انتقد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا، الخميس، «إستراتيجية» إخلاء مدن محاصرة في سوريا على غرار داريا، المعقل السابق للفصائل المقاتلة في ريف دمشق، والتي كانت خاضعة لحصار استمر أربع سنوات. في المقابل، حققت فصائل معارضة تقدما سريعا في محافظة حماة وسط سوريا، بالسيطرة على عدة قرى، فيما قتل ضابط يتبع للنظام في المعارك بريف حماة الشمالي.
وأشار ستافان دي ميستورا إلى أن محادثات بين مسؤولين أمريكيين وروس كبار تهدف إلى التوصل لاتفاق واسع لوقف إطلاق النار في سوريا من المرجح أن تستمر حتى مطلع الأسبوع مع اشتداد حدة الصراع.
وأعلن دي ميستورا للصحافيين في ختام اجتماع لمجموعة العمل حول المساعدات الإنسانية الى سوريا في جنيف: أشارككم مخاوفكم إزاء حقيقة أنه بعد داريا، هناك مخاطر بحصول اكثر من داريا ويمكن أن تكون هذه استراتيجية أحد الأطراف حاليا .
من جانبه، قال يان إيجلاند مستشار دي ميستورا للشؤون الإنسانية، إن الأمل لا يزال قائما في التوصل إلى هدنة مدتها 48 ساعة في مدينة حلب شمال سوريا للسماح بتوصيل المساعدات.
إلى ذلك، ذكر المبعوث الأممي، أنه يعتزم طرح مبادرة سياسية جديدة لإطلاع الجمعية العامة للأمم المتحدة على تطورات الصراع في وقت لاحق هذا الشهر دون أن يذكر تفاصيل. وذلك مع تبدد الآمال في استئناف محادثات السلام بنهاية أغسطس.
من جهتها، قالت عضو في الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية في محادثات السلام، إن المعارضة تعتزم الكشف عن خططها للانتقال السياسي في البلاد للمساعدة في إنهاء الحرب وذلك خلال اجتماع لوزراء في لندن الأسبوع المقبل. وقالت هند قبوات: إن وفد المعارضة سيعطي رؤية تفصيلية لسوريا في المستقبل. وأضافت إن ذلك يشمل تشكيل هيئة حكم انتقالي لها سلطات تنفيذية كاملة.
وقالت قبوات: إن المعارضة ستضغط على وزراء الخارجية في لندن لاتخاذ الخطوات المطلوبة لاستعادة العملية الدبلوماسية ومحاسبة نظام الأسد على استخدام أسلحة كيماوية. مشيرة إلى أن المجتمع الدولي خذل المدنيين السوريين مؤخرا في حلب وداريا والمعضمية .
في المقابل، ذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن الوزير سيرغي لافروف بحث التعاون في سوريا مع نظيره الأمريكي جون كيري في اتصال هاتفي الخميس، فيما تبدو قمة مجموعة العشرين التي تبدأ الأحد في «هانغتشو» الصينية، كاجتماع الفرصة الأخيرة بين الرئيسين الروسي ، والأمريكي للتوصل إلى اتفاق حول سوريا قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
المعارضة تتقدم في حماة على حساب النظام
حققت فصائل معارضة تقدما سريعا في محافظة حماة وسط سوريا، وسيطرت على قرى عدة على حساب قوات الأسد، التي تحتفظ بسيطرتها على معظم المحافظة، حسبما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، فيما قتل ضابط يتبع للنظام في المعارك بريف حماة الشمالي.
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) قتل اللواء علي خلوف قائد اللواء 87، الخميس في المعارك التي شهدها ريف حماة الشمالي بين قوات وميليشيات الأسد ومسلحي المعارضة في معركة قرية معردس جنوب بلدة صوران شمال مدينة حماة.
وسيطرت فصائل المعارضة السورية على كتيبة الصواريخ شمال شرق بلدة معردس بريف حماة الشمالي، بالتزامن مع التمهيد لاقتحام جبل زين العابدين الاستراتيجي.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: إن فصائل معارضة بينها جيش العزة وأخرى متشددة بينها تنظيم جند الأقصى، سيطرت خلال 3 أيام على 13 قرية وبلدة في ريف حماة الشمالي، بينها حلفايا وطيبة الإمام وصوران. وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.
وبحسب المرصد، باتت الفصائل على بعد 10 كيلومترات عن المطار الواقع في ريف حماة الغربي، الذي شهد، أمس، قصفا بصواريخ «غراد». بتنفيذ طائرات حربية منذ صباح أمس غارات كثيفة على المناطق التي تمكنت الفصائل من السيطرة عليها، وتسببت هذه الغارات بمقتل 25 مدنيا على الأقل.
تركيا تزيل ألغام داعش من جرابلس
من جهة أخرى، واصلت القوات التركية، الخميس، إزالة الألغام والشراك الخداعية التي تركها تنظيم داعش في جرابلس، في الأثناء ذكرت وكالة إدارة الكوارث التركية «أفاد» الخميس أنها بدأت العمل لإيصال مساعدات إلى بلدة جرابلس الحدودية السورية، حيث أجبر مقاتلون سوريون بدعم من دبابات وقوات خاصة تركية مقاتلي تنظيم داعش على الانسحاب الأسبوع الماضي.
على صعيد آخر، دعا جيرنوت إيرلر منسق الشؤون الروسية بالحكومة الألمانية الأمم المتحدة أمس الخميس،في مقابلة مع صحيفة نوي أوسنابوكر تسايتونج، إلى السعي لفرض عقوبات على نظام الأسد بسبب هجومين بغاز الكلور على مدنيين، وذلك رغم تهديد روسيا باستخدام الفيتو لمنع هذا الإجراء. وأضاف إيرلر وهو عضو بالحزب الديمقراطي الاشتراكي الشريك الأصغر في ائتلاف المستشارة أنجيلا ميركل «من الواضح أن موسكو مهتمة بأن ينظر إليها باعتبارها صديقة لنظام الأسد الإجرامي أكثر من اهتمامها بالمشاركة في الإجراءات والعقوبات للرد على انتهاك يستفز المعاهدات».