##٥٠ مليار دولار حجم التبادل التجاري بين البلدين##
اكد اقتصاديون أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى اليابان تأتي ضمن تعزيز وتثبيت البنية الاقتصادية للمملكة من خلال التوسع في الاستثمار في قطاع النفط ومشتقاته داخل الصين، كون اليابان احد اكبر الأسواق للنفط السعودي ومستهلك كبير للنفط عالميا , إضافة إلى تعزيز وترسيخ الاستثمار في الأسواق اليابانية.
وأوضحوا في حديثهم لـ " اليوم " بان الزيارة لها أهمية كبرى لما يمثله البلدين من ثقل سياسي واقتصادي وعسكري في العالم , مشيرين الى تفعيل دور رجال الأعمال في تبادل الزيارات من أجل طرح فرص استثمارية ناجعة بتحقيق مصالح اقتصادية، ولاسيما ان المملكة تعتبر الشريك الأول لليابان في الاستيراد بحجم كبير وفعال .
في البداية قال أستاذ الاقتصاد في جامعة الفيصل , كلية الأمير سلطان للإدارة بجدة الدكتور عبدالباري علي النويهي : " لا شك إن زيارة سيدي ولي ولي العهد إلى اليابان لها أهمية كبرى لما يمثله البلدين أولاً من ثقل اقتصادي في عالم اليوم. وتأتي هذه الزيارة لسموه الكريم حفظه الله لتعزيز العلاقات بين البلدين والتي تشهد نمواً ملحوظاً في المجالات كافة وخاصة في المجال الاقتصادي حيث يصل حجم التبادل التجاري بين البلدين ما يربو عن ٥٠ مليار دولار , ومن المتوقع أن تشهد هذه الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات بين البلدين الصديقين " .
وأضاف " النويهي " : " تعتبر المملكة العربية السعودية المصّدر الرئيس للنفط ومشتقاته لليابان الأمر الذي ستسهم هذه الزيارة في ترسيخه واستمراره , كما أن رؤية السعودية ٢٠٣٠ وبرنامج التحول الوطني الخاص بها ٢٠٢٠ سيشكلان محاور أساسية في زيارة سموه الكريم , ومن المتوقع في هذا الإطار أن يلتقي سموه الكريم بالعديد من كبرى الشركات اليابانية وكبار رجال الأعمال لشرح ما توفره حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين من فرص استثمارية جاذبة في بيئة آمنه تشجع كل مستثمر يرغب في اقتناص الفرص التي يمكن أن تحقق له العديد من العوائد المادية وغيرها , ويجب أن لا ننسى أن هنالك عدداً من الشركات اليابانية تعمل في السوق السعودي في عدد من المشاريع ولها العديد من الشراكات التجارية مع الشركات ورجال الأعمال في المملكة " .
وأشار " النويهي " إلى زيارة سمو ولي ولي العهد لليابان ستسهم في جذب المزيد من الشركات اليابانية إلى السوق السعودي وخاصة في مجال الصناعة ونقل التقنية وفي مجال إعداد وتدريب وتأهيل الموارد البشرية والتي تمثل اهم أهداف رؤية السعودية ٢٠٣٠ وبرنامج التحول ٢٠٢٠ واللذان أطلقتهما حكومة خادم الحرمين الشريفين لتحقيق التنوع الاقتصادي المطلوب.
من جهتها قالت أستاذ حوكمة الشركات والاستثمار المساعد في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة سهى محمود علاوي : " أن ما وصلت إليه المملكة العربية السعودية من مكانة عالية بين الأمم تشهد عليها علاقاتها الدولية المتميزة، بخاصة مع الدول الصديقة مثل اليابان، إنما جاء بفضل جهود خادم الحرمين الشريفين، الذي أرسى دعائم هذه العلاقات , وزيارة ولي ولي العهد وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لليابان تسعى لتوقيع اتفاقيات استثمارية مع الأجهزة المختصة في اليابان , بالإضافة إلى بحث تعزيز العلاقة بين البلدين وسبل دعمها، وبحث المستجدات والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية. ، حيث يتوقع أن تشهد الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية، خاصة في المجال الاقتصادي والتنموي والتعليم " .
وأضافت " علاوي " : " من المعروف إن اليابان أصبحت شريك مهم للسعودية ،حيث إن الشركات اليابانية دخلت إلى السوق السعودية من خلال مشاريع البنية التحتية، ومشاريع للاتصالات البرية ومترو القطارات، ومشاريع الطاقة الشمسية، والكهرباء والمياه، والصرف الصحي وغيره , وزيارة ولي العهد السعودي ستسهم بشكل كبير في دفع هذه العلاقات إلى الأمام، ما يعود بالخير على الاقتصاد السعودي , كما تأتي الزيارة لتعزيز سوق اليابان كأحد المستوردين الأساسيين للنفط الخام السعودي حيث من الجدير ذكره أن نسبه النفط الخام السعودي وصلت هذا العام إلى ٤١٪ من استهلاك اليابان , إضافة إلى أن الاستثمارات المشتركة بين البلدين تأتي على المحور الأساسي في مختلف القطاعات وقطاع النفط بشكل خاص وذلك بأنشاء شراكات بين الشركات النفطية الكبرى ومشتقات النفط بين البلدين والاستثمار في الاكتتاب الخاص بأرامكو كأحد أهداف الجولة العالمية التي يقوم بها ولي ولي العهد للدول الكبرى وذات العلاقات النفطية المباشرة والاقتصادات الصناعية المهتمة باستخدام النفط كأحد مصادر الطاقة الرئيسية " .
من جانبه أشاد الدكتور عبدالله المغلوث - عضو لجنة الاستثمار بغرفة الرياض - بأهمية زيارة ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى الصين واليابان في توطيد العلاقات الثنائية التي تربط بين الصين وكذلك اليابان في ظل توجه المملكة في تحقيق رؤية ٢٠٣٠ ، وسعي سموه الكريم شرح هذه الرؤية إلى تلك الدولتين، وما تعالجه هذه الرؤية من كافة القضايا الاقتصادية العالمية، وللمملكة دور بارز في مجموعة العشرين ; لما لها من ثقل اقتصادي وسياسي، وتحظى بتأييد عربي وإسلامي وعالمي.
وأضاف " المغلوث " : " الزيارة تسعى الى تفعيل الاستثمارات بين كل من الصين واليابان وبين المملكة ولاسيما ان انعقاد قمة العشرين في الصين سوف تأكد على قوة التبادل التجاري والصناعي والاستفادة من الخبرات بين البلدين , حيث أن الصين واليابان شركاء رئيسيين للمملكة والصين تستورد اكثر من ٩٠٠ الف برميل نفط يوميا من السعودية وكذلك اليابان "
وأشار " المغلوث " إلى أن هذه الزيارة لتلك الدولتين تسهم من تفعيل دور رجال الأعمال في تبادل الزيارات من أجل طرح فرص استثمارية ناجعة بتحقيق مصالح اقتصادية، ولاسيما أن المملكة تعتبر الشريك الأول للصين واليابان في الاستيراد من تلك الدولتين بحجم كبير وفعال , وإن المملكة بزيارة سمو الأمير محمد بن سلمان هناك ستسهم في فتح قنوات استثمارية ناجحة لتنمية الصادرات السعودية من البترول والبتروكيماوية والمنتجات الأخرى التي تتميز بها المملكة , بالإضافة لإيجاد شركات صينية ويابانية في مشاريع لدى المملكة في العلوم والتقنية العالية والملاحة بالأقمار الصناعية والطاقة البديلة , لافتاً إلى إن زيارة سموه لهاتين الدولتين تعطي انطباع خاص بمدى الأهمية وما تُكنه تلك الدولتين من احترام متبادل للمملكة.
فيما قال أستاذ الاقتصاد والمحلل المالي الدكتور طارق كوشك : " أن أي اتفاق في زيارة ولي العهد للشرق يؤدي إلى أنشاء مصانع داخل المملكة سيعود بالنفع على البلد والمواطن , حيث أن المملكة بحاجة إلى جلب استثمارات خارجية نوعية بفتح مصانع وإيجاد فرص عمل حقيقية و متى ما توفرت في المستثمر الأجنبي سيكون إضافة للاقتصاد المملكة .