أضحت وسائل التواصل الاجتماعي خاصة «الفيس بوك» و«تويتر» الوسيلة المثلى لتواصل المثقفين والشعراء وتبادل التهاني والمناسبات، ولعل مناسبة عيد الأضحى المبارك الذي نعيش ايامه الآن ونحن نرقب ونتابع الحجيج وجهود المملكة والأمن في خدمة ضيوف الرحمن حتى خرج الحج ناجحا مما لفت الانظار، كانت الأكثر بروزا اليومين الماضيين، اذ عجت هذه الوسائل بتبادل التهاني بين المثقفين والمثقفات احيانا بالصورة واحيانا بمقاطع من قصائد. «الجسر الثقافي» التقى بعض المثقفين للحديث حول هذه الظاهرة.
الإبداع والانطلاق
في البداية تتحدث الروائية زينب البحراني عن العيد قائلة : العيد هو اليوم الذي نشعر خلاله أننا سعداء حقا بصرف النظر عن المكان أو الزمان. قد تحتشد أفراح الكون كلها في لحظة أسمع فيها كلمة اطراء لطيفة أو أحظى بمكافأة مالية أو أحظى بفوز شخصي لتغمرني بسعادة لا يحملها يوم العيد التقليدي المُحدد بتوقيت مُعتاد يأتي كل عام.. بالنسبة لي أظن أن الميزة العظمى للعيد هي فترة العطلة القصيرة المرتبطة به، العُطلات هي الأعياد الحقيقية لمُحبي الإبداع والانطلاق.
المُعايدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة لطيفة لتهنئة الأصدقاء والمُتابعين حول العالم، نحن في عصر قفزت فيه أشكال التواصل بين البشر قفزات لم تكن متوقعة، ونتوقع أن تقفز قفزات أخرى في المستقبل.
لحظات قليلة
من جانبه قال الشاعر مصطفى الكحلاوي: العيد هو فرحة لجميع أفراد الأسرة وهو لم الشمل، فالعيد يجعل الناس في حالة من حالات الحب والود وأيضا التكافل الاجتماعي، أما بالنسبة لي فالعيد هو أن أجلس بجوار أبي وأمي واشاركهما البهجة وأن أجلس مع رفاقي واتبادل رسائل التهنئة مع الأهل والأقارب والجيران.
أما بالنسبة للمعايدة على مواقع التواصل الاجتماعي فهي رائعة خاصة أنها قربت المسافات بيننا وبين الأصدقاء ويسرت سبل التواصل في لحظات قليلة.
فأنا حينما أتواصل مع أصدقائي لا أشعر بالبعد أو الغربة، لكنها لا تغني عن صلة الأرحام.
عادة سيئة
فيما يرى الفنان والكاتب محمد غابش: العيد نعمة وراحة للقلوب من عناء الحياة، وتحديدا بهجة للأطفال بكل المعاني الجميلة التي تعلق بذاكرتهم حتى الكبر ومن ثم راحة للنفوس المتعبة من تكاليف الحياة.
أما المعايدة عبر مواقع التواصل فهي للأسف عادة سيئة اكتسبناها مع زمن العولمة الإلكترونية الذي قضى على كل المشاعر الإنسانية الدافئة التي افتقدناها. ونأمل أن يكون التواصل حميميا كما تعودنا في واقعنا الاجتماعي.
الجانب الاجتماعي
ويضيف القاص والباحث محسن سلمان: وسائل التواصل الاجتماعي قربت البعيد، وعرفت بالغريب، وساهمت في مد أواصر المحبة بين مختلف الشعوب، وفي الجانب الاجتماعي ايضا مدت جسور التواصل واصلحت ما افسد الدهر أيام ما قبل عصر التكنولوجيا، لكن لا ينبغي الاعتماد الكلي على وسائل التواصل الاجتماعي ولاسيما مع الأهل والأقارب والأرحام. فهؤلاء ركيزة أساسية للفرد والمثقف. وانا استخدم وسائل التواصل الاجتماعي للسلام والمعايدة سواء الخاص أو العام. أما ذوو القربى فلا اعتقد ان المعايدة تصل عبر هذه الوسائل، وكما حثنا ديننا الحنيف فاني أكون اكثر نشاطا أيام العيد في الزيارات والتواصل مع الأرحام، العيد فرصة للفرح عاصرناه صغارا وكبارا، وهو استراحة المثقف ووقت مستقطع لاستئناف العمل الثقافي الذي يأخذ منا أوقاتا كثيرة.
الميديا الحديثة
فيما يرى الشاعر علي النحوي المعايدة عبر التواصل الاجتماعي بالعيد عبر وسائل التواصل الاجتماعي يبدأ قبل العيد وتتسع دائرته لتمتد لكل نواحي الدنيا ترفدها الميديا الحديثة ومقاطع الشعر والنثر، تلك وسيلة لم نعرفها سوى تحت مظلة التقنية الحديثة التي جعلت أعياد الأمم تتداخل، والناس على اختلاف نحلهم ومللهم تشارك بعضها في الأعياد التي أصبحت تتخذ طابعا أمميا عابرا للحدود.