع عبدالله المعلمي مندوب المملكة بالأمم المتحدة
رزان العقيل