كثفت ميليشيا الحوثي الانقلابية من انتشارها بشوارع العاصمة، ودعت أنصارها لمواجهة تظاهرة احتجاجية سلمية تنطلق اليوم في صنعاء ضد التجويع والقمع والتنكيل والانتهاكات والانهيار الاقتصادي، وذلك بعد دعوة أطلقها ناشطون وحقوقيون وإعلاميون ومواطنون يمنيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، دعوا فيها إلى النزول إلى الشارع في سابقة تحدث للمرة الأولى منذ الانقلاب على الشرعية. فيما تداعت قبائل محافظة مأرب للثأر للشهيد اللواء عبدالرب الشدادي قائد المنطقة العسكرية الثالثة الذي استشهد وهو يقود معركة تحرير صرواح ضمن عملية «نصر 2» التي تستهدف فتح بوابة العاصمة الثانية عن طريق خولان سنحان جنوب شرق العاصمة، في وقت وصل فيه رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر أمس السبت إلى المكلا عاصمة محافظة حضرموت برفقة عدد من الوزراء في زيارة تستغرق عدة أيام، بينما أعلنت قيادة قوات التحالف العربي أن الميليشيات الحوثية أطلقت صاروخاً باليستياً من جنوب (صعدة) باتجاه مدينة خميس مشيط، تابعت مساره أنظمة الدفاع الجوي منذ انطلاقه حتى سقوطه في منطقة صحراوية غير مأهولة بالسكان، دون أن يسبب أية أضرار، حيث باشرت القوات الجوية على الفور استهداف المنطقة التي انطلق منها الصاروخ.
صنعاء تنتفض
وفي صنعاء انتشرت «تغريدات» و»هاشتاجات» تدعو لوحدة الصف وكسر الخوف لمواجهة من دمر البلاد. وقال بلاغ صحفي مقتضب عن الناشطين: إلى جميع أبناء الشعب في العاصمة صنعاء ندعوكم إلى الخروج والنزول للشارع وكسر حاجز الخوف، وبدلا من الموت جوعا في البيوت يتوجب علينا كبارا وصغارا المشاركة في هذه التظاهرة، كفانا انتظارا وأعلنوها مدوية بصرخات الغضب: «#انا نازل».
ودعا نشطاء ونقابات عمالية ورابطة موظفي الدولة إلى تظاهرة حاشدة بصنعاء اليوم الأحد لمطالبة الانقلابيين بصرف مرتبات الموظفين وكسر حاجز الخوف من سطوة الميليشيات في العاصمة.
وأهابت رابطة موظفي الدولة جميع أبناء الشعب اليمني بكل فئاته مدنيين وعسكريين النزول اليوم إلى الشارع احتجاجا على امتناع العصابات الانقلابية عن صرف رواتب الموظفين التي تعد حقا من حقوق الموظف يحفظ له البقاء في الحياة.
وامتنعت الميليشيات الانقلابية عن صرف رواتب موظفي الدولة عسكريين ومدنيين وحولت السيولة المالية التي نهبتها من البنوك اليمنية إلى مجهود حربي لميليشياتها.
وتصدر نشطاء وقيادات حزب المخلوع الحملة ضد الميليشيات الانقلابية الحوثية للمطالبة بالحقوق خصوصا بعد تصاعد حدة الخلافات بين الطرفين إلى درجة كبيرة.
وقال محمد علاو- أحد مساعدي المخلوع صالح القانونيين- منتقدا المليشيات الحوثية: «إن الفقر والمجاعة لليمنيين سيكون هذا عنوان عهد دولتك يا عبدالملك الحوثي وسيكتب التاريخ ذلك ولعنات الأجيال ستلاحق كل من سكت عن هذه المجاعة».
ابن دغر في المكلا
وفي السياق نفسه، وصل رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر وعدد من أعضاء الحكومة إلى مدينة المكلا لتلمس أحوال المواطنين في المحافظة. وكان في استقباله بمطار الريان محافظ حضرموت اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك وأركان حرب المنطقة العسكرية الثانية العميد ركن عويضان سالم ومدير عام شرطة ساحل حضرموت العميد أحمد باجوة وعدد من قيادات السلطة المحلية بالمحافظة.
وفي تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أوضح رئيس الوزراء أن زيارته للمكلا تأتي لتفقد أحوال المواطنين والعمل مع السلطة المحلية على تطبيع الحياة في حضرموت، مشيراً إلى أن الحكومة تسعى جاهدة وفق الامكانيات المتاحة إلى تقديم الخدمات الأساسية في حضرموت وباقي المحافظات.
ونوه بالجهود التي تبذلها قيادة السلطة المحلية بمحافظة حضرموت لتطبيع الحياة وحفظ الأمن والاستقرار.
ويرافق الدكتور بن دغر كل من نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اللواء الركن حسين عرب، ووزراء النقل مراد الحالمي، والادارة المحلية عبدالرقيب فتح، والأشغال العامة والطرق وحي امان، والصحة ناصر باعوم، والمياه والبيئة العزي شريم، والثروة السمكية فهد كفاين ومحافظ سقطرى عبدالله السقطري، ونواب وزراء الإدارة المحلية حسين منصور والخدمة المدنية عبدالله الميسري، والسياحة محمد الدهبلي.
نائب الرئيس في مأرب
إلى ذلك وصل نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن صالح امس السبت إلى محافظة مأرب وسط استقبال رسمي وعسكري وشعبي كبير. وكان في مقدمة مستقبليه نائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية عبدالعزيز جباري ووزير الشباب والرياضة نايف البكري وبقية أعضاء الوفد الحكومي ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد علي المقدشي وعدد من القادة والضباط وقيادة السلطة المحلية والأمنية بمحافظة مأرب وجمع غفير من المواطنين. وبناء على توجيهات الرئيس المشير الركن عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة كلف نائب رئيس الجمهورية اللواء الركن عادل القميري المفتش العام للقوات المسلحة بالقيام بأعمال قائد المنطقة العسكرية الثالثة.
قبائل مأرب تتداعى
وعلى صعيد متصل توجهت أعداد كبيرة من أبناء قبائل مأرب إلى جبهة صرواح لتحقيق هدف الشهيد الشدادي الذي أعلنه قبل استشهاده وهو ألا يعود إلى مأرب إلا وقد تحررت صرواح كاملة أو ينال الشهادة، فكتب الله له الشهادة في مقدمة الصفوف مدافعا عن وطنه وثورته. في وقت تقدم فيه الجيش الوطني والمقاومة الشعبية باتجاه منطقة ضوار وحررا العديد من المواقع.
ونعت رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش الوطني استشهاد قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن عبدالرب الشدادي أثناء قيادته للمعارك في صرواح بمحافظة مأرب.
ويعد الشدادي من أبرز القادة العسكريين الذين تصدوا للانقلاب الحوثي على الدولة منذ أيامه الأولى، وأسهم في تشكيل ألوية القوات الحكومية الموالية للشرعية، وحقق انتصارات عدة في جبهة مأرب وكان في مقدمة الصفوف أثناء التصدي لميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية.
ونعى رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، اللواء عبدالرب الشدادي، قائد المنطقة الثالثة وقال: «بعميق الحزن، نعزي أنفسنا وأبناء اليمن الشرفاء باستشهاد اللواء عبدالرب الشدادي، قائد المنطقة الثالثة الذي لقي ربه وهو ينتصر للحق ضد الانقلاب».
وتعاهد أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في كل الجبهات ألا يقبلوا عزاء للواء الشدادي إلا باستعادة الجمهورية من أيادي الانقلابيين وان يكون العزاء يوم استعادة صنعاء ودحر الانقلابيين.
مقتل قائد مدفعية الحوثي
وقالت مصادر عسكرية لـ «اليوم»: إن التقارير الميدانية للانقلابيين رصدت أكثر من 38 قتيلا في صفوفهم جراء قصف طائرات التحالف إضافة الى عشرات الإصابات التي توزعت على 8 مستشفيات ميدانية وحكومية.
وفي تعز استهدفت مدفعية المقاومة في لواء الحمزة الدبابة المتمركزة في تبة سوفتيل بقذائف الهاون مما أدى الى مقتل قائد مدفعية الميليشيات الحوثية الذي كان متواجدا في الموقع.
وقالت المقاومة الشعبية في تعز: إن سقوط 7 قتلى وإصابة 12 من عناصر ميليشيات الحوثي والمخلوع بعد مواجهات مع أبطال الجيش الوطني والمقاومة ونتيجة استهدافهم بالنيران وقصف مقاتلات التحالف.
وفي محافظة الضالع جنوبا التي تشهد معارك طاحنة بين الانقلابيين والجيش الوطني والمقاومة قتل وأصيب فيها أكثر من 27 من عناصر الميليشيات الانقلابية في مواجهات عنيفة مع قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة في جبهة مريس قرية الرمة وذلك بعد فرض الميليشيات حصارا خانقا منعت من خلاله دخول المواد الأساسية والتموينية للمواطنين.
وفي نهم أعلن الجيش الوطني استسلام قائد سلاح الإشارة بالحرس الجمهوري وعدد من ضباط كتيبته بعد حصار دام ليلتين بعملية نوعية على أطراف نهم.
وشارك طيران التحالف بكثافة في عمليات مركزة استهدفت مواقع وتحصينات الانقلابيين في صنعاء وصعده وتعز والحديدة وحجة واب ونفذ أكثر من 40 غارة.
الخوداني يهاجم
من ناحيته هاجم كامل الخوداني القيادي في حزب المخلوع والإعلامي في مكتب قائد الحرس الجمهوري سابقا في صفحته على «فيس بوك» مهاجما الميليشيات الحوثية: «اصرفوا المرتبات، الناس غير قادرين على أن يوفروا لقمة العيش والله الذي لا إله إلا هو إن بعض الأسر العزيزة الكريمة خرجت بناتها تريق ماء وجهها لتتسول لقمة العيش.
وأضاف: ما سرقتموه يكفيكم لعشرات السنين يا أفجر من أنجبته الأرض لن تنتصروا بتجويع الناس، لن تنتصروا بإذلال الرجال، لن تنتصروا بالمتاجرة بمعاناة وأوجاع الآباء والأمهات.
وواصل الخوداني هجومه على المليشيات قائلا: «الشهر الثالث على التوالي والجيش والجنود ومعظم الناس بدون مرتبات يقتاتون الجراح ويلتحفون الصبر وأنتم كالصخر الأصم انتزعت منكم الإنسانية والأخلاق وشرف الحرب سوف تحصلون على مكاسب بتجارتكم هذه، تجارة الألم تجارة وتعذيب الناس وتجويعهم بئس التجارة وبئس المكسب.