سَفَرٌ إليكَ وأنتَ تَنْحَتُ سُلَّمَا
الآنَ طينُكَ قد تَلَبَّسَ مِعْصَمَا
سَفَرٌ إليكَ وفي اقْتِفَائِكَ آخَرٌ
لـمَّا يَكُنْ ، هَلَّا تُلَقِّنُ مُعْدما؟!
سَفَرٌ على رملٍ وثَمَّةَ كائنٌ
يطفو على رملِ الخلود ليَنْعَمَا
الـمُنْصِتونَ لقهوةٍ في الروحِ تَغْفو عاقروا بشرَ الحقيقة والدُّمَى
هم يَفْطِمُون جلودهم بالصخرِ يا
وطنًا يجوب جلودنا كي يَفْطِمـا
هم مارسوا في الأرضِ ما صَنَعَتْهُ
ذاكرةُ الحياةِ على ابتهالاتِ السَّمَا
هم يَقْتَفون حِمَى البلادِ ، تصيحُ
خارطةٌ هنالك: «إنَّما الوطنُ الحِمَى»
يا أرضُ ، يا تَرْتِيلَةَ الجَدِّ القديمِ
ويا رغيفًا يافعًا لن يَسْأَمَا
سنُفِيقُ من غَفَواتِنا كي نمنحَ
القُبلَاتِ أرضاً ليس يَسْكُنُها الظَّمَا
سنُفِيقُ أخرى، إنَّ أقدامَ
المسافةِ ترتدي وطناً أبى أنْ يُهْزَمَا
سنُفِيقُ ثالثةً ، وتحرسنا الأبُوَّةُ في
ردائِكَ ، يا أباً لن يَهْرَما
وأنا قصيدتُك الشهيَّةُ جئتُ منْ
وعْدِ النخيلِ ، أَهُزُّ تَمْرًا مُغْرَمَا
عيْنَايَ تَقْتَرِحَانِ وحْيَ القمحِ
من عينيْكَ ، تقْتَرِحَانِ ماءً زَمْزَمَا
فَلْتَقْتَرِحْني في نُقُوشِكَ حكمةً
حُبْلَى بِصَخْرِكَ ، واقْتَرِحْني الـمَعْلَمَا
وَطَنٌ وأعني ذلك الحقل الـمُسَيَّج
بالغِلالِ ، بكلِّ غَيْثٍ قد هَمَى
وَطَنٌ وأعني ذلك الجنديّ يَحْرُسُ
قُوتَنَا كي لا نجوعَ ونُظْلَمَا
وَطَنٌ وأعني كل أُمٍّ تَسْتَعيرُ
- مِنَ اشْتِهَاءَاتِ الـمُحَالِ - لها فَمَا
وَطَنٌ ونَصْعَدُ سِدْرَةً أخرى
نُعَانِقُ ما تَنَاثَرَ في الخيالِ ، وما.. وما..
الآن رائِحَةُ التُّرَابِ تَوَزَّعَتْ
كُلَّ الحُفَاةِ وطائِراً قد حَوَّمَا
قال الحُفَاةُ : بِكُلِّ طينٍ سُمْرَةٌ
عَشِقَتْكَ ، عشبٌ ما يزالُ مُتَيَّمَا
يا حِكْمَةَ الأَشْجَارِ تَحْرُسُنا عُذُوقُكِ
في القصيدةِ من عَذَابَاتِ العَمَى
يا أنتَ يا نَقْشَ الأَوَائِلِ في السُّفُوحِ ،
متى نُوَارِي في السُّفُوحِ تَجَهُّمَا؟!
مِنْ نَكْهَةٍ في الوَرْدِ جَاءَ السيِّدُ
الأشْهَى ، على كَفَّيْهِ عِطْرٌ خَيَّمَا
هُوَ جاءَ يَبْتَكِرُ التَّضَارِيسَ التي
تَصْطَادُ في خَلَوَاتِ لَيْلِكَ أَنْجُمَا
هو نُطْفَةُ الإنسانِ ، كانَتْ هَا هُنَا
خُطُوَاتُهُ بَدْءٌ يَلُوحُ لِنَحْلُمَا
وَهُوَ الـمَجَازُ البِكْرُ ، وُجْهَتُنا التي
لَمْ تَكْتَمِلْ بسواه حين تَبَسَّمَا