تابع آلاف من مواطني محافظة الأحساء وزوارها فعاليات مهرجان عيد الأضحى المبارك (عيدية) والذي تنظمه الأمانة بمنتزه الملك عبدالله البيئي وسط تنوع الفعاليات التثقيفية والترفيهية منها مسرح الفعاليات والقرية الشعبية، وفلكلورات شعبية ومتاحف ومعرض الفن التشكيلي، وساعد اعتدال درجات الحرارة في المنتزة بتدفق المزيد من زوار المهرجان الذين انتشروا وسط المسطحات الخضراء وعروض النافورة العالمية التفاعلية.
واكتظت القرية الشعبية بالحضور من مختلف الأعمار والتي تضمنت معرضا للفن التشكيلي بإشراف الفنانة التشكيلية سمر الدوسري، فيما احتضن المعرض مشروع لوحة فنية عن فكرة للتشكيلية الدوسري بمسمى (بصمة وطن) حيث شهد تفاعلا من زوار المعرض للمشاركة، بوضع بصمات أيديهم، ووضع في اليوم الأول من المعرض ما يزيد عن 300 زائر بصماتهم، وكانت أكبرهم زائرة تسعينية وأصغرهم طفلا بعمر ٤ شهور، ومن المتوقع أن يزيد عدد المشاركين باللوحة عن ألف شخص خلال فترة المهرجان.
وقالت الفنانة الدوسري إن فكرة اللوحة هي إنشاء اكبر علم للمملكة مكون من بصمات المشاركين وبالتالي الدخول فيها بمسابقة جينس للارقام القياسية وأنها تنفذ الفكرة بمساعدة زوجها المهندس احمد العلي.
وتضمن المعرض 106 لوحات متعددة الأنماط والمدارس الفنية لـ 33 فنانا وفنانة من الأحساء والمنطقة الشرقية، واشتمل المعرض على عدد من الأعمال الفنية السعودية العالمية والتي تُعرض لأول مرة بالأحساء، وتوسط المعرض الفني 8 تشكيليات من مجموعة فنانات الأحساء يرسمن لوحاتهن مباشرة أمام الجمهور وسط تفاعل كبير من قِبل مرتادي المعرض. وسجلت القرية الشعبية بالمهرجان حضورا مميزا من الزوار والتي اشتملت على العديد من الفعاليات والأركان التي ارتسمت جوانبها التراثية من واقع تاريخ الاحساء الشعبي، حيث استقبلت القرية الزوار بالاهازيج والفنون الشعبية، فيمل تجلس وسط القرية 10 سيدات يعملن بصناعة الخوص، في حين ضمت دكاكين قيصرية القرية على مشاركة الحرف اليدوية بمشاركة برنامج (بارع) للحرف السعودية التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، كما عرض نموذجا للمدرسة الأميرية داخل القرية.
وأكد مشرف الفعاليات بالأمانة زياد المقهوي أن تركيز المهرجان على الجوانب التراثية يأتي تأصيلا لمشوار الأمانة لملف انضمامها الى شبكة المدن المبدعة في مجال الحرف اليدوية والفنون الشعبية كأول مدينه خليجية وثاني مدينة عربية، وتزامنا مع مشاركتنا في مؤتمر (شبكة المدن المبدعة) ضمن 116 مدينة على مستوى العالم، بدولة السويد.
وتعالت أصوات الطبول واحتشد الزوار في مسيرة كرنفالية للمشاركة في «دزة المعرس» والتي قدمتها فرقة السيفة للفنون الشعبية بقيادة سالم المقهوي. كما شاركت فرقة فلة الترفيهية بتقديم العديد من الفعاليات والبرامج للأطفال بفرحة العيد بقيادة عبدالله النوة والمقدم حمد التيسا وفهد الصقر.
وكان لقرية الأطفال دور في اجتذاب الأطفال للمشاركة في الفعاليات المصاحبة لها مستمتعين بالرسم على الوجه ورسوم الحناء إضافة الى المرسم الحر والعاب الذكاء والخفة واستديو عالم فلة لالتقاط الصور التذكارية للأطفال، إضافةً إلى جملة من الألعاب الشبابية الرياضية، ودوري الألعاب الالكترونية وتنس الطاولة والفريرة.
وشاركت أكثر من 25 سيدة بتقديم مختلف الحرف اليدوية لزوار القرية الشعبية بالمنتزه، منهن من برعت بالطبخ وأخرى بالخوص والبعض بالأعمال اليدوية من خياطة وكروشية ومنهن بالخبز، مما أضاف نكهة مميزة على المهرجان فيما تسارعت الفتيات لاقتناء مختلف رسوم الحناء وتزيين كفوفهن بها من خلال الحناية التي تواجدت ضمن الحرفيات احتفالا بالعيد.
زوار يتجولون بأزقة القرية التراثية