مقارنة مع المواسم السابقة، فان ملامح هذا الموسم ستكون مختلفة بشكل كبير، فقد خسرت الفرق الكبيرة منذ البداية عدا الاتحاد الذي أتوقع أن يلحق بهم وفق معاناته بالدفاع، فلم تمر مباراة من مبارياته دون ان يسجل فيه، وربما لن نشاهد بطل الدوري هذا الموسم بدون خسارة أو بخسارة واحدة، بل سيكون العدد أكثر من ذلك وسيكون موسما صعباً ليس بسبب قوة الفرق الاخرى بل لتقارب المستويات الفنية بين الفرق جميعها، واعتقد وفق معطيات الجولات السابقة الثلاث فان تحركات الفرق بترتيب سلم الدوري طلوعاً ونزولاً ستكون تحركات متقلبة بدرجة كبيرة. عملية التدوير الكبيرة بين الأندية عن طريق نظام الاعارة للاعبين أو الاستغناء عنهم وفق العدد المحدد والمسموح به لكل فريق ساهمت بشكل كبير جداً في أن تكون الفجوة الفنية صغيرة جدا بين الفرق، وهذا سوف يشجع الفرق التي هي خارج الأربعة الكبار على كسب الثقة والقوة والمواجهة والمنافسة. المنافسة بحد ذاتها مطلب وغاية للجميع، فكلما زادت الأندية المتنافسة على تحقيق البطولات زاد توهج وقوة المنافسة، ولكن الخوف ان يكون التنافس مؤشرا سلبيا اذا ما كانت المستويات ضعيفة وهذا ما لا نتمناه جميعاً. الاتفاق وفق كثيراً بتحقيقه ست نقاط من ثلاث مباريات ذات وزن ثقيل «الأهلي، النصر، الهلال» وهو مؤشر إيجابي كبير لتغير القناعات أو الاعتقادات السابقة، فالتعاقدات الجيدة بعد التوقف ومعاقبة كنو تحسب للإدارة، وتجاوز الهلال بين جماهيره بتلك الروح والثقة العالية للفريق كل ذلك لابد أن ينتهي بعودة مثالية سريعة للاتفاق كمنافس قوي للفرق وهذا غير مرتبط بما سبق رغم صعوبته بل بما هو قادم، فقد تكون أبرز محفزات ما سبق حجم ووزن الفرق الثلاثة وليس الشكل الفني وهذا ما سوف نعرفه في الجولات القادمة. الاستعجال في التقييم وفق نتيجة مباراة لن يكون عادلا ولن يعطي نتائج موضوعية، فالاتفاق عندما فاز على النصر تعرض للخسارة والخروج من كأس ولي العهد من فريق الوطني، وهو مصنف ضمن فرق الدرجة الاولى، والتغني بسامي الجابر بعد الفوز الشبابي الكبير على الأهلي لا يجعل خسارته من الباطن مفاجأة، فالانتظار في هذا الوقت افضل من الاستعجال فالدوري طويل ومطباته كثيرة. الاتفاق سيقابل الباطن الليلة في ملعبه وبين جماهيره، ولاشك فان نتيجة مباراة الهلال ستشكل دافعا كبيرا لكي يحقق الفريق الفوز الليلة ويواصل العودة والاستمرار بالمنافسة، وفي نفس الوقت عليه ان يتذكر خسارته من الوطني بعد فوز النصر. المشكلة ليس باستطاعة احد ان يحدد ما يدفع اللاعبين للفوز بالمباريات اللاحقة هل الفوز السابق أو الخسارة، فنحن لا نستطيع ان نتعرف على نفسيات اللاعبين وما الذي يحركها، فالبعض يتحرك مع الفوز والبعض يتحرك مع الخسارة أي ان التأثيرات الإيجابية والسلبية تتشكل وفق سيكولوجية اللاعبين. الاعلام يسير وفق مكانة حجم وتأثير الفرق الكبيرة (الأربعة الكبار) وهذا منطقي لعدة اعتبارات ليس المجال لذكرها الان، فعندما تحقق الفوز يكون الحديث كيف فازت وعندما تخسر يكون الحديث لماذا خسرت؟ وليس فوز فريق الشباب في عهد اشراف سامي الجابر كما هو في عهد غيره فهناك حسابات اخرى. علينا ان نتذكر جميعاً المقولة المشهورة والتي يرددها الجميع والتي تقول إن الوصول الى القمة سهل ولكن المحافظة عليها صعب، وحتى انتهاء الدور الاول وليس الموسم علينا ان نتذكر ما حدث بالجولة الثالثة من نتائج ومن استطاع ان يبدع ويتفوق على مستوى الفرق واللاعبين خصوصاً اللاعبين العرب المهاجمين الهدافين في الشباب والأهلي والاتحاد في ظل غياب تام للمهاجم الهداف السعودي والى متى سيظل الغياب ومدى تأثير ذلك. كل عام ووطني الكبير بأمن وأمان وإلى الأمام.. فاللهم لك الحمد على ذلك.