دان مجلس الأمن الدولي بشدة الهجوم، الذي شنته ميليشيات الحوثي على السفينة الإماراتية قرب باب المندب، السبت الماضي، في وقت استهدف طيران التحالف العربي قصفه بغارات مباشرة مقراً للميليشيات الحوثية في صعدة، ما أدى إلى مقتل عدد من القادة الحوثيين، فيما أسرت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية عدداً من عناصر ميليشيات الحوثي والمخلوع في جبهة صرواح غرب محافظة مأرب، بينهم القياديان حسين المتوكل وأبوجابر أحمد الحوثي، بينما وثقت اللجنة الوطنية اليمنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان عبر فرقها الميدانية العاملة في جميع المحافظات اليمنية 602 انتهاكا بحق المدنيين خلال شهري أغسطس وسبتمبر 2016م.
توثيق 602 انتهاك وأوضحت اللجنة - في بيان لها نشرتهُ وكالة الأنباء اليمنية أمس - أن الانتهاكات وقعت في فترات مختلفة من العامين 2015 و2016 في كافة المحافظات اليمنية. وطبقا للبيان فإن اللجنة وثقت 299 حالة اعتقال، و13 حالة اختفاء قسري، و49 حالة تفجير منازل، و21 حالة تجنيد أطفال، و13 واقعة تهجير قسري وقعت جميعها في: أمانة العاصمة، محافظة صنعاء، حجة، الجوف، ذمار، وعمران.
ووثقت أيضا استهداف 2 من الأعيان الثقافية، إضافة إلى 4 وقائع مداهمة وتدمير دور عبادة، و3 حالات احتلال مدارس ومنشآت حكومية، و14 حالة تعذيب، كما وثقت وقوع 53 واقعة اقتحام منازل في: صنعاء والمحويت وذمار والأمانة، و3 وقائع زرع ألغام أدت إلى مقتل وإصابة مدنيين، وواقعة منع وصول مساعدات اغاثية تضرر منها قرابة 220 مستفيد. وكشفت اللجنة عن ارتفاع وتيرة العنف ومنهجية الاعتداء على حقوق الإنسان وعدم احترام الحق في الحياة والكرامة الإنسانية وغيرها من الحقوق التي كفلتها الشرائع السماوية والقوانين الوطنية والمواثيق الدولية. ورحبت اللجنة الوطنية للتحقيق بقرار مجلس حقوق الإنسان رقم (33) القاضي بتقديم الدعم الفني والاستشاري للجنة ومساندة عملها في مجال التحقيقيات، ودعت منظمات المجتمع المدني العاملة في عموم اليمن للتعاون مع اللجنة وطاقمها في المحافظات اليمنية كافة والتوعية بعمل اللجنة ورفدها بالمعلومات والبيانات الخاصة بضحايا الانتهاكات.
وأعربت عن أملها من كافة الأطراف في تسهيل وصول الراصدين والمحققين إلى مواقع الانتهاكات والضحايا ليتسنى لها التحقيق الجيد والسريع. من جهته، اتهم روبرت كولفيل - المتحدث باسم المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة - الانقلابيين الحوثيين وقوات المخلوع بقتل 10 من المدنيين على الأقل، بينهم ستة أطفال في تعز، وإصابة سبعة عشر آخرين، منهم ستة أطفال وثلاث نساء، باستهداف شارع مزدحم قرب سوق في منطقة بير باشا. وبيَّن أن شهود عيان تحدثوا إلى موظفي الهيئة الأممية في تعز أن السوق كانت مكتظة بالمدنيين وقت الهجوم ولم تكن هناك أية مواجهات مسلحة بين الأطراف المتحاربة في منطقة بير باشا قبل الحادث المروع. مجلس الأمن يدين الحوثيين
الى ذلك دان مجلس الأمن الدولي بشدة الهجوم، الذي شنته ميليشيات الحوثي على السفينة الإماراتية قرب باب المندب، السبت الماضي.
ودعا المجلس - في بيان أصدره أمس - إلى الوقف الفوري لتلك الهجمات، محذراً من تهديد سلامة الملاحة البحرية في باب المندب التي يكفلها القانون الدولي. على صعيد آخر، كشف العقيد في الجيش الوطني عسكر زعيل، عن تبرّم كبير للمخلوع صالح، من حلفائه الحوثيين، الذين مكنّهم من اقتحام العاصمة صنعاء، وسلمهم معسكرات الدولة قبل عامين.
وقال زعيل عضو مفاوضات الكويت في تغريدة له على حسابه بتوتير: إن صالح، اعترف لأحد المقربين منه بأنه في مأزق بسبب الحوثيين، الذين وصفهم المخلوع بـ«أخس وأحقر البشر» على حد قوله. ويعاني تحالف الحوثي - صالح من تصدعات كبيرة، رغم لجوء التحالف بينهم الى تكتيم خلافتهما الكبيرة، حيث يقوم الحوثيون بالسيطرة على السلطة واقصاء المقربين من صالح في القطاعين العسكري والمدني، مما عده كثيرون انقلابا واضحا على المخلوع.
ليلة سوداء لـ «تعز»
عاشت تعز ليلة سادت فيها أصوات دوي الانفجارات الناتجة عن قصف الميليشيات بالصواريخ والمدفعية الثقيلة للأحياء السكنية في الجهتين الغربية والشرقية للمدينة المحاصرة منذ عام ونصف العام تقريبا.
وتجدد القصف العشوائي بعد أقل من يومين على مقتل 10 مدنيين وجرح آخرين بقصف الميليشيات لسوق شعبي في منطقة بئر باشا.
وأكد سكان محليون أن القصف طال أحياء سكنية في منطقتي بير باشا والسجن المركزي غرب المدينة، وذلك بالتزامن مع تجدد المواجهات بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، والميليشيات من جهة ثانية في منطقة الربيعي عند المدخل الشمالي الغربي للمدينة.
وفي منحى العمليات الميدانية، أكدت مصادر محلية مقتل القيادي الحوثي العقيد عبدالله القوسي وستة عشر عنصرا آخرين من القياديين والمسؤولين الميدانيين للميليشيات بغارتين جويتين لطائرات التحالف في محافظة صعدة شمال اليمن.
يذكر أن العقيد القوسي عين خلفا للعميد حسن الملصي الذي قتل بغارة مماثلة مع عدد من مرافقيه بغارة استهدفتهم في منطقة قبالة نجران، فيما قتل ستة عشر آخرون بغارة ثانية أثناء اجتماعهم في أحد المنازل في صعدة.، وفقا لـ«العربية».
يأتي ذلك مع طفو تحليلات عسكرية، بعد مقتل عدد كبير من القادة الميليشياوية ممن قضوا بغارات التحالف أو خلال مواجهات مباشرة مع المقاومة والجيش الشرعي، وذهب محللون عسكريون إلى أن ما خسرته الميليشيات الانقلابية من قيادات الصف الأول الميدانيين خلال أقل من شهرين، هو الأكثر فداحة للحوثيين والمخلوع، وأقل وصف لذلك أنهم يعيشون حالة ما يسمى الانتحار العسكري، خصوصا على جبهة الحدود. كما أكدت مصادر ميدانية أن الجيش الوطني تمكن بعد مواجهات عنيفة من السيطرة على الطريق الرئيس الرابط بين صنعاء ومأرب عبر منطقة صرواح، وأقام عليه الحواجز ونقاط التفتيش لتعقب فلول الميليشيات في المنطقة.
وفي السياق نفسه، تقدمت قوات المقاومة والجيش الوطني، بجبهة حيفان جنوب محافظة تعز، بعد أن استعادا السيطرة على عدد من المرتفعات والمواقع التي كانت تتمركز فيها الميليشيات، في تبة المنظرة، وسوق الخزجة ومناطقة الأثاور والعكاوش ونقيل جرامع، مع إسناد من طائرات التحالف بعدة غارات لتجمع للميليشيات ببلدة الثاور، مخلفة قتلى وجرحى في صفوفهم.
وأكدت مصادر المقاومة الشعبية أن طائرات التحالف دمرت الليلة الماضية منصة لإطلاق الصواريخ الباليستية تابعة للميليشيات في قرية بيت القحوم التابعة لمنطقة ريدة بمحافظة عمران.