شهد العالم توسعا كبيرا بانتاج واستهلاك ومرافق التوزيع الخاصة بالغاز الطبيعي في السنوات العشر الماضية مما جعله منافسا قويا لمصادر توليد الطاقة كالنفط والفحم، ففي بريطانيا التي كانت مركزا مهما لصناعة الفحم في القرن الماضي نراها اليوم تغلق ثلاث محطات لتوليد الطاقة معتمدة على حرق الفحم ولتستبدلها بالغاز الطبيعي وتحويل محطة رابعة من استهلاك الفحم الى الوقود الحيوي (Biomass).
الغاز الطبيعي يعتبر أكثر أنواع الطاقة غير المتجددة نظافة من ناحية الانبعاثات الكربونية ومع التوجهات البيئية الأكثر صرامة في الاتحاد الأوروبي بشكل خاص والعالم ككل نرى تقلص الاعتماد على المصادر التي تسبب نسب تلوث أكبر كالفحم، ولذلك نرى توجها قويا حاليا في بريطانيا للتوسع بانتاج الغاز فقد قامت شركة برتش بتروليوم ببيع وحدتها العاملة بقطاع الغاز برتش غاز لشركة شل الهولندية، وفتحت المجال لعمليات الاستكشاف والتصدير في البحر الشمال للغاز الصخري في عام 2012 لتراهن على هذه التقنية الجديدة لزيادة الانتاج المحلي من الموارد الطبيعية، ومنحت ثاني ترخيص لانتاج الغاز الصخري في الايام القليلة الماضية بعد ان وصلت نسبة استهلاك الغاز لتوليد الطاقة 45% من اجمالي الطاقة المستخدمة لتوليد الكهرباء في بريطانيا للربع الاول من سنة 2016 مرتفعة بأكثر من 25% من العام الماضي بحسب الاحصائيات الاخيرة، مما يظهر لنا نسب نمو قوية باستهلاك الغاز على المدى القريب ومع تراجع اسعار النفط والغاز العالمية وتعرض الكثير من المنتجين للخسائر، وإغلاق الكثير من المنصات البحرية خاصة في بحر الشمال نظرا لتكلفة انتاجها العالية جدا اضطرت الحكومة البريطانية لمواجهة زيادة الاستهلاك بفتح السوق لمزيد من المستثمرين الخارجيين وتوسيع الرقعة المتاحة للاستكشاف والانتاج، وإعطاء المزيد من الامتيازات للانتاج ورخص الاستكشاف للشركات الأجنبية والبريطانية العاملة بهذا المجال.
في العام الماضي احتلت المملكة المتحدة المركز الثامن عالميا في استهلاك الغاز الطبيعي ومن المتوقع أن تصعد هذا العام لتحتل المركز السادس، متجاوزة بذلك المانيا والامارات العربية المتحدة مع زيادة اعتمادها على الغاز وقد تضطر بريطانيا لاستيراد كميات أكبر من الغاز الطبيعي لسد هذه الفجوة مع تراجع اجمالي موارد الطاقة الاولية المنتجة ببريطانيا بمعدل 50% من عام 2004 الى 2014 لتحتل المركز الثالث اوروبيا من بعد النرويج وفرنسا وتجاوز كمية استهلاك الغاز محليا للكميات المنتجة.