لم يبلغ العداء والصراع المعلن حول سوريا بين الغرب وروسيا ما وصل إليه اليوم؛ منذ ان استخدم «نيكيتا خروشوف» حذاءه ليضرب به على الطاولة اثناء اجتماع للجمعية العمومية للأمم المتحدة عام 1960م.
فمحاولة وقف اطلاق النار الأخيرة التي سعت إليها واشنطن وموسكو على السواء هذا الشهر، اصبحت بعيدة المنال في ظل تبادل الاتهامات وعدم الثقة اللذين سادا بينهما.
وقف اطلاق النار الذي لم يدم سوى ساعات؛ صاحبه هجوم شنته الطائرات الامريكية على مواقع قوات النظام السوري، ونتج عنه عشرات القتلي تلاه هجوم على قافلة مساعدات اتهمت مصادر غربية روسيا بتنفيذه؛ إما بشكل مباشر أو بتدبير من قبلها.
حدث القصف الامريكي بعد عطلة نهاية اسبوع دموية لقي فيه 85 شخصا حتفهم واصيب 300 آخرون، وبعد يوم من الاجتماع الطارئ الذي عقده مجلس الأمن الدولي.
##من يدفع الثمن
في قاعة الجمعية العامة اتهمت «سامانثا باور» سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة؛ موسكو بالكذب الصريح، ووجه وزير خارجية بريطانيا «بوريس جونسون» الاتهام لفلاديمير بوتين بارتكاب جريمة حرب. ولم يتأخر الروس في الرد فاتهموا الغرب بتزويد معارضي الأسد بالسلاح وخرق اتفاقية وقف اطلاق النار.
الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون وسفير الولايات المتحدة لدى المنظمة الدولية، وصفا بشكل منفصل الهجوم الوحشي للنظام السوري ضد مناطق شمال مدينة حلب المحاصرة بأنه «همجية».
صحيفة لوس انجلس تايمز ناشدت الرئيس الأمريكي ليتدخل قبل فوات الاوان وقالت: إذا أراد باراك أوباما ترك ارث يحسب له في ما تبقى له من شهور في البيت الأبيض عليه ان يزيل كل العقبات التي من شأنها ان تفتح الطريق امام تقديم الاغاثة لتصل الى محتاجيها فربما يتجدد الامل في التوصل الى تسوية سياسية، واضافت الصحيفة: ليس هناك من شك في ان التعامل مع بوتين مسألة بالغة الصعوبة طالما انه لا يمكن تصديقه او الثقة به، ولكن من اجل انقاذ حياة الشعب السوري فإن مثل هذا الجهد مطلوب لإنهاء معاناتهم؛ ولا ينبغي السماح لأحد اجهاضه لأنه قد يكون الفرصة الاخيرة.