حذر مسؤول كبير بالمعارضة المسلحة في حلب من أن وقف إطلاق النار في سوريا «لن يصمد» مع استمرار الضربات الجوية والقصف في بعض المناطق وعدم الوفاء بوعود توصيل المساعدات. فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت إنه يتطلع إلى التزام امريكا بتعهداتها، مشيرا إلى أنه يعتقد أن الهدنة هدف مشترك لموسكو وواشنطن، معرباعن تفاؤله بشأنها مؤكدا التزام بلاده ونظام الأسد بها. في ظل توتر دبلوماسي مع الولايات المتحدة على خلفية الكشف عن تفاصيل الاتفاق وتنفيذه، وبرز التوتر بين الدولتين الراعيتين للهدنة في الغاء اجتماع طارئ لمجلس الامن الدولي الجمعة، قالت موسكو ان سببه رفض واشنطن عرض مضمون الاتفاق بينهما بالكامل.
وأعرب ديفيد سوانسون، مسؤول بمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من أجل سورية، امس عن شعوره بالاحباط ازاء عدم القدرة على إيصال المساعدات المطلوبة بشدة لمدينة حلب.وقال سوانسون « حتى اليوم السبت لم يتم إحراز أي تقدم وهو ما يعد شيئا محبطا للغاية للمجتمع الإنساني «.
قصف لطائرات الأسد
من جانبه، صرح الرئيس الاميركي باراك اوباما انه قلق من ان العناصر الرئيسية في الاتفاق الاميركي الروسي حول سوريا لم تطبق حتى الآن . وقال البيت الابيض ان اوباما بحث مع مجلس الامن القومي الاميركي الثغرات في تطبيق الاتفاق، بعد اسبوع على ابرامه مع روسيا لوقف المعارك وايصال المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة في سوريا. في حين مرت شاحنات من معبر جيلفا جوزو التركي السبت، ولا تزال أخرى تحمل مساعدات موجهة لمدينة حلب -التي يتقاسم السيطرة عليها قوات النظام ومسلحون من المعارضة- عالقة في منطقة مغلقة عقب دخولها من ذات المعبر يوم الثلاثاء الماضي.
ووجهت الأمم المتحدة من جانبها أصابع الاتهام إلى النظام في تعطيل المساعدات من خلال عدم تقديم خطابات تكفل الدخول. في وقت قال فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات حربية هاجمت أو قصفت مواقع للمعارضة في معرة النعمان وسراقب وخان شيخون في إدلب وتيرمعلة بشمالي حمص وسوحا في شرقي حماة أثناء الليل بعد ضربات جوية أخرى في وقت سابق أمس الأول. وأفاد أيضا بقصف واشتباكات بين جيش الأسد والمعارضة في الغوطة الشرقية بشرقي العاصمة، وفي سنيسل وجوالك بشمالي حمص وفي العيس والراموسة بجنوبي حلب وفي ابطع بدرعا. فيما قال الرئيس الروسي، في مؤتمر صحفي على هامش قمة رابطة الدول المستقلة في بشكيك السبت، إن بلاده تلتزم تماما بالاتفاق، و يتوقع ان تكون الولايات المتحدة امينة في تطبيقه، بحسب وكالة انترفاكس الروسية.
واتهمت موسكو نفسها المعارضة المسلحة بخرق الهدنة وقالت إن واشنطن بحاجة إلى فعل المزيد لإلزام المعارضة بشروط الهدنة بما في ذلك الانفصال عن جبهة فتح الشام التي كانت تسمى جبهة النصرة قبل إعلان انفصالها عن تنظيم القاعدة في يوليو.
النظام يماطل
ودخلت سوريا سادس يوم من هدنة هشة يهدد العنف بتقويضها على نحو متزايد بينما يثور جدل بين الأطراف المتنافسة بشأن كيفية توصيل إمدادات الإغاثة.ويعتبر توصيل المساعدات إلى حلب -التي كانت أكبر مدن سوريا قبل تفجر الحرب- اختبارا حاسما للهدنة التي تمت بوساطة أمريكية وروسية قبل أسبوع بهدف إعادة محادثات السلام إلى مسارها. ويُعتقد أن تنازع السيطرة على طريق الكاستيلو في حلب أحد أسباب تأخير توصيل المساعدات.
وتتنازع السيطرة على طريق الكاستيلو قوات الأسد. ووجهت الأمم المتحدة أصابع الاتهام إلى النظام في تعطيل المساعدات من خلال عدم تقديم خطابات تكفل الدخول.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن قافلة الشاحنات الأولى تحمل طحينا (دقيقا) يكفي لأكثر من 150 ألف شخص بينما تحمل القافلة الثانية مواد غذائية تكفي نحو 35 ألف شخص لمدة شهر. ويُعتقد أن نحو 300 ألف شخص يعيشون في شرق حلب بينما يعيش أكثر من مليون في القطاع الغربي الخاضع للنظام. فيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده لن تفصح عن تفاصيل الاتفاق الروسي الأمريكي حول سورية ما لم تلمس الرغبة في ذلك لدى واشنطن.
قادة العالم يبحثون الأزمة
وستتسلط الأضواء على سوريا عندما يجتمع قادة العالم في الأمم المتحدة هذا الأسبوع بينما تحاول الولايات المتحدة وروسيا دعم اتفاق هدنة هشة، ويسعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى زيادة المساعدات للاجئين في العالم.
وقال بان كي مون للصحفيين يوم الأربعاء : «في حين تسبب صراعات كثيرة آلاما شديدة لا يتسبب أي منها في هذا العدد الكبير من القتلى والدمار وانعدام الاستقرار واسع النطاق مثل الحرب المتفاقمة في سوريا، الدول الكبرى التي تملك نفوذا عليها واجب استغلال نفوذها واغتنام أحدث فرصة للبحث عن حل سياسي.»
وقال دبلوماسيون إن أعضاء مجموعة الدعم الدولية لسوريا التي تضم روسيا والولايات المتحدة سيجتمعون على الأرجح على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا رفيع المستوى بشأن سوريا يوم الأربعاء.
وتريد روسيا أن يقر المجلس الاتفاق الذي توصلت إليه مع الولايات المتحدة بشأن وقف إطلاق النار في سوريا خلال الاجتماع لكنها قالت أمس الأول إنها لا ترجح صدور قرار لأن واشنطن لا تريد إطلاع المجلس المؤلف من 15 عضوا على الوثائق التي توضح تفاصيل الاتفاق.
وقال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض أمس الأول إنه يتوقع أن يتركز جانب كبير من المناقشات الأمريكية في الأمم المتحدة.