منذ رحيل مدرب النصر السابق كارينيو منذ موسمين لم يوفق في التعاقد مع مدرب قادر على تفجير طاقات اللاعبين في الملعب مثلما فعل المدرب الحالي زوران الذي أثبت قدرته على إعادة توهج الفريق بهذه السرعة.
من وجهة نظري أن اللاعب السعودي على وجه التحديد لا يحتاج إلى مدرب يفرض فلسفته التدريبية دون أن يكون هناك داعم نفسي يخاطب بها روح اللاعب ويدعمها بشكل إيجابي حتى ينال ثقة لتفجير طاقاته الكامنة. كانت هذه الميزة لديه فأخذ يتعامل مع عناصر الفريق كأنه واحد منهم. زوران في أقل من شهرين وخلال مباريات قليلة كشف عن أبعاد كثيرة قد لا تكون ظاهرة بشكل أو بآخر، لكن القريب من النادي والمتابع الدقيق يعلم ما الذي يصنعه هذا المدرب أثناء التدريبات، بل حتى التصاريح الإعلامية والمؤتمرات أثبتت أن هذا المدرب ربما يكون ضالة النصر الجديدة، حتى الرضا الجماهيري انعكس على أداء الفريق وأعاد نوعا من الثقة التي افتقدها الجميع بعد كارينيو.
النصر هذا الموسم مختلف كثيرا لا على المستوى ولا على الأداء، بل حتى العمل الإداري بالنادي اختلف عما كان عليه في الموسمين الماضيين، وهذه الإيجابية من وجهة نظري لا تخرج عن ثلاثة أسباب رئيسة أهمها: تواجد الأستاذ عبدالله العمراني كنائب رئيس وتواجد زوران وبروز المحترفين الأجانب. هذه الأسباب كانت سببا في رضا إعلامي وجماهيري كبيرين ما انعكس على الأجواء المحيطة بالنادي، وبالتالي كسب الفريق ثقته في المنافسة بعد أن تراجع الموسم الماضي كثيرا. فرض الباطن احترامه على الجميع من خلال الأداء المبهر الذي أظهره فريق الباطن في دوري جميل رغم قلة خبرته في المنافسات الكبيرة، إلا أنه استطاع بجدارة كسر حاجز الخوف ودخوله في اجواء المسابقة سيساعده في حجز مكانا له في المنطقة الدافئة الذي - بلا شك - هو الهدف الذي تريده ادارة الباطن تحقيقه.