منتخبنا الوطني تخطى التصفيات المزدوجة بخطى ثابتة، وأصبح لديه تكتيك فني وثبات في التشكيل للمباراة قبل مواجهة المنتخب التايلاندي اليوم الخميس على استاد الملك فهد الدولي بالرياض، وهي التي يخوضها منتخبنا تحت القيادة الفنية للهولندي فان مارفيك، الذي عرف كيف يوظف امكانات اللاعبين داخل الملعب، ليس هذا فحسب، بل زرع الحماس والقتالية بصفوف اللاعبين، وهذا ما لاحظناه في مباريات التصفيات الاولية.
باعتقادي ان المنتخب السعودي أصبح قادراً الآن على استعادة كبريائه على الساحتين القارية والعالمية، شريطة الاستمرار على نفس النهج، والتفاف الجميع حوله، فالمفترض في الوقت الحالي ان يجني اخضرنا السعودي ثمار عمل الاندية، كما يحدث في مختلف دول العالم، لا ان نشتته بالانتماءات لها.
الاخضر بات يقدم الكرة الحديثة الشاملة، المبنية على التوازن الدفاعي والهجومي، وهذا ما كان ينقصنا في الفترة الاخيرة، خصوصاً أن الامكانات الفنية متوفرة لدى لاعبينا، لكنهم كانوا بحاجة لمدرب يوظف تلك الامكانات بالشكل الصحيح.
الفترة الحالية تحتاج منا الى وقفة صادقة حول منتخبنا، لا سيما من وسائل الاعلام والابتعاد عن التعصب على حساب المنتخب، فالمفترض ان يكون حب المنتخب مقدماً على الولاء والانتماء للاندية، كما ان الجمهور هو الآخر مطالب بالحضور وملء المدرجات وعدم ترك المقاعد شاغرة، فالحضور الجماهيري مهم جداً في هذا الوقت اعتبارا من مباراة اليوم؛ لكي يشعر اللاعبون أن هناك جمهورا خلفهم مساندا لهم، فاللاعبون ينتظرون منا التشجيع ونحن ننتظر منهم الفوز لإسعادنا.
نريد ان يستمر المنتخب السعودي في مرحلة البناء التي هو عليها الآن، فالمنتخب اذا استعاد توهجه الكامل سيبقى على تلك الحالة، وسيتزعم القارة من جديد لفترة ليست بالقصيرة.
يقول المثل: «اضرب الضعيف يخاف منك القوي». هذا الاسلوب المفروض ان يتبعه الاخضر لإعادة هيبته المفقودة.
منذ كأس آسيا 2007م الذي وصل فيه الأخضر للنهائي أمام العراق وخسره بهدف نظيف، لم أشاهد منتخبنا يقدم كرة ممتعة بعد ذلك.
مرت علينا فترة طويلة، لم نذق فيها طعم الفرحة ولم نشاهد كرتنا الجميلة التي تعودنا على مشاهدتها من المنتخب السعودي على مدار ثلاثة عقود.
قد تكون التصفيات الحالية تعيد لنا بعض بصيص الامل، بعد أن أصبح الوضع الآن مغايرا لما كان عليه بعد التغيير الكامل في الجهازين الفني والإداري، وسيكون للأخضر شأن آخر بتكاتف الجميع.