لقيت تصريحات مرشد إيران استنكارا واسعا في العالم الإسلامي؛ لمحاولتها تسييس الحج، بعد أن استمرأ نظام الملالي فعل ذلك في كل موسم دون مراعاة لقدسية الشعيرة التي يؤديها ملايين المسلمين استجابة لأمر الله من كل فج عميق، ووجدت محاولات النظام الطائفي الإرهابي -لتحويل الحج عن كونه طاعة وموسما للتطهر الى موسم للفتن والبلبلة السياسية والمذهبية المقيتة- استهجانا واسعا في كل دول العالم الإسلامي.
ووقفت المملكة بحزم ضد مخططات إيران الرامية لتسييس الحج وبث الفوضى والاضطرابات والفتن في الموسم الذي يجمع المسلمين في الديار المقدسة، برفضها القاطع لمحاولات نظام الولي الفقيه في طهران فرض شروط سياسية وإدخال مراسم وطقوس وبدع خارجة عن مناسك الحج، وكذلك رفضها مخططات إيرانية من شأنها أن تؤدي إلى إحداث انشقاقات طائفية ومذهبية تعكر صفو الحج وتخدم سياسة تصدير الفوضى الخمينية. ووجد الحزم السعودي إشادة العالم الإسلامي قاطبة.
الجبير يكشف نوايا نظام طهران
وقال وزير الخارجية عادل الجبير إن إيران تحاول تسييس الحج من أجل تحقيق مكاسب سياسية وهو الشيء الذي يرفضه العالم الإسلامي. مشيرا للعزلة التي وجدت طهران نفسها فيها بعد قطع عدد كبير من الدول علاقتها بنظامها الإرهابي.
وشدد الجبير عند لقائه بالصحفيين والإعلاميين بمقر سفارة المملكة في لندن: إن بيان قمة منظمة التعاون الإسلامي الذي انعقد في اسطنبول في إبريل الماضي أدان تدخل إيران في شؤون المنطقة ودعمها للمنظمات الإرهابية، إضافة لإدانته ما يسمى حزب الله، واستخدام إيران للطائفية، وهو البيان الذي صوتت عليه أكثر من خمسين دولة، وهذا ما يوضح عزلة إيران في المنطقة، وأشار الجبير إلى أن كثيرا من الدول قامت بقطع علاقتها مع إيران مثل الصومال والسودان وجيبوتي وغيرها من الدول، مبينا أن هذا يعطي رسالة واضحة لإيران بأن تتوقف عن تصرفاتها.
وأضاف وزير الخارجية: «إيران تحاول تسييس الحج من أجل تحقيق مكاسب سياسية وهو الشيء الذي يرفضه العالم الإسلامي، مشيرا إلى رفض طهران توقيع اتفاقية الحج رغم التسهيلات التي قدمتها حكومة المملكة، مما أضاع على الحجاج الإيرانيين حج هذا العام»، موضحا أن ذلك بإمكانه أن يثير مشاكل لمن ينوي الحج من الإيرانيين في الأعوام القادمة.
إيران هي التي صعدت لهجتها العدائية تجاه المملكة
وعلى صعيد العلاقات السعودية الإيرانية، أكد الجبير أن المملكة العربية السعودية لم تغتل دبلوماسيين إيرانيين، ولم تقتحم أيا من سفارات طهران، ولم تهرب الأسلحة إلى داخل إيران لدعم الأقليات، وشدد على أن الرياض لم تتدخل في شؤون دول الجوار ولم تدفع بالطائفية.
وأبدى وزير الخارجية استهجانه للتصعيد الإيراني تجاه السعودية، وقال: مع توقيع طهران للاتفاق النووي، صعدت إيران من لهجتها العدائية، وخير مثال ما نراه في لبنان وسوريا واليمن والبحرين، إضافة إلى تهريبها الأسلحة إلى داخل المملكة والكويت. وأوضح أنه لا يوجد دليل واحد يشير إلى علاقة المملكة بالإرهاب أو دعمه رغم ما يشاع من مزاعم. وشدد وزير الخارجية على ان إيران تدعم الإرهاب وتدعم تنظيم القاعدة، متسائلاً: لماذا لا تهاجم الجماعات الإرهابية مثل «داعش» و«القاعدة» إيران..؟ وأشار الجبير إلى الأوراق التي حصلت عليها أمريكا بعد مقتل أسامة بن لادن، وهل فيها ما يوجه أصابع إتهام إلى إيران..! وأضاف: إن وجود قيادات القاعدة في إيران وعدم تسليم إيران لهم يدل على علاقتها بالتنظيم.
وذكر الجبير الحضور من الإعلاميين بأن السجل الإيراني يحفل بضلوعها في تنفيذ هجمات في أوروبا وآسيا وأفريقيا، وحتى أمريكا اللاتينية. وقام نظام طهران بقتل الجنود الأمريكيين والبريطانيين في العراق، كما أن طهران استمرت في خرق جميع القوانين الدولية.
وتطرق وزير الخارجية للشأن العراقي، وقال: إن مشكلة العراق هي إيران وتدخلها في الشؤون العراقية وإدارة الميليشيات الشيعية المسؤولة عن كثير من المجازر التي وقعت في العراق، مما أدى بدوره إلى تصاعد الصراع الطائفي وهو ما أتاح المجال لتنظيم «داعش» الإرهابي في التنامى. وأضاف: إن التحاق كثير من أهل السنة بالتنظيم بسبب المجازر التي ارتكبت في الفلوجة وغيرها، مشيرا إلى أن عدم السيطرة على هذا الانشقاق الطائفي الذي تتزعمه إيران سيؤدي لتفاقم القضية العراقية وعدم حلها.
أهل السنة بجنوب آسيا يتضامنون مع السعودية
وفي السياق، أعرب الاتحاد العالمي لجماعات أهل السنة في دول جنوب آسيا عن شجبه واستنكاره الشديد لما صدر عن المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي من افتراءات وادعاءات باطلة ضد الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لضيوف الرحمن وعنايتها بالحرمين الشريفين.
وقال رئيس الاتحاد العالمي لجماعات أهل السنة في دول جنوب آسيا رئيس جمعية أهل الحديث المركزية في باكستان عضو مجلس الشيوخ الباكستاني السيناتور ساجد مير: إن ما صدر عن خامنئي ليس أكثر من محاولة إيرانية جديدة لتصفية حسابات سياسية، ومحاولة بائسة لتسييس فريضة الحج، ومحاولة لاستغلال ذلك للإساءة إلى الحجاج والمسلمين والمملكة العربية السعودية.
وأكد في بيان صدر أمس أن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يعترفون بجهود المملكة الكبيرة والمساعي الحثيثة التي تبذلها قيادة وحكومة وشعبا، من أجل تنظيم شعيرة الحج وتسهيل أداء شعائره وخدمة ضيوف الرحمن والعناية الخاصة بالمشاعر المقدسة وتنظيم وتقديم خدمات متميزة لراحة الحجاج والمعتمرين وزوار بيت الله الحرام، وخدمتها للإسلام والمسلمين، وما تقدمه المملكة لا مثيل له في التاريخ.
من جانبه، أدان عضو مجلس الفكر الإسلامي الباكستاني نائب رئيس جمعية أهل الحديث في إقليم بلوشستان الشيخ علي محمد أبو تراب ما صدر عن المرشد الأعلى الإيراني وعده بمثابة التدخل في شؤون بلاد الحرمين الشريفين، وقال: إنه لا يحق لأحد إنكار جهود المملكة العربية السعودية في خدمة ضيوف الرحمن، وأن المسلمين لن يسمحوا لأحد السعي بإثارة الفتن والقلاقل، وبث الخلاف والاختلاف بين أبناء الأمة.
إعلاميون إيرانيون يفندون ادعاءات نظام الملالي
وفند إعلاميون إيرانيون قدموا للحج ادعاءات المرشد، مشيرين إلى أن هذا يأتي ضمن الدعاية الإيرانية المشوهة عن المملكة العربية السعودية. مؤكدين أن المملكة هيأت كل السبل وبذلت كل المساعي مستنفرة مجهوداتها وطاقاتها البشرية من أجل خدمة ضيوف الرحمن باختلاف جنسياتهم ووجهاتهم.
وقال الإعلامي والمحلل السياسي والمتحدث باسم الجبهة الشعبية لبلوشستان والمقيم في لندن رضا حسين بر: لأول مرة آتي للمملكة لأداء الحج وما شاهدته أغناني عن الوصف من رعاية واهتمام بضيوف الرحمن، حيث أجد مختلف الجنسيات دون استثناء يقدمون لأداء حجهم في صورة أبسط ما يقال عنها أنها أخوة الإسلام التي ينبثق منها الترابط والتلاحم لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى.
وانتقد تصريحات خامنئي تجاه المملكة، وقال: إن هذا جزء من الدعاية الإيرانية المشوهة عن هذه البلاد التي يرد عليه فيها التاريخ حيث إنها تستقبل الحجاج وتقدم لهم كل سبل الراحة والاطمئنان والتيسير عليهم لأداء مناسكهم، مستطرداً: لا يعقل أن دولة واحدة تنتقد إدارة الحج، وهذا يدل على تنفيذ سياسات إيرانية تجاه الدول العربية والإسلامية. وأضاف يقول: هذه التهديدات من ضمن خطة إيران للسيطرة على الدول العربية والإسلامية وهي الآن وصلت العراق وسوريا ولبنان.. ويظل دور المملكة سليماً وقوياً بسياستها المحكمة لإفساد هذا المشروع الإيراني.
وأوضح الإعلامي والمقدم في تليفزيون روج كورد والمقيم في فرنسا جمال بوركريم أنه لأول مرة يأتي للمملكة لأداء الحج وما شاهده على أرض الواقع مغاير تماما لما تروجه الدعاية الإيرانية المغرضة عن المملكة العربية السعودية وشعبها، مضيفاً: إن إيران تحاول جاهدة طمس هذه الصورة المشرقة لبلاد الحرمين - حفظها الله - والقادرة بكل أمانة على إدارة الحج بل وتقدم أنموذجاً جلياً مميزاً في التعامل مع الحشود الغفيرة القادمة للحج باختلاف جنسياتهم وطبائعهم وتسيير تحركاتهم بكل سلاسة رافضة كل ما يعكر صفو رحلتهم الإيمانية.
وبين مسؤول المكتب الإعلامي في حركة النضال العربي لتحرير الأحواز والمقيم في الدنمارك يعقوب حر التستري أن إيران عاجزة عن توفير أبسط الأشياء لشعبها. وقال: تصريحات خامنئي الأخيرة هي نوع من التدخل في شؤون الدول الأخرى كما يحدث في العراق وسوريا واليمن وتصدير الثورة التي تزعمها للسيطرة على المنطقة، فلا توجد دولة تمارس «إرهاب الدولة» ضد شعوبها وشعوب المنطقة إلا إِيران التي يدعم نظامها أي تحرك إرهابي، ولكن على الرغم من هذه المحاولات خسرت إيران معركة تسييس الحج وتهديد أمن واستقرار الحجيج من عدة جهات، وغالبية من يعيشون في جغرافية إيران «الأحوازي، الكردي، التركي الأذري، البلوشي» عرفوا أن إيران هي السبب في منعهم لأداء الحج وتضلل الرأي العام بأن المملكة هي وراء منع الحجاج الإيرانيين من أداء الحج.
«كوغر» ومجلس التعاون الخليجي يدعمان المملكة
الى ذلك شدد مجلس العلاقات الخليجية الدولية «كوغر» على أهمية الدور الإسلامي الكبير الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في الدفاع عن القضايا الإسلامية وجمع وحدة المسلمين، وعلى الإمكانات الكبيرة التي تسخرها لخدمة حجاج بيت الله الحرام، ودعا المسلمين جميعا إلى الوقوف وقفة رجل واحد ضد ما يقوم به النظام الإيراني من أعمال ضد الأمتين العربية والإسلامية. وقال رئيس «كوغر» رئيس الجمعية العربية للصحافة وحرية الإعلام الدكتور طارق آل شيخان في تصريح صحفي: من الواضح أن تصدي المملكة العربية السعودية وتصدي المجتمع الخليجي ومؤسساته المدنية لأعمال النظام الإيراني ولأجهزته الإعلامية ولعملائه أفقد النظام الإيراني صوابه، وتمثل ذلك في التحريض والحملات المشبوهة الإعلامية والدينية والسياسية التي يقوم بها وعملاؤه ضد المملكة وسياستها.
في الأثناء، أعربت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن شجبها واستنكارها لما تضمنه البيان الصادر عن مرشد إيران علي خامنئي؛ من اتهامات باطلة ومشينة تجاه المملكة العربية السعودية، وأبدى مجلس التعاون استغرابه مما تضمنه البيان من عبارات غير لائقة وأوصاف مسيئة لا ينبغي أن تصدر من قلب أو لسان أي مسلم، فضلا عن زعيم دولة إسلامية. وأكد البيان على أن دول المجلس تعد ما ورد في بيان خامنئي بشأن الحج تحريضا مكشوف الأهداف، ومحاولة يائسة لتسييس هذه الشعيرة الإسلامية العظمى التي تجمع الشعوب الإسلامية في هذه الأيام المباركة على أرض الحرمين الشريفين.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني: إن العالم الإسلامي يدرك تماماً الجهود الكبيرة والمساعي الحثيثة التي تبذلها المملكة العربية السعودية، قيادة وحكومة وشعباً من أجل تنظيم شعيرة الحج وتسهيل استضافة حجاج بيت الله الحرام وتأمين سلامتهم. وشدد الزياني على أن دول المجلس ترفض الحملة الإعلامية الظالمة والتصريحات المتوالية لكبار المسؤولين الإيرانيين تجاه المملكة ودول المجلس، وتؤكد أن هذه الحملات بما تتضمنه من اتهامات وادعاءات تتنافى تماماً مع قيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو الى الألفة والمحبة والتآخي، وتتعارض مع مبادئ سياسة حسن الجوار ولا تساعد على بناء علاقات بناءة بين الدول الإسلامية.
كما استنكر مجلس علماء باكستان برئاسة الشيخ العلامة طاهر الأشرفي البيان الذي أصدره مرشد ايران علي خامنئي ضد إدارة الحج والحكومة السعودية وتجديده لدعوة تدويل الحجاج.
وقال المجلس في بيان له: لم ينفث خامنئي إلا سما، ولم يتقيأ إلا القيح والصديد على عادته، وأشار المجلس الباكستاني إلى أن القصد من الحج هو أداء عبادة، بينما تحاول إيران تسييسه وتحويله إلى فوضى، وهذا أمر مرفوض تماما. وأوضح المجلس في بيانه أن حديث خامنئي عن وحدة الأمة، لا يناسب دولة تقوم سياستها على التدخلات في الدول المجاورة لها والدول العربية، وزرع الشقاق والنفاق فيها باسم الدين، لافتا إلى أن الدين والوحدة التي تدعو إيران إليها ما هي إلا طائفية نتنة تحرق الأخضر واليابس.
فيما استهجن نائب رئيس المركز الإسلامي في مدينة مرسيليا الفرنسية، ما يشاع عن تقصير المملكة في موسم الحج. وأشاد بسام النعيم ضيف الندوة العالمية للشباب الإسلامي لحج هذا العام بجهود المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين، وما تقدمه من تسهيلات وتجهيزات وتنظيم إلى جانب توفير جميع المتطلبات اللازمة لأداء الفريضة، واستنكر النعيم ما يشاع عن تقصير السعودية في موسم الحج، مؤكدا أن هذا هراء وتدليس ولا أساس له من الصحة، وأن من يتبنى هذا الكلام إما حاقد أو مغرض.
الأزهر يحذر من تسييس الحج ويرفض المحاولات الإيرانية
في غضون ذلك، قال محمد عبدالعاطي، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية فـي جامعة الأزهر، بحسب «أورينت نت»: إن مؤسسة الأزهر في مصر تدرك هذا الخطر بالفعل، وبدأت مشاورات عدة تستهدف حماية المقدسات الإسلامية من أي تدخلات خارجية، كما أن المؤسسة في طريقها لوضع حملة دولية لتصحيح المغالطات الإيرانية.
وأكد أن الحكومات والمؤسسات الفاعلة في العالم الإسلامي عليها أن تتصدى لمثل هذه المؤامرات، فالصمت لم يعد حلا مثاليا.
وكانت هيئة كبار العلماء بالأزهر في مصر أعلنت رفضها لأي محاولات بعض البلدان لتدويل إدارة الحرمين الشريفين، محذرة مما وصفته بـ«تسيّس» الحج واستخدامه في إثارة النعرة الطائفية، مشيرة إلى أنه يمثل «بابا جديدا من أبواب الفتنة» بحسب ما جاء في بيانها السبت الماضي.
وقال بيان الهيئة: تؤكد هيئة كبار العلماء رفضها القاطع دعوات بعض القوى الإقليمية لتدويل إدارة الحرمين الشريفين في الأراضي المقدسة، واستهجانها استخدام أمور الدين والنعرة الطائفية؛ لتحقيق أهداف سياسية، كما أن هذا الطرح الغريب هو باب جديد من أبواب الفتنة يجب إغلاقه.. فالمملكة العربية السعودية هي المختصة بتنظيم أمور الحج دون أيّ تدخل خارجي.
وأضاف البيان أن الهيئة تستنكر هذه الدعوات المقيتة التي تحاول إعادة هذا الطرح إلى الظهور مرة أخرى، بعد أن رفضته الأمة، بعدما أُثير في سبعينيات القرن الماضي، محذرة من الفتن وكافة الأفكار المُغرضة التي تعمل على تفكيك الأمة وهدم بنيانها وتمزيق أوصالها، والتي آخرها ظهور من يعلن عن تشكيل جيش طائفي داخل بعض أقطارنا العربية.
المملكة دائما أبوابها مشرعة لخدمة حجاج بيت الله
من ناحيتها، أحبطت المملكة كل مخططات نظام إيران لتسييس الحج والعمل على بث الفوضى والاضطرابات والفتن خلاله، وتجاوزت المساعي الإيرانية للتشويش على الشعيرة، برفضها القاطع لمحاولات نظام الولي الفقيه فرض شروط سياسية في الشعيرة بإمكانها أن تؤدي إلى انشقاقات طائفية ومذهبية خطيرة، وسعت طهران منذ أيام الخميني إلى إضفاء مراسم وطقوس وبدع خاصة خارجة عن مناسك الحج، أطلقها الخميني وألزم بها الحجّاج الإيرانيين. ولم تألو المملكة من جانبها جهدا في فتح أبوابها مشرعة أمام الإيرانيين القادمين إلى مكة من كل أنحاء العالم، وهي السياسة المعروفة لقيادتها وأهلها. الأمر الذي وجد ترحيبا واسعا من قبل المسلمين في شتى بقاع الأرض، مما أثار غضب المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي شن هجوما غير مسبوق على المملكة الاثنين.
في المقابل، لم يمنع تعنت المرشد ومن معه المواطنين الإيرانيين من تلبية النداء لأداء فريضة الحج بعد الدعوة التي قدمتها لهم المملكة بالقدوم لـ«مكة» عن طريق دولة ثالثة، وبالفعل تنادى المئات منهم بتقديم طلبات لتأشيرة الحج وتمكنوا بالفعل من القدوم من مختلف بلدان العالم لأداء مناسك الفريضة هذا العام.
وظلت المملكة وعلى لسان ولي عهدها الأمير محمد بن نايف، تؤكد على أنها لن تسمح بوقوع ما يخالف شعائر الحج ويعكر أمن وحياة الحجاج وسلامتهم من قبل إيران أو غيرها.
«ميليشيا نصر» تتبع مرجعيتها في إيران
قالت وسائل إعلام لبنانية، الثلاثاء: إن ميليشيات «حزب الله»، المرتبطة بإيران، منعت قياداتها وعناصرها من أداء الحج هذا العام، في خطوة تؤكد سعي طهران وأذرعها الخارجية إلى تسييس فريضة الحج. وفقا لـ«سكاي نيوز عربية». وكشف تلفزيون «الجديد» اللبناني، في تقرير، أن الحزب أصدر لأول مرة قرارا تنظيميا يمنع فيه كوادره من أداء فريضة الحج لهذا الموسم تحت طائلة الفصل بذريعة مخالفة التكليف الشرعي.
وقرار الميليشيا يأتي استجابة لقرار مرجعتيه الدينية والسياسية المتمثلة بما يسمى الولي الفقيه، الذي كان قد منع الإيرانيين من أداء الفريضة.
وكان النظام الإيراني قد منع مايو الماضي، مواطنيه من أداء الحج وذلك بعد أن رفضت طهران توقيع محضر إنهاء ترتيبات الحج مع السعودية.
أما المملكة، التي كانت قدمت حلولا عدة لحث إيران على توقيع المحضر، فقد أكدت إمكان أداء الإيرانيين للحج إذا ما قدموا من دول أخرى، في خطوة تؤكد حرص الرياض على تسهيل أداء الفريضة.
ومحاولة إيران ومرشدها خامنئي لتسييس الحج، لم تجد صداها، على ما يبدو، إلا عند الحزب الذي يرسل مناصريه خارج لبنان للقتال وقتل المدنيين ويحرمهم، في المقابل، من أداء ركن الإسلام الخامس.