أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا أنها ستوقف المحادثات مع روسيا والمتعلقة بتطبيق اتفاق لوقف اطلاق النار في سوريا، حيث تتهم روسيا بعدم احترام التزاماتها في اتفاق 9 سبتمبر. لقد مر عام على التدخل الروسي في سوريا، واستمرت المعارك خلال هذه السنة بل وازدادت حدتها. وبخلاف إنقاذ نظام الرئيس بشار الأسد من هزيمة مفترضة، لم يحقق الروس شيئا حاسما على وجه خاص في سوريا. لقد نبع التدخل الروسي في سوريا من تعاملها مع الولايات المتحدة، وربما بالأكثر من تعاملها مع تركيا. وبالرغم من ذلك، فإن ميزان القوى قد تحول على ما يبدو، ليكون في صالح الأسد ومؤيديه الروس. ولم تعد المواجهة مع الولايات المتحدة مستبعدة. فالقوات السورية تساندها القوة الجوية الروسية والقوات الخاصة تضيق الخناق على حلب، وهي ثاني أكبر المدن السورية ومعقل للمعارضة التي ما زال البعض يطلق عليها حكومة سوريا. ولو سقطت حلب، فسوف يسترد نظام الأسد آخر منطقة حضرية رئيسية في سوريا. يعد هذا أمرا ذا أهمية، غير أنه ليس على القدر نفسه من الأهمية كما يبدو للعيان، حيث إن معظم المناطق غير الحضرية تخضع لسيطرة المعارضة، بما في ذلك مساحات كبيرة يسيطر عليها تنظيم «داعش» والأكراد.
أسباب التدخل الروسي
تعارض الولايات المتحدة بصورة رسمية بقاء نظام الأسد. وقبل التدخل الروسي، ظهر للبعض أن أيام الأسد قد باتت معدودة، ولكن على أحسن تقدير، كانت المظاهر وقتها خادعة. كانت المعارضة ضد الأسد تعاني ضعف التنظيم والفوضى السياسية، في حين كان تنظيم «داعش» هو أكبر قوى المعارضة في البلاد. قد تعارض الولايات المتحدة نظام الأسد، غير أنه لم يكن في صالحها إطاحته وتخليف فراغ في دمشق يقوم «داعش» بملئه. كان العديد من اللاعبين يرغبون في إطاحة الأسد، ولكن ليس في تلك اللحظة بعينها.
لماذا تدخل الروس إذا؟ كانت أسعار البترول تهوي والاقتصاد في معاناة. كما لم يكن الموقف في أوكرانيا يسير في صالح روسيا، وكان على فلاديمير بوتين أن يبرهن أنه وعلى الرغم من الموقف في أوكرانيا فإن روسيا لا تزال قوة كبيرة. وفى كل الدول، تحشد أي أزمة تتعلق بالأمن القومي الجماهير لفترة، ولا تختلف روسيا في ذلك عن غيرها. ولقد برهن نشر الطائرات الروسية في الشرق الأوسط على الفرق بين حكومة بوتين والحكومات التي سبقتها. فالكرامة الوطنية أمر عظيم الشأن، ولأن بوتين سياسي ماهر فقد قام باستغلال ذلك.
كما أراد بوتين كذلك أن يواجه الولايات المتحدة في ساحة تكون له فيها الغلبة. حيث يعتقد بأن الولايات المتحدة قامت بتدبير سقوط الحكومة الموالية لروسيا في كييف، وكذلك كان لها دور مهم في منع ظهور حركات انفصالية فعّالة في أوروبا الشرقية والآن تقوم بحشد قدرات عسكرية في بولندا ورومانيا. ومن وجهة النظر الروسية، كان الأمر قد أخذ يبدو وكأنه استراتيجية احتواء كالتي قامت بخنق الاتحاد السوفيتي. ولأسباب سياسية وعسكرية لا يمتلك الروس قوة موازنة في أوروبا، ومن ثم لجأوا لتجربة سياسة المراوغة.
وفي هذا السياق، يقول المحلل والخبير الاستراتيجي، جورج فريدمان، في تحليل له نشره موقع «جيوبوليتيكال فيوتشرز»: أراد الروس تحقيق أمرَيْن، تحسين صورتهم أمام جمهورهم المحلي وتحدي الولايات المتحدة في منطقة تمتلك فيها مصالح كبيرة، لكن دون أن يجبروا على خوض مخاطرات مصيرية. تمثل رد الروس على الاحتواء الأمريكي طوال الحرب الباردة في خلق تحالفات خلف خطوط الاحتواء. وبخلاف ألمانيا، كانت تركيا هي أهم نقطة في هذا الخط. لم تتمكن روسيا من التغلب على تركيا، على الرغم من قيامها بعدد من المحاولات السريّة لزعزعة استقرارها، بحسب ما افاد فريدمان، مشيرا إلى أنه كان بمقدور روسيا إقامة علاقات مع الدول الواقعة جنوب تركيا وفى شرق البحر المتوسط، فكانت مصر وليبيا والعراق وسوريا جزءا من تحالف موال للاتحاد السوفيتي مصمم لمكافحة الاحتواء من خارج الخط الذي رسمته الولايات المتحدة.
ومع سقوط الاتحاد السوفيتي، فقد التحالف مع السوفييت أي معنى له في المنطقة. وبالفعل، فإن الربيع العربي، والذي كان الغرب يتخيل أنه انتفاضة تشبه ما حدث في أوروبا الشرقية في عام 1989، كان في واقع الأمر، وفقا لـ فريدمان، موجها إلى بقايا منظومة التحالف مع السوفييت محفزا بالمد الإسلامي المتزايد، مضيفا أنه كانت حكومات تلك الدول بقايا مهلهلة من هذه المنظومة، وكانت كذلك علمانية من منظور معاداتها للتهديدات الإسلامية. في حين كانوا اشتراكيين من منظور لم يكن يتمتع فيما مضي سوى بقبول ضعيف، وفى الوقت الحاضر لم يعد له أي معنى على الإطلاق. ولكن فوق كل هذا، كانت أنظمة ديكتاتورية عسكرية. وليس معنى ذلك أن تلك الحكومات لم تكن تتمتع بقبول كبير في بلادها. فقد كانت فكرة كون هؤلاء طغاة فرديين يحكمون بلدا بأسره مستخدمين عامل الخوف هي مجرد هراء. فقد كانوا يتمتعون بتأييد قبلي أو ديني أو طائفي. ولكن ببساطة لم يتمتعوا بتأييد كاف لقهر أعدائهم.
أطاح الأمريكيون صدام حسين، ثم اكتشفوا أن مؤيديه يقومون بالتمرد عليهم. ولكن في عام 2011، تعرضت الأنظمة الأخرى للهجوم: حسني مبارك في مصر والقذافي في ليبيا والأسد في سوريا. سقط مبارك ولكن لم تتأثر مكانة الجيش، ومن ثم حل محله قائد عسكري. وفى ليبيا، تمت إطاحة القذافي على يد التدخل الأمريكي والأوروبي، ما كشف أن الانتفاضة في ليبيا لم تتكون من أناس متعطشين لتحويل ليبيا لولاية أمريكية. وفى سوريا، اختلط الأمر على الكثيرين فتصوروا أن الثورة هي انتفاضة ديموقراطية موالية للغرب ضد نظام قمعي.
واستدرك فريدمان بقوله: لكن اتضح لاحقا أنها انتفاضة من أناس يكرهون الأسد ويكرهون بعضهم البعض، بل ويكرهون أيضا الولايات المتحدة إلى حد بعيد. تدخلت الولايات المتحدة بصورة سرية ثم بعد ذلك باستخدام الضربات الجوية، غير أن النصر لم يتحقق. فقد كان الأسد ومؤيدوه، وهم أقلية مهمة في سوريا تسمى العلويين، يتحكمون في الجيش فقاموا بالتصدي بقوة للمقاومة. قالت الولايات المتحدة انها تؤيد فصيلا علمانيا ديموقراطيا، ولما لم تجد مثل هذا الفصيل، ظلت تتظاهر بوجوده. وقد أصبحت الفوضى التي تبعت ذلك هي الواقع في سوريا.
وأوضح فريدمان أن بوتين كان في حاجة لنقطة ضعف يستغلها ضد الولايات المتحدة، معتبرا فترة الصراع الملتهب في العراق بمنزلة هدية لـ بوتين. فقد استغلها لإعادة بناء قدرة روسيا قدر المستطاع ولتعزيز وجودها في مناطق الاتحاد السوفيتي السابقة. وقام بغزو جورجيا وهي دولة حليفة للولايات المتحدة، وهو على يقين من أن الولايات المتحدة ليس لديها القوة للرد على ذلك، بالأخذ في الاعتبار الوضع في العراق وأفغانستان. فحينما تتعثر أمريكا في الصراع في الشرق الأوسط، لا يكون بمقدورها التعامل في مناطق أخري. ومن ثم، لو تمكنت روسيا من حمل الولايات المتحدة على التعثر مرة أخرى في الشرق الأوسط، فإن ذلك سيضمن لها حرية الحركة.
والأهم من ذلك، برأي فريدمان، هو حاجة بوتين لورقة يساوم بها. لم يكن بمقدوره التخلي عن أوكرانيا، ولكن كان عليه على الأقل التفاوض على جعلها دولة محايدة. فمن المنظور الجيوبوليتيكي، تتمتع أوكرانيا بأهمية حيوية لروسيا، ومن ثم فإن حياديتها هي أقل ما يمكن القبول به. أما الولايات المتحدة فليس لديها ما يدعوها لقبول تلك الحيادية، كما كان الأوروبيون يميلون للاعتقاد ذاته. فلو تمكن الروس من خلق موقف في مكان ما يحتاج فيه الأمريكيون لمساعدة الروس، فإن الموقف في روسيا وحولها سوف يصبح في نهاية المطاف أقل عدائية بالنسبة لموسكو.
وأشار فريدمان الى أن الأسد كان حليفا قديما لروسيا، غير أن هذا لا يهم روسيا في شيء، فإنقاذ الأسد لا يمثل مصلحة حقيقية لروسيا. فعلى أحسن تقدير ستحصل روسيا على تسهيلات في ميناء اللاذقية وقاعدة جوية، ولكن ليس هناك منفعة كبيرة ستعود على الروس من استغلال تلك المنشآت، والتي ستكون في الوقت نفسه نقطة ضعف غير محصنة أمام الأمريكيين. وعلاوة على ذلك، كان بوتين يعمل لدى الاستخبارات الروسية إبّان الحرب الروسية الأفغانية، وقد رأى بأم عينيه كيف يمكن لبلد أن يتعثر ويتم استنزافه بسبب التدخل في العالم الإسلامي. ولذا كان مدركا أنه لا يملك الموارد وليس هناك مصلحة وطنية لتدخل طويل الأمد.
كانت الولايات المتحدة خلال تلك الفترة، ولا تزال، في مرحلة تحول من استراتيجية التدخل المفرط إلى استراتيجية تحقيق توازن القوى عن بعد. ومن كوريا مرورا بفيتنام والكويت والصومال وكوسوفو وأفغانستان والعراق وليبيا، كانت استراتيجية الولايات المتحدة تحديد دولة على أنها تتمتع بالأهمية، ثم تقوم باستخدام المساعدات والعمليات السرية لمحاولة تعديل الموقف ليسير في الاتجاه الذي ترغبه الولايات المتحدة، ثم إذا فشل ذلك، تتحول إلى استخدام القوة المعتادة.
ضد التدخل في حروب برية مستقبلية
يعارض الجنرال دوجلاس ماك آرثر، أحد أبرز القادة العسكريين الأمريكيين في القرن العشرين، يعارض الدخول في أي حروب برية مستقبلية في آسيا. وتتكون حجته من قسمَيْن. الأول، كانت الولايات المتحدة تقوم بنشر قواتها في نصف الكرة الآخر من العالم وذلك يتطلب دعما لوجستيا كبيرا، حيث ستزيد أعداد القوات التي تقوم بعملية دعم المجهود الحربي عن تلك التي تقاتل فعلا. وثانيا، بمجرد أن تطأ أقدام الجنود الأمريكيين آسيا (أو أوروبا على حد سواء) يواجهون عدوا يفوقهم عددا بصورة هائلة. ولا تنفع التقنية هنا كثيرا. ومن ثم، فإن التدخل، ناهيك عن التدخل بصورة متواصلة، في آسيا يعد أمرا تعوزه الحكمة. وهناك سلسلة من التعثرات والهزائم والانسحابات المبكرة التي تعد شاهدا على ذلك. إن عدم تمخط تلك الحروب الفاشلة عن أي أزمات مصيرية للولايات المتحدة يدلل على أن تلك الحروب لم تكن على الأرجح ضرورية.
التخلص من الأسد لا يمثل أهمية كبيرة للأمريكان
وهنا يؤكد فريدمان أنه كان أمرا حتميا أن تتغير تلك الاستراتيجية، بغض النظر عمن يكون الرئيس. يعتقد البعض، سواء من المحافظين الجدد أو دعاة التدخل بحجة الدوافع الإنسانية، بأنه ليس على الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن تدخل بلدا ما فيتحقق النصر. ولا أدرى لماذا يثقون في القوة العسكرية لتلك الدرجة، يتساءل فريدمان، معتقدا أن ليبيا ربما تكون آخر تدخل يتم بدافع إنساني، وأن سوريا كانت أول محاولة للتأثير على الأحداث دون استخدام قوة عسكرية كبيرة. وكان من الواضح أن الولايات المتحدة ترغب في التخلص من الأسد، إلا أن ذلك لم يمثل أهمية كبيرة للولايات المتحدة، ولا هو بالأهمية كي يتم فيها الاستعانة بعدد كبير من القوات. وينطبق الأمر ذاته على تنظيم (داعش). ولفت فريدمان النظر إلى أن مستقبل المنطقة يحظى بمكانة أكبر لدى القوى الإقليمية مثل تركيا وإيران والسعودية وإسرائيل من تلك التي يحظى بها لدى الولايات المتحدة، كما أنهم يناصبون بعضهم البعض العداء، بحسب فريدمان.
ومن ثم، فقد كان هدف الولايات المتحدة في سوريا، برأي فريدمان، هو التأثير على الأحداث وتحديد معالم التدخل من قبل الآخرين. وعلى خلاف الحروب الأخرى، فإن حقيقة أن سوريا كانت ضمن المصالح الأمريكية إضافة إلى القيام بعمليات تقديم المساعدة والتدريب والعمليات السرية، لا تشير إلى عزم الولايات المتحدة خوض حرب كبيرة، وهو الأمر الذي فطن إليه الروس. ومن ناحية، أضعف ذلك من موقفهم، فلم تكن سوريا مهمة بدرجة كافية بالنسبة للولايات المتحدة لتكون ورقة للمساومة عليها مقابل مسائل أخرى. غير أنه عزز من موقفهم من ناحية أخرى، فتدخلهم المحدود نسبيا (أقل من القوات الأمريكية الموجودة على مقربة من سوريا، ولكنه أكثر فعالية بكثير من أي فصيل آخر في سوريا) يمكن أن يغير نتيجة الأمور.
ومن ثم، فمع تحرك قوات الأسد والروس تجاه حلب، حذرت روسيا الولايات المتحدة الأمريكية من أن أي هجوم جوى أمريكي على تلك القوات سوف يمثل تحولا (قاريا). وليس من الواضح ما يعنيه ذلك، يقول فريدمان، غير أنه قد يبدو إشارة لتحول جذري في قارة أوراسيا أو تهديد، على سبيل المثال، بتحرك روسي ليس فقط في أوكرانيا، بل وربما ضد بولندا ورومانيا. وإذا كان هذا هو ما يقصده الروس من كلمة (قاريا)، فمن الصعب، برأي فريدمان، أن نتخيل قيام القوات الروسية بمثل تلك العمليات الضخمة، وبخاصة بعد أن أظهرت الولايات المتحدة استعدادها لاستخدام القوة الجوية الأمريكية في سوريا.
الروس يدركون التحول الاستراتيجي الأمريكي
فهم الروس التحول في استراتيجية الولايات المتحدة، وهم لا يتوقعون ردا عسكريا كبيرا. فلم يفعل أوباما منذ توليه مهام منصبه - فيما عدا ليبيا التي يطلق عليها أكبر خطأ له - ما يدل على أنه سوف يأمر بشن ضربات جوية. ولذا، فما الذي يقوم به الروس؟ يتساءل فريدمان، ويجيب بقوله: هم يريدون مواصلة استغلال سوريا كطريقة لتحسين صورة بوتين داخليا ولمنحهم ورقة للمساومة حول أوكرانيا. ولكن هناك احتمالا ثالثا بدأ في الظهور. فقد يكون لدى الروس رغبة في الاضطلاع بدور رئيسي في الشرق الأوسط. لكن ذلك سيتعارض مع كل ما تعلمه بوتين من أفغانستان، كما سيتطلب موارد لوجستية لا تملكها روسيا. علاوة على أنه سيعرقل كثيرا من قدرة روسيا على التحرك في أوروبا. تمتلك روسيا قدرات عسكرية محدودة، ومن ثم فنشر عدد كبير من القوات في الشرق الأوسط سيكون خطيرا. ولذا، يستبعد فريدمان فرضية هذا الاحتمال.
ولكن عندها علينا أن نتذكر أن سقوط حلب هو أبعد من أن يمثل نهاية للحرب. فقد أمضي الروس العام الماضي في تعثر تماما كالأمريكيين، والاستيلاء على حلب لن يغير من هذا الأمر. وفى واقع الأمر، سيتحتم على الروس التفكير في كيفية توفير الغذاء في حلب. وأخيرا، لقد خرج الروس من حلبة المنافسة ضد الولايات المتحدة تماما كما حدث مع السوفييت، برأي فريدمان. وبالرغم من الحنكة التي أظهرها التموضع السياسي الروسي، فإن أكثر إنجاز له هو إنقاذ نظام الأسد، كما أنهم لم يستولوا بعد على حلب.
كان هناك قدر كبير من الخداع فيما يتعلق بالاتحاد السوفيتي والذي أدى، وهو أمر غير سار لهم، إلى تعزيز هائل للقدرات العسكرية إبّان فترة رونالد ريجان، الذي اختار تصديق ذلك طواعية. وتلك هي مشكلة الخداع، فلا يتعلق الأمر فقط في التلفظ به، بل الأخطر أن يتم تصديقه. والخداع أمر خطير عندما يكون العدو هو الولايات المتحدة، فلا يمكن التكهن بما ستقوم به الولايات المتحدة، كما ذاق السوفييت طعم ذلك. ولكن حتى بدون أن تتخذ الولايات المتحدة الأمريكية أي خطوات جذرية، فإن موقف الروس يبدو للعيان أفضل مما هو عليه في الواقع.
مندوب روسيا بالأمم المتحدة فيتالى تشوركين